روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): كريم ويصا المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر
كريم ويصا المدير التنفيذي للغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في مصر: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع كريم ويصا (لينكد إن) المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر.
اسمي كريم ويصا، وأعمل كدبلوماسي منذ 30 عاما. حاليا أنا المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، وتقلدت المنصب في يناير 2021. أقوم أيضا بتدريس برنامج الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة إسلسكا الفرنسية لإدارة الأعمال في مصر. وقبل ذلك أدخلت مكتب "جيد لويريت نويل" القانوني لمصر عام 2018 وبعدها بعام انضممت للفريق ككبير للمستشارين. وفي مارس 2020 وعندما بدأت الجائحة، غادرت "جيد لويريت نويل" وظللت في المنزل لستة أشهر كاملة.
وتستهدف غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر تعزيز العلاقات الفرنسية والمصرية التجارية. وتأسست الغرفة عام 1992، وهي تضم مجتمع الأعمال والشركات الفرنسية في مصر والشركات المصرية الراغبة في العمل بفرنسا. وعلى المستوى المحلي ننظم الشراكات عبر سلسلة من الجلسات التي ندعو لها المسؤولين المصريين والرؤساء التنفيذيين والشخصيات البارزة في مجتمع الأعمال لمناقشة التشريعات الأخيرة وفرص الأعمال الجديدة في البلاد. واستضفنا شخصيات مثل رئيس هيئة قناة السويس ورئيس صندوق مصر السيادي لعرض المشروعات في مصر أمام المستثمرين الفرنسيين. وفي المستقبل القريب نخطط لنشر تقرير نأمل في تقديمه للحكومة المصرية يضم نصائح الشركات الفرنسية لكيفية تحسين أداء الأعمال في مصر.
يبدأ يومي عادة في 6 صباحا بالقهوة الصباحية وقراءة إنتربرايز، والتي اعتبرها هامة للغاية لعملي، خاصة في تغطيتها لطروحات البورصة وإصدارات السندات، التي ساعدتني على إيجاد فرص يمكن من خلالها أن تقدم "جيد لويريت نويل" خدماتها القانونية.
وبعد أخبار الصباح أقوم بعدة اتصالات واجتماعات عبر تطبيق زووم مع شركائنا في فرنسا وبينهم اتحاد الصناعات الفرنسي وغرفة التجارة الدولية والغرفة التجارية العربية الفرنسية، والتي نعمل معها بشكل وثيق. أتناول الغداء في حوالي 1 ظهرا مع عدد من الشركاء التجاريين المحتملين والشركات الجديدة التي نسعى لانضمامها للغرفة، ويقوم عملنا على الشراكات وعقود الرعاية.
ودائما ما أقابل الناس ما بين الغداء وبداية المساء، وذلك لاستكشاف الشراكات الجديدة وجذب المزيد من الأعضاء للغرفة. عادة ما أتناول العشاء في الخارج سواء للعمل أو لأغراض اجتماعية، وأخلد للنوم في 10 مساء كل ليلة.
وفي نهايات الأسبوع أقوم بتدريس مادة الاختلافات الثقافية لدى القيام بالأعمال ضمن شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة إسلسكا التي تقع على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي. والتدريس تجربة غنية للغاية بالنسبة لي لأنها تتيح التعرف بشكل مباشر على العلاقات بين الطلاب والموظفين المصريين صغار السن والموظفين الأجانب. ولكن تحول الأمر لكابوس بالنسبة لي عندما انتقلنا للتعليم عن بعد، فلم يكن التدريس عبر الفصول التفاعلية على زووم سهلا، وأستطيع أن أقول أنني لم أحب التجربة.
كانت فترة العمل من المنزل مليئة بالتحديات، ولكنها مليئة بالفرص في الوقت ذاته. وعلى الرغم من أنني لست خبيرا بالتكنولوجيا إلا أنه كان وقتا مثيرا بسبب الفرص الواسعة التي يتيحها العصر الرقمي لنا اليوم. ونظمنا مؤتمرا عبر الفيديو في يناير عن قانون التأمين الصحي الشامل، وذلك على شكل قاعة مؤتمرات على الشاشة تضم عدة أبواب تؤدي لفتح العديد من الموضوعات والمحاضرات، فلا يوجد حدود للإمكانات مع التكنولوجيا الحديثة.
بدأنا بدعوة مجموعات صغيرة للحضور لنقاشات المائدة المستديرة، فقمنا بتنظيم جلستين في السفارة الفرنسية هذا العام بحضور رئيس جهاز حماية المنافسة المصري ورئيس شركة مصر للتأمين القابضة. ووضعنا حدا لحضور الجلسات عند 20 شخصا، مع الالتزام بمسافر متر بين الجميع. وسنستأنف تنظيم البعثات لفرنسا فور عودة السفر الدولي لطبيعته، والتي تحصل خلالها الشركات المصرية على فرصة التعرف على شركاء محتملين والمشاركة في المعارض.
وخلال فترة الإغلاق عدت للقراءة وتمكنت من تنظيم غذائي، وأنا فخور بإتمامي قراءة رواية "البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست المكونة من 7 أجزاء، والتي رغبت في قرائتها منذ 20 عاما، وهو أمر رائع للغاية. والرواية هي عمل مدهش كتبت في بدايات القرن العشرين ولا تزال ترتبط بواقعنا الحالي.
أشعر بالخجل من الاعتراف بأنني لست من كبار هواة التلفزيون. وانتهيت مؤخرا من مشاهدة "ذا لاودست فويس" وهو مسلسل رائع عن أحد مؤسسي شبكة فوكس الأمريكية، روجر آيلز. ويساعد المسلسل على فهم رئاسة دونالد ترامب وكيف وصلت الأمور إليها. استمع أيضا لراديو فرنسا الثقافي والذي يقدم عادة تحليلات جيدة للأحداث الثقافية أو نقاشات فلسفية.
ومقولتي المفضلة هي لجون شتاينبك، والتي كانت روايته "عناقيد الغضب" بين أوائل الأعمال الأدبية الإنجليزية التي أقرأها. ويقول شتاينبك "إن كان حقا، سيحدث، الأهم ألا تتعجل، الشيء الجيد لا يذهب بعيدا". وهذه المقولة تظهر أن الحياة مليئة بالصدف والفرص، وكلنا لديه ما يندم عليه، ولكن العالم الكبير وهناك المزيد من الفرص في انتظارك.