أخيرا .. إعادة تعويم السفينة "إيفر جيفن" في قناة السويس
أعلنت شركة "إنش كيب" لخدمات الشحن منذ قليل إعادة تعويم السفينة الجانحة "إيفر جيفن" في قناة السويس، وقالت إنه يجري حاليا تأمينها، بحسب وكالة رويترز. وقالت الشركة إنه من المتوقع البدء في عودة حركة الملاحة بقناة السويس قريبا. ولم تصدر تأكيدات رسمية عن هيئة قناة السويس حتى وقت إرسال النشرة.
وكان من المتوقع أن يصل المزيد من القاطرات إلى قناة السويس هذا الصباح للمساعدة في تحريك السفينة العملاقة، وذلك بعد أن وصلت مساء أمس القاطرة الهولندية "ألب جارد" إلى الموقع، في الوقت الذي واصلت فيه الكراكات أعمال إزالة الرمال والطين من تحت مقدمة السفينة لإتاحة المساحة اللازمة للتحرك والقيام بمناورات القطر، وفقا لجريدة الشروق. وذكرت لميس الحديدي، خلال برنامج "كلمة أخيرة" أن القاطرة الإيطالية "كارلو ماجنو" في طريقها إلى قناة السويس (شاهد: 3:00 دقيقة).
وعكفت الهيئة خلال الساعات الماضية على مواصلة أعمال توسيع نطاق التكريك والحفر بمنطقة مقدمة السفينة، وذلك من خلال إزالة جوانب القناة بتلك المنطقة والتكريك للوصول بها إلى عمق 18 مترا لتسهيل عملية تعويمها، وفقا لما قاله رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، في بيان له.
وكان الرئيس السابق لهيئة قناة السويس ومستشار الرئيس لشؤون مشروعات قناة السويس والموانئ مهاب مميش توقع أن تحل هذه الأزمة بنهاية اليوم بحد أقصى. وأعرب مميش، في اتصال هاتفي مع عمرو أديب، خلال برنامج "الحكاية"، عن تفاؤله بأن تتمكن القاطرات من تحريك السفينة اليوم (شاهد 28:36 دقيقة).
روسيا وألمانيا تمدان يد العون: انضمت روسيا وألمانيا إلى الدول التي عرضت مساعدة مصر من أجل إنهاء الأزمة الحالية. وعرضت روسيا تقديم "أي مساعدة ممكنة" لتعويم السفينة الجانحة، حسبما أكد السفير الروسي بالقاهرة جورجي بوريسينكو لوكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية أمس. وقال بوريسينكو إن القاهرة لم تطلب حتى الآن الدعم من موسكو لتعويم السفينة، إلا أن روسيا تود المساعدة لإعادة فتح هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية.وقال السفير الألماني بالقاهرة أيضا إن بلاده مستعدة للمساعدة إذا ما طلب منها ذلك. وكانت الولايات المتحدة وتركيا عرضتا المساعدة نهاية الأسبوع الماضي واستعدادهما لإرسال معدات ضرورية لعملية تحريك السفينة.
وانضمت 6 سفن تابعة للخط الملاحي هاباج لويد إلى أكثر من 20 سفينة قررت عكس اتجاهها وقطع الآف الأميال الإضافية حول رأس الرجاء الصالح بسبب استمرار تعطل القناة، وفقا لبيان صادر يوم السبت. وهناك تسع سفن أخرى تابعة للخط الملاحي الألماني كانت عالقة في انتظار تعويم "إيفر جرين".
وأعلنت هيئة قناة السويس أنها تدرس تقديم حوافز للسفن العالقة وذلك لتعويضها من خلال المزيد من التخفيضات على رسوم العبور، وذلك بخلاف التخفيضات التي تتيحها الهيئة بالفعل لتنشيط حركة السفن بالقناة. وقال ربيع أيضا إن هناك ما لا يقل عن 369 سفينة تنتظر عبور القناة، من بينها 25 ناقلة نفطية، (شاهد 8:13 دقيقة).
وكانت صور الأقمار الصناعية لحركة السفينة بقناة السويس أظهرت أنها كانت تميل إلى الجنوح، بحسب ما قالته إيمان الحصري، مقدمة برنامج "مساء دي إم سي" (شاهد 14:23 دقيقة). وتحدثت حول هذه الموضوع أيضا لبنى عسل، في برنامج "الحياة اليوم (شاهد 2:28 دقيقة).
وفيما يلي بعضا من تداعيات أزمة السفينة الجانحة:
- أعلنت وزارة البترول السورية البدء في ترشيد عملية توزيع مشتقات البترول مثل البنزين والديزل نظرا لتأثر الإمدادات النفطية إلى البلاد بحادث تعطل السفينة الجانحة في قناة السويس، بحسب ما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء. وأوضحت الوزارة أن توقف حركة الملاحة بالقناة تسبب في تأخر وصول ناقلة للنفط ومشتقاته إلى سوريا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم من أزمة الوقود في البلاد.
- أكبر من أن تُبحر؟ ألقت أزمة قناة السويس الضوء على سفن الشحن العملاقة التي أصبحت تنمو في السنوات الأخيرة بمعدلات أسرع من قدرات البنية التحتية اللوجستية سعيًا وراء المزيد من الكفاءة، بحسب تقرير فايننشال تايمز. وبالرغم من كفاءة استخدام الطاقة التي تقدر بسبعة أضعاف النقل البري، فإن الحمولات المرتفعة على أسطح السفن العملاقة تجعلها أكثر تأثرا بسرعة الرياح، وعرضها المتسع كثيرا يصعب من القدرة على توجيهها والتحكم فيها. وبدأ ملاك السفن بالفعل في التعلم من الدرس الحالي فتقول لارا جينسين، مستشارة سيل إنتيليجينس، أن شركتها رصدت "موجة تراجع ضعيفة" في عدد الحاويات على أسطح السفن إلى حوالي 15 ألف كحد أقصى نزولا من 25 ألف حاوية للسفينة الواحدة سابقا.
- قد يكون العالم معتمدا على النقل البحري بشكل مبالغ فيه – أو على الأقل هذا ما تلمح إليه الصين، إذ أن هناك اتجاها متسارعا بين الشركات المصنعة الصينية للتوسع في نقل البضائع برا إلى أوروبا، في محاولة لتجنب التأخيرات الناجمة عن توقف حركة الموانئ بسبب جائحة "كوفيد-19" وهو ما يتسبب في ارتفاعات كبيرة بالأسعار، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. وأرسلت الصين ما يزيد عن ألفي قطار شحن إلى أوروبا في يناير وفبراير الماضيين، بما يعادل ضعف عدد القطارات المسجلة في الفترة ذاتها من عام 2020 – إذ يسهم انخفاض تكاليف النقل باستخدام قطارات الشحن وعدد الأيام الأقل الذي تتطلبه وسيلة النقل تلك في جعلها خيارا أكثر جاذبية.