هيئة قناة السويس تعلن تعليق الملاحة رسميا وتواصل جهود تعويم "إيفر جيفن"
لا تزال ناقلة الحاويات العملاقة إيفر جيفن تسد المجرى الملاحي لقناة السويس حتى موعد إرسال نشرتنا اليوم، وتعطل عشرات السفن من العبور. وأعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة مؤقتا لحين الانتهاء من تعويم الناقلة، وفق بيان صحفي. وتعمل السلطات على سحبها باستخدام 8 قاطرات عملاقة على رأسها القاطرة "بركة 1" التي تصل قوة الشد لديها إلى 160 طنا.
لا يوجد إجماع على موعد عودة الملاحة: يميل بعض الخبراء إلى توقع تعويم السفينة قريبا، ومنهم رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس سابقا محمد فوزي، الذي أخبر إنتربرايز أن هذا ربما يحدث غدا. ويرى فوزي أن 48 ساعة ليست بالوقت الطويل الذي قد يدفع السفن المتعطلة إلى البحث عن مسار بديل. إلا أن آخرين يؤكدون أن أفضل فرصة لتحرير الناقلة ربما تكون مع وصول المد إلى ذروته يوم الأحد أو الاثنين القادم، وهو ما أشارت إليه بلومبرج نقلا عن خبراء في إنقاذ السفن. لكن لو ضاعت الفرصة فسنضطر إلى الانتظار لمدة 12-14 يوما أخرى من أجل عودة المد، بحسب الخبراء.
"لا يمكن استبعاد أن الأمر قد يستغرق أسابيع بحسب الموقف"، حسبما قال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تعمل على تحرير الناقلة، خلال حديثه مع إحدى القنوات الهولندية:
عشرات السفن في انتظار العبور: تشير أحدث إحصائيات وكالة بلومبرج إلى أن عدد السفن التي تنتظر العبور يصل إلى 185 كما كان بالأمس. ومن المرجح أن تبدأ السفن العالقة خلف الناقلة بالعودة جنوبا إلى ميناء السويس لتخفيف الزحام، وفقا لما نقله تقرير أسوشيتد برس عن شركة خدمات النقل النرويجية ليث إيجنسيز.
والعالم يحاول حساب تكلفة الحادث: يتسبب جنوح السفينة في تعطيل ما يصل إلى 9.6 مليار دولار من البضائع عن المرور في قناة السويس يوميا، وهو ما ذكرته أسوشيتد برس نقلا عن صحيفة "لويدز ليست" المتخصصة في الشحن. وذكرت وكالة الأنباء أن المخاوف التي تحيط بالحادث دفعت أسعار النفط إلى التراجع، بعد صعودها بنسبة 6% أمس. ومن المتوقع أن تستمر التداعيات لعدة أيام، فالسفينة العالقة تعد نقطة ضغط جديدة على سلسلة التوريد العالمية، التي تعاني بالفعل من موجة البرد المفاجئة في فبراير والحريق الذي نشب في مصنع كبير باليابان، وبالطبع الاضطرابات الناتجة عن تفشي جائحة "كوفيد-19"، وفقا لتقرير وول ستريت جورنال.
هل يسبب الأمر زيادة جديدة في أسعار السلع العالمية؟ هناك توقعات بارتفاع أسعار الناقلات والسلع بسبب الحادث، حسبما يشير النائب الأول لأبحاث الأسهم بشركة الخدمات المالية جيفريز راندي جيفينز لأسوشيتد برس، موضحا أن مثل هذه الحوادث عادة ما تكون مفيدة لمالكي السفن والشحنات، إذ تؤدي إلى ارتفاع أسعار الناقلات والسلع الخام.
بم يفيد الاعتذار؟ تقدمت شركة شوي كيسن كيه كيه اليابانية المالكة للسفينة باعتذار اليوم عن تسببها في "قدر هائل من القلق"، مؤكدة أنها تعمل على حل الموقف، وذلك في بيان صحفي (باللغة اليابانية). ومن المتوقع أن تتلقى الشركة مطالبات بالتعويض عن خسائر الإيرادات والأضرار التي لحقت بجسم بقناة السويس، وكذلك من سفن الشحن الأخرى التي تعطلت نتيجة الحادث، طبقا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر بالقطاع.
من يتحمل تكلفة التعويضات؟ قال الربان فوزي إن الشركة المالكة للناقلة تتحمل التعويضات لصالح هيئة قناة السويس، وإن لجنة الرسوم بالهيئة هي من يعمل على تقدير تلك التعويضات وإخطار الشركة المالكة للناقلة بها، بما يوازي حجم التأثر في الدخل اليومي. وهو ما أكده لإنتربرايز أيضا نائب رئيس منظمة وكلاء الشحن الدوليين (الفياتا) أحمد مصطفى، موضحا أن في عرف النقل البحري الشركة هي من يتحمل التعويضات.
وتعتبر حوادث شحوط السفن هي الأكثر شيوعا بين حوادث الشحن في قناة السويس، وفقا لما ذكرته رويترز نقلا عن مجموعة أليانز العالمية، مضيفة أن 25 حادثة شحوط وقعت في القناة خلال السنوات العشر الماضية.