"أكتيس" البريطانية للاستثمار المباشر تعزز من استثماراتها في مشاريع البنية التحتية: مع تحول الحديث حول مناخ الاستثمار الكلي نحو المناقشات الخاصة بالتعافي، فإن الحديث حول الاستثمارات الكبرى في قطاعات البنية التحتية الرئيسية – والتي تشمل البنية التحتية الاجتماعية، كما في قطاعي التعليم والرعاية الصحية – من جانب شركة بحجم شركة "أكتيس" أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. وهذا هو بالضبط ما تحدث حوله شريف الخولي الشريك والرئيس الإقليمي لشركة أكتيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (لينكد إن)، في المقابلة الحصرية التي أجرتها إنتربرايز معه الأسبوع الماضي.

من المنتظر أن تعلن شركة أكتيس عن عدد من الصفقات المهمة في قطاعات التعليم والطاقة المتجددة والمياه والرعاية الصحية في المستقبل القريب. بما في ذلك الإعلان عن صفقة استحواذ في السوق المصرية من قبل جامعة هونوريس يونايتد – المنصة التعليمية الإقليمية لأكتيس وأكبر شبكة للتعليم العالي الخاص في أفريقيا، والتي تغطي عددا من الدول بدءا من المغرب وحتى جنوب أفريقيا.

وإلى جانب الاستثمارات الجديدة، سيكون هناك أيضا توسعات في محفظة الشركات الحالية. لدى أكتيس استثمارات بقيمة تتجاوز مليار دولار في مصر، كما أن لديها حصصا ومقاعد في مجالس إدارة عدة شركات بما في ذلك شركة المدفوعات الرائدة "فوري" ومجموعة مستشفيات كليوباترا.

هل يؤثر اتفاق الاستشارات بين أكتيس وأبيس على محفظتها؟ كنا علمنا في وقت سابق من هذا الشهر أن شركة أبيس البريطانية للاستثمار المباشر، والمتخصصة في الخدمات المالية، ستلعب دورا استشاريا مشتركا في محفظة الخدمات المالية لشركة أكتيس بعد انتقال حسام أبو موسى، الشريك في أكتيس لمدة 15 عاما، إلى أبيس. لن يكون لهذا الأمر أي تأثير على إدارة أكتيس لهذه الأصول، وفقا لما قاله الخولي، في المقابلة التي أجريناها معه عبر الإنترنت، والتي تناولنا فيها أيضا الشراكة بين أكتيس وأبيس، والاستراتيجية الاستثمارية لأكتيس، والأصول التي تستهدفها عملاق الاستثمار المباشر في مصر حاليا.

وفيما يلي مقتطفات محررة من المقابلة:

إن محفظة أصولنا في مصر هي الأفضل في المنطقة. لقد قابلتنا بعض التحديات المتعلقة بالسيولة والتشغيل داخل المنطقة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمصر، كانت أصولنا تتميز بالقوة والمرونة إلى حد كبير. ويرجع هذا جزئيا على الأقل إلى محفظتنا لأن بها أصولا عالية الجودة. ومن الواضح أن أداء قطاع الرعاية الصحية جيد بشكل خاص، من جميع مكوناته – بما في ذلك التشخيص وخدمات المستشفيات والمدفوعات. ومن الجدير بالذكر أن أكتيس تعد المساهم الأكبر في مجموعة مستشفيات كليوباترا، والتي وقعت مؤخرا صفقة استحواذ ضخمة على مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية، وهو ما جاء بدعمنا ومشاركتنا الكاملين.

تشمل محفظة أصولنا المصرية عالية الجودة استثماراتنا في مشروعات الطاقة المتجددة. لقد قمنا باستثمار ضخم في محطة طاقة الرياح في غرب بكر (تدعم أكتيس شركة ليكيلا باور، التي استثمرت حوالي 350 مليون دولار في مزرعة غرب بكر للرياح، والتي تبلغ طاقتها 250 ميجاوات). إن أكتيس لديها تاريخ حافل بالاستثمار في هذه الأنواع من البنية التحتية المادية والاجتماعية على حد سواء، ونحن ملتزمون التزاما كاملا بمواصلة دعمنا لها.

ومع مواصلة استثماراتنا في هذه الأصول المادية، نرى فرصا هائلة ومتنامية في جميع المجالات المتعلقة بالبنية التحتية، ومن بينها مجالات توليد وتوزيع ونقل الكهرباء، ومعالجة وتحلية المياه، والبنية التحتية الرقمية مثل الألياف الضوئية ومراكز البيانات، وأيضا العقارات.

وبالطبع، يعني هذا أيضا قطاع التعليم، والذي نقوم فيه حاليا بالعمل على استحواذ جديد في مصر. وكما تعلم، تعد أكتيس المساهم المسيطر في أكبر شركة خاصة للتعليم العالي في أفريقيا وهي الشركة المالكة لجامعات هونوريس يونايتد. وتعطي هونوريس الأولوية لدخول السوق المصرية في الفترة المقبلة، وتعمل حاليا على إتمام صفقة استحواذ خلال عام 2021.

إلى جانب قطاع التعليم، نتطلع إلى التوسع في مجموعة من القطاعات الأخرى. نحن نتطلع أيضا إلى التوسع في محفظة أصولنا من مشاريع الطاقة المتجددة في مصر والمنطقة – سواء في المجالات الجديدة أو الاستحواذ على الفرص القائمة. إنه من الصعب تحديد ما نخطط لتنفيذه في عام 2021، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الحالية فيما يتعلق بجائحة "كوفيد-19"، لكننا نستعد للمشاركة بقوة في مشاريع معالجة وتحلية المياه في الفترة المقبلة، كما نستكشف آفاق الاستثمار في مجال البنية التحتية الرقمية – والذي يشمل كل شيء بدءا من مراكز البيانات وحتى شبكات الألياف الضوئية إلى المنزل. نحن نعمل أيضا على تطوير الفرص في قطاع العقارات، أو حتى في مجال الضيافة – الفنادق ورحلات العمل.

تواصل أكتيس التزامها بالاستثمار في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، ليس فقط في مصر، ولكن عالميا. إن كافة مكونات محفظتنا الاستثمارية هي بالتأكيد تحقق أعلى مستويات الالتزام بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. كما أن كل استثمار نقوم به يخضع لمستوى عال جدا من المساءلة فيما يتعلق بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، في مختلف القطاعات.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لاستثماراتنا في الوقود الأحفوري؟ نحن نحاول جاهدين أن نكون بمثابة عامل تغيير بعيدا عن الطاقة الحرارية والوقود الأحفوري بشكل عام.

إلى جانب ما قلته، أود التأكيد على أننا ما زلنا مهتمين بالمشاركة في عملية خصخصة محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة سيمنس. نحن ما زلنا مهتمين جدا بذلك، وما زلنا نجري محادثات مع صندوق مصر السيادي حول هذا الموضوع، كما أننا مستعدون للتقدم بعرضنا عندما تكون الحكومة جاهزة. إلا أن تركيزنا ما زال منصبا بشكل كبير على الاستثمار في الطاقة النظيفة. ونحن نعني بهذا طاقة الرياح البرية والبحرية، وكذلك الطاقة الشمسية. ثم في الوقت المناسب، سندرس حتى الطاقة الهيدروجينية.

إن توسعاتنا في مجال البنية التحتية واتفاقنا مع أبيس لا يعني أننا سنبتعد عن الخدمات المالية. بالنسبة لأكتيس، الأعمال تتواصل كالمعتاد. نحن المالك والمدير لجميع أصولنا، ونحن نحتفظ بكامل المسؤولية القانونية عنها. وهذا يبقي عملياتنا وأموالنا تحت إدارتنا. وبهذا المعنى، ليس هناك ثمة تغيرات. إن الذي بين أكتيس وأبيس هو شراكة يمكننا من خلالها العمل سويا على محفظة خدمتنا المالية. إنه في الأساس اتفاق مشترك لتقديم الاستشارات، بحيث يمكننا الاستفادة من خبرات أبيس في قطاع الخدمات المالية بصفتها الاستشارية. وهذا شيء عظيم لأن حسام يريد التركيز على الخدمات المالية، وأبيس هو صندوق خدمات مالية. لذلك أعتقد أنه يوجد تلاقي للعقول هناك.

ليس ثمة شيء جديد فيما يتعلق باستراتيجيتنا. نحن نواصل الاستثمار بقوة في المحافظ الاستثمارية والمنصات التابعة لنا. نريد فقط أن نركز بشكل متزايد على الانتشار في المجالات التي أشرت إليها أعلاه.