هل تريد أن تصبح أكثر إنتاجية؟ أرح ذهنك لبعض الوقت

أن تراقب قهوتك حتى تغلي أو تتأمل العالم عبر النافذة بات مسألة صعبة في ظل ترسخ نظام العمل من المنزل في جدول حياتنا اليومية، لكن هذه الاستراحة الوجيزة والوقت الذي نمنح فيه راحة لأذهاننا يساعد عقولنا على تعزيز التعلم والإنتاجية على المدى الطويل، وفقا لما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال. والفترات التي لا تفعل فيها شيئا مهمة لتصفية الذهن، كما أن الاستراحة التي ينبغي أن نأخذها هي وسيلة فعالة لتعزيز المرونة العصبية للدماغ وتسمح لنا بالتأمل الذاتي اللازم لمعرفة أهدافنا والمحافظة على سلامتنا، حسبما قالت أستاذة علم النفس والأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا ماري هيلين إموردينو يانج.
لكن الاستراحة لا تعني الكسل أو الخمول: أظهرت دراسات في علم الأعصاب أن منطقة الدماغ التي تنشط عند عدم فعلنا أي شيء، وتسمى "شبكة الوضع الافتراضي"، هي أساسية لتطوير فهمنا لأنفسنا، والتعاطي مع المعلومات، وحل المشكلات، ومعالجة التوترات. خلال فترة الاستراحة، يستهلك الدماغ معدلا قدره 20 مرة من الطاقة التي يستهلكها عند استجابته لمحفزات خارجية. ولأن أدمغتنا تعمل طوال الوقت، فإن فترة من الاستراحة للاستغراق في أحلام اليقظة تعد أساسية لتخفيف الازدحام في أدمغتنا.
إليك بعض الطرق التي تساعدك على "فعل اللا شيء": قد يساعد الاستحمام لفترة طويلة على الاسترخاء وتهدئة وتخفيف النشاط المحموم داخل ذهنك، كما يمكن أن تلعب لعبة دون تحقيق مكاسب فيها، أو قضاء بعض الوقت في طهي وجبة طعام كبيرة. وتناولت دراسات كثيرة التأثير العلاجي لقضاء الوقت في الطبيعة أو في مكان خارج المنزل بشكل عام، وأظهرت إحدى هذه الدراسات أن المشي لمدة 90 دقيقة يقلل بدرجة كبيرة النشاط في قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بأنماط التفكير السلبي والقلق. أما إذا وضعت هدفا بالمشي 10 آلاف خطوة أو حتى البدء بأقل من ذلك، فإن لذلك أيضا منافع على صحتك الذهنية. أما إذا لم تستطع فعل أي من ذلك، الجلوس فقط دون أن تفعل شيئا أو أخذ قيلولة سيفي بالغرض. مراقبة أنفاسك أثناء التأمل وغيرها من الوسائل هي أيضا من بين الطرق المجربة لتهدئة ذهنك.
كلمة السر هي الخروج من دائرة التنافس البشري: أيا كان ما اخترت فعله، يجب أن تفعله دون أهداف، إذ أن الأهم هو الحفاظ على النتيجة، وفقا لما يشير إليه المقال. وبينما يؤدي تحقيق الهدف إلى تحفيز الدوبامين، إلا أن التركيز على الهدف سينتقص من مساعي تهدئة ذهنك للبدء من جديد. لذا لا تشعر بالذنب إذا أخذت استراحة أو حتى سرحت في النافذة لبعض الوقت، فالعلم يحثك على ذلك.