السيسي يوجه بالاستعداد لسيناريو تفريغ حمولة "إيفر جيفن"
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي ببدء الاستعداد لسيناريو تفريغ بعض الحاويات من الناقلة "إيفر جيفن" لتسهيل إعادة تعويمها، من خلال تجهيز المعدات اللازمة لذلك، والتواصل مع الدول التي يمكن أن تقدم المساعدة في هذا الصدد، حسمبا صرح رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع لقناة إكسترا نيوز صباح اليوم (شاهد 12:15 دقيقة). وأوضح ربيع أن الهيئة لن تلجأ إلى تفريغ الحاويات إلا بعد فشل كل الجهود الحالية لتحريك السفينة وتحريرها باستخدام القاطرات والكراكات. وكانت شركة شوي كيسين المالكة للناقلة طرحت فكرة اللجوء إلى رفع بعض الحاويات عن ظهر السفينة من أجل تخفيف حمولتها قبل يومين. وتسببت الناقلة العملاقة في إغلاق المجرى الملاحي لقناة السويس منذ صباح الثلاثاء الماضي، وتعمل فرق الإنقاذ على إزاحتها باستخدام القاطرات والكراكات، فيما وصل عدد السفن المتكدسة شمالا وجنوبا في انتظار العبور إلى 352، بالإضافة إلى 23 سفينة أخرى من المتوقع وصولها غدا.
اللجوء إلى تفريغ السفينة يعني إضافة المزيد من الوقت الذي تقضيه القناة مغلقة، لأن العملية تتطلب توفر رافعة ومعدات ثقيلة أخرى لم تصل بعد، حسبما أكد أحد القباطنة الكبار بهيئة قناة السويس لوكالة أسوشيتد برس مشترطا عدم الكشف عن هويته.
الجهود الأخيرة تحريك السفينة تسببت في إلحاق بعض الأضرار بمقدمتها، طبقا لما أكده متحدث باسم شركة برنارد شولته شيب مانجمنت التي تدير الناقلة لوكالة بلومبرج. ودخلت المياه اثنين من خزانات "إيفر جيفن"، ثم أزيلت باستخدام مضخات قوية. وتعتبر أوضاع السفينة مستقرة الآن، إلا أن هناك احتمال بعدم استطاعتها مغادرة القناة بمجرد تعويمها.
أين وصلنا الآن؟ أوضح ربيع أن ارتفاع المد ساعد في تحريك السفينة أربعة أمتار تضاف إلى الـ 29 مترا التي تحركتها أمس. وفي تلك الأثناء، أرسلت الحكومة فرقا بيطرية لفحص المواشي التي تنقلها السفن العالقة وإطعامها، وفقا لبيان وزارة الزراعة.
تأثيرات خارجية: تفكر شركات مثل أيكيا وكاتربيلر في تجنب قناة السويس لحين حل الأزمة، واتخاذ مسارات أخرى مثل رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا، وهو المسار الذي يضيف أكثر من أسبوع على الرحلة بين آسيا وأوروبا، بحسب تقرير وكالة بلومبرج.
كارثة على المدى القصير، لكن ماذا عن الطويل؟ مع انتشار الحديث عن تعطل سلاسل التوريد العالمية، يحاول كبير الاقتصاديين لدى منظمة التجارة العالمية روبرت كوبمان وضع الأمور في نصابها، مشيرا إلى أن الشركات ربما تبالغ في تقدير الضرر المترتب على المدى البعيد. نعم، سيؤدي الحادث إلى ارتفاع تكاليف النقل والتضييق على الإمدادات وزيادة التأخر في التسليم على المدى القصير، لكن الوضع على المدى الطويل سيكون مجرد "اختبار آخر للاقتصاد العالمي في الأسابيع المقبلة، لكنه في النهاية سيتجاوزه". ووصف كوبمان الوضع بأنه "فرصة للمسؤولين للظهور في الأخبار"، لكنه لن يرقى إلى تفكيك سلاسل التوريد العالمية أو يتحول إلى تحذير من الإفراط في العولمة.