"أبيس بارتنرز" للاستثمار المباشر تدخل السوق المصرية

تعتزم شركة أبيس البريطانية للاستثمار المباشر افتتاح مكتب لها في القاهرة، كما تخطط لاقتناص الاستثمارات في مصر. وجاءت تلك الأخبار خلال مقابلة حصرية مع حسام أبو موسى (لينكد إن) الشريك لدى أبيس، بعد يوم واحد من الإعلان عن مغادرته شركة أكتيس العملاقة للاستثمار الخاص في الأسواق الناشئة لكي ينضم إلى أبيس التي تتخذ من لندن مقرا لها، والمتخصصة في استثمارات الخدمات المالية في أسواق النمو. وقاد أبو موسى خلال عمله في أكتيس فريقا قام بالاستثمار في الخدمات المالية عبر الأسواق الناشئة العالمية، وشغل منصب مدير العمليات في مجموعة الاستثمار المباشر التابعة للشركة. وتعد أكتيس من أبرز كيانات الاستثمار الخاص التي تستثمر في الشركات المصرية.
حرص أبو موسى على التأكيد على أن انتقاله إلى أبيس كان بمثابة "فوز لجميع الأطراف" – لأكتيس وأبيس وفريقه. وقال ريك فيليبس الشريك في أكتيس، في بيان أمس، إن أبو موسى وفريقه الذي انتقل معه من أكتيس سيواصلون تقديم الخدمات الاستشارية لأكتيس بشأن إدارة عدد من الاستثمارات.
وتتخصص أبيس في الخدمات المالية باستثمارات تتخطى مليار دولار في 25 شركة، وتركز على القطاعات البيئية والاجتماعية والحوكمة والاستثمار المؤثر في الاقتصاديات المتقدمة والناشئة. وأسست الشركة صندوق "أبيس بارتنرز 2" بقيمة 550 مليون دولار مع بدء تفشي جائحة "كوفيد-19"، بالاشتراك مع بنوك عالمية وشركات تأمين ومؤسسات تنمية مالية وصناديق رئيسية وصناديق معاشات وصناديق سيادية ومكاتب استثمارات عائلية من الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وتضمنت أحدث استثمارات أبيس عالميا شراء حصة غير معلنة في مصرف تايم بنك الرقمي في جنوب أفريقيا، وانضمت أبيس على إثره إلى مجلس إدارته.
أجرينا مقابلة عبر الإنترنت مع أبو موسى للحديث حول هذه التطورات. وإليكم مقتطفات محررة منها:
ما هي الأسباب وراء انتقالك إلى أبيس بعد ما يقرب من 15 عاما في أكتيس؟
تعمل أكتيس على تطوير استراتيجيتها للتركيز على الأصول الصلبة. [ملاحظة المحرر: لعله يقصد بالأصول الصلبة فئات الأصول مثل العقارات والطاقة والبنية التحتية والبنية التحتية الرقمية]. وأرى أن هذا يعد بالتأكيد الاستراتيجية الصحيحة لأكتيس. ثم هناك الفريق الخاص بي. لقد كنت أقود فريقا من مستثمري الخدمات المالية المتخصصين ومع انتقال اثنين من الفريق برفقتي إلى أبيس، فإنني سأسعى لمواصلة القيام بذلك. وكما قلنا عندما جلسنا سويا لإجراء مقابلتنا في بودكاست إنتربرايز Making It، فإن الخدمات المالية هي شغفي الحقيقي. (اضغط هنا للاستماع إلى البودكاست)
أرى أن هناك فرصا هائلة ومثيرة للغاية في قطاع الخدمات المالية – سواء على مستوى أسواق المنطقة وعالميا – ولهذا أريد مواصلة الاستثمار في مجالات النمو هذه – في الخدمات المالية والبنية التحتية للخدمات المالية والتكنولوجيا المالية. إن الانتقال إلى أبيس يتيح لنا مواصلة الاستثمار في هذا القطاع من خلال توحيد الجهود مع شركة استثمارية متخصصة ورائدة في السوق، مع مواصلة تقديم الدعم لشركة أكتيس في القيام باستثماراتها في الخدمات المالية، لهذا فإن هذا الانتقال يخلق قيمة للجميع.
تحدث ريك فيليبس، في البيان الصادر أمس حول شراكة تسمح لشركة أكتيس بمواصلة "الاستفادة مما لديك من معرفة وخبرات وعلاقات لعدد من استثمارات الخدمات المالية". فهل يمكنك إخبارنا المزيد حول هذا الأمر؟
إن دعم أكتيس والحفاظ على التعاون بيننا يأتي في صميم هذا الانتقال. لقد كانت أكتيس بمثابة بيتا لي لأكثر من 15 عاما تقريبا، لذلك أنا سعيد حقا لأننا سنكون قادرين على مواصلة العمل سويا. يتمثل هدف أكتيس في تحقيق المصلحة العليا لشركائها من خلال وجود الفرق المناسبة التي تدعم إدارة محفظة أعمالها.
في الوقت الذي سأقوم فيه بدعم أكتيس، أود مواصلة الاستثمار في الخدمات المالية على مستوى العالم – وأريد كذلك الانضمام إلى فريق موهوب وناجح حيث أكمل أنا وفريقي مهاراتهم وسجلهم الحافل. وهذا هو السبب وراء انضمامي إلى أبيس.
ما هي الأصول المدرجة في اتفاق الاستشارات المشتركة؟
نحن نتحدث عن استثمارات والتزامات تبلغ تكلفتها حوالي 300 مليون دولار، ولكن هذا يقل عن تقييم صافي الأصول الحالية للمحفظة. وتشمل الأصول استثمارنا في شركة فوري للدفع الإلكتروني، والتي تعتبر شركة خدمات مالية مصرية رائدة استثمرت فيها أكتيس في عام 2019. وتشمل أيضا أصولا في بعض أسواقنا الرئيسية في أفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا، من بينها شركات حلول الدفع والإقراض.
قبل بدء تفشي جائحة "كوفيد-19"، كانت أبيس قد أغلقت صندوق استثمار بقيمة 550 مليون دولار – فهل سيكون لديكم سيولة كافية للاستثمار؟
بالتأكيد. فأنا لا أقود فريقا محاطا بأسوار وجالس في صومعة. بالطبع، سأكون مع بعض زملائي أكثر انخراطا في التعامل مع محفظة استثمارات أكتيس لأننا نعرفها جيدا. ولكن بصفتي شريكا في أبيس، سأقوم باستخدام موارد أبيس لتقديم المشورة بشأن هذه المحفظة – كما سننضم إلى بقية فريق أبيس في إدارة محفظة أبيس الحالية واستثمار أموالها.
هل تنوي أبيس الاستثمار في مصر؟
نعم، فنحن بالتأكيد مهتمون بالاستثمار هنا.
هل لديكم جدول زمني للبدء في صفقتكم الأولى؟ هل يمكنكم إطلاعنا على الصفقات التي أمامكم؟
ليس لدينا تخصيص محدد لأي سوق بعينه. إن أبيس ترحب بالفرص الجديدة في مصر، بالضبط كما كانت قبل انضمامي إليها.
هل تخططون لافتتاح مكتب لكم في القاهرة؟
نعم. وفقا لما نص عليه الاتفاق، تقوم أبيس حاليا باستيفاء المتطلبات الخاصة بافتتاح مكتب لها في القاهرة والذي سأكون مديره. إلا أن الفريق الذي سيتواجد في القاهرة لن يقتصر عمله على الصفقات المصرية – ففريق أبيس يعمل بسلاسة على مختلف الصفقات بغض النظر عن الموقع الجغرافي. لذلك سنقوم بالاستثمارات في قطاع الخدمات المالية في أفريقيا، وفي منطقتنا، وفي جنوب وجنوب شرق آسيا.
السؤال الأخير: ما هو سر جاذبية صناعة التكنولوجيا المالية؟
يتمثل السبب في حجم الفرص التي تتيحها هذه الصناعة. وهذا ناتج عن انخفاض معدل اختراق الأسواق الناشئة، حيث يوجد في الوقت الحالي اتجاها لدى الحكومات لتطبيق الشمول المالي، فضلا عن وجود المعدلات المرتفعة للنمو السكاني والاتجاه المتزايد لتطبيق التكنولوجيا وكلها أشياء تدفعنا في نفس الاتجاه. يمكن القول ببساطة أن التكنولوجيا تقود مسيرة التغيير من حيث التوزيع وكيفية وصول الخدمات المالية إلى العملاء. هذه فرصة على نطاق عالمي.
وثانيا، إنها فرصة للقيام بما هو مفيد. إن الاستثمار في الخدمات المالية له تأثير حقيقي وإيجابي، فالجميع يستفيدون: إنه يعزز جودة حياة المستهلكين، كما أنه يساعد الشركات على النمو وأن تكون أكثر كفاءة وفعالية. ويساعد الاستثمار في الخدمات المالية الحكومات على تحقيق اقتصاد أكثر شمولية من الناحية المالية – إذ يصبح المزيد من الأشخاص لديهم وظائف، ويتمكن المزيد من الأشخاص والشركات من دفع الضرائب والمشاركة في المنظومة المالية الرسمية.