نور شوقي الرئيس التنفيذي لشركة سوفتك تكنولوجيز: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدئون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع نور شوقي (لينكد إن) الرئيس التنفيذي لشركة سوفتك تكنولوجيز.

اسمي نور شوقي، وأنا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سوفتك تكنولوجيز، ولدي أنا وزوجتي هبة مخلوف ثلاثة أبناء هم يوسف وإسماعيل وفيروز. شركتي متخصصة في تطوير برمجيات التحكم والأوامر، وهو ما يعني أننا نقوم بتطوير البرمجيات التي تستخدم في قطاع النقل واللوجستيات وتوصيل المنتجات وهيئات الأمن العام. تساعد منتجاتنا الشركات على التحرك على أرض الواقع من خلال تعريفها بأفضل الطرق للوصول للوجهات في أسرع وقت وبأقل تكلفة وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما نقوم بمتابعة وتحديث تحرك المركبات وموقعها وما إذا كانت هناك أي مشكلات أثناء التوصيل.

وأقوم بإدارة العملية بأكملها، بداية من تطوير الأعمال والتوسع المحلي والإقليمي وتطوير المنتجات. ولدينا حاليا 5 آلاف عميل في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ومؤخرا في غرب أوروبا. وتعد مصر والسعودية والإمارات أكبر أسواقنا حاليا.

استيقظ في 6 صباحا وأتابع هاتفي وأقرأ الأخبار. أقوم بقراءة رسائل البريد الإلكتروني وواتساب سريعا في حالة كان هناك أمرا يستدعي التصرف، خاصة ما إذا كانت المشكلة تتعلق بعملائنا ممن يقدمون خدمات هامة مثل سيارات الإسعاف والشرطة والحماية المدنية. كما أقوم بمراجعة سريعة لسلوكيات عملائنا وأداء برمجياتنا والتي يتم إرسال تقاريرها لهاتفي. بعد ذلك أبدأ في متابعة أخبار اليوم والتي تبدأ بقراءة إنتربرايز.

بدأت ممارسة التمارين الرياضية يوميا خلال الشهور الماضية لأول مرة في حياتي، وأنا الآن أحضر لسباق الثلاثي، لذلك أتدرب على ركوب الدراجات والسباحة والجري. أمضي صباحي عادة في الجري أو السباحة فيما أمضي المساء في ركوب الدراجات. أصل

إلى مكتبي بحلول التاسعة صباحا وأقضي أول ساعتين وهو الوقت الأكثر إنتاجية عندي في القراءة والكتابة. أكثر الأوقات استمتاعا في يومي هو عندما أحضر اجتماعات التنسيق الأسبوعية مع جميع وحدات الشركة. بعد ذلك أحضر المزيد من الاجتماعات وأقوم باتصالات حتى 5 أو 6 مساء عندما ينتهي يوم العمل وأعود للمنزل.

مشاهدة مباريات كرة القدم في المساء وممارسة الصيد في المياه العميقة كلما سنحت الفرصة. وأنا مشجع كبير لنادي الزمالك ونادي ليفربول الإنجليزي، مثلي في ذلك مثل معظم المصريين بسبب "مو صلاح"، لذلك أشاهد عادة المباريات في المساء. وفي نهايات الأسبوع استمتع بالصيد في المياه العميقة بالبحر الأحمر كلما سنحت الفرصة. الصيد يحتاج صبرا وتحمل كبير وأحيانا يساعد على تصفية الذهن. أحاول أن أصطحب أبنائي الثلاثة معي كلما أمكن لمساعدتهم على التأقلم مع الطبيعة. وأرى أن العملية كلها أهم من اصطياد السمك نفسه ولذلك أقوم بإطلاق سراحه بعد ذلك.

عملنا من المنزل بشكل كامل لمدة 8 أشهر مع بداية الموجة الأولى من الجائحة، فقمنا بإبلاغ الجميع بالعمل من المنزل في بداية مارس العام الماضي وبدأنا العودة تدريجيا للمكتب في أكتوبر. وفي يناير 2021 بدأنا العمل من المنزل بشكل كامل مجددا قبل العودة بطاقة استيعابية 50% لمدة 4 أيام منذ بداية فبراير. لدينا نحو 85 شخصا في مكتبنا في مصر و25 في الإمارات و5 يعملون في السعودية.

ومن المهم للغاية رؤية الوجوه التي تجلس خلف الشاشات، وأن نتواجد معا من أجل الروح المعنوية للفريق. وأولويتنا هي الصحة والسلامة ولكننا نشعر بفقدان التواصل الإنساني. والتفاعلات وجها لوجه أساسية من أجل العصف الذهني والابتكار.

كنت متشائما في بداية الجائحة، فكان المستقبل يبدو غامضا ولذلك قمنا بخفض عنيف للتكاليف تحوطا من السيناريو الأسوأ. ولكن من حسن الحظ، نمت التجارة الإلكترونية بقوة خلال الجائحة وهو ما يعني زيادة في أعمال قطاع اللوجستيات والمزيد من توصيل الطلبات للمنازل. وبدأت الشركات في توسيع استثماراتها في خدمات توصيل الطلبات للمنازل وهو ما كان رائعا لأعمالنا. وفي خلال 3 أشهر حققنا نموا مكننا من التراجع عن التخفيضات. وبشكل عام كانت 2020 سنة جيدة لنا ونحن متفائلون بـ 2021.

ويستخدم العديد من الناس مصطلح الذكاء الاصطناعي لوصف التكنولوجيا المتقدمة. وهناك مجالات محددة للغاية تعبر عن معنى الذكاء الاصطناعي، وهو علم ترجمة البيانات. فعندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي من المهم جدا ابتكار الحلول لخدمة هدف محدد في مجال بعينه. وخلف أي من هذه الحلول يجب أن يكون هناك علم بالمجال أو الشركة إضافة لعلماء متمكنين فنيا لاستخدام الخوارزميات الصحيحة.

استمع الآن لكتاب "موبي ديك" الصوتي لهيرمان ميلفيل خلال قيادتي صباحا للنادي والمكتب. وكان كتاب "استراتيجية المحيط الأزرق" لدبليو تشان كيم ورينيه موبورني نقطة تحول لي، وكذلك كتاب "الأفضلية" لباتريك لينسيوني، وهو كتاب رائع عن كيفية خلق البيئة الصحية داخل الشركات. ولشركات تكنولوجيا المعلومات، أرشح كتاب "عبور الهوة" لجيفري مور، والذي يتناول كيفية إطلاق المنتج بنجاح. وعندما بدأت الجائحة قرأت كتاب "الطاعون" لألبير كامو، والذي أعتقد أنه يربط بشكل مثير بين كيفية تعامل العالم مع الوباء في الماضي والآن.

أنا معجب جدا بهذه المقولة من كتاب "موبي ديك" وهي "كلما وجدت نفسي حزينا متجهما.. أحسب أنه الوقت المناسب للإبحار في أسرع وقت ممكن".