الجانب المظلم للمركبات الكهربائية
رغم أهمية المركبات الكهربائية لخفض الانبعاثات، إلا أن لها آثار سلبية أيضا: يحتدم السباق لاستخراج الليثيوم، أحد المكونات الأساسية لبطاريات السيارات الكهربائية، تزامنا مع تكثيف صناع القرار في أوروبا والولايات المتحدة جهودهم الرامية لخفض انبعاثات الكربون ودعم التحول إلى السيارات الكهربائية. لكن الليثيوم والذي يطلق عليه "النفط الأبيض" له أضرار أيضا، بحسب ما أوضح أوليفر بالش الصحفي بالجارديان في هذا البودكاست (استمع 32:06 دقيقة)
تصحّر أتاكاما: في تشيلي، حيث يوجد الليثيوم في محلول ملحي، تضخ الشركات المياه المالحة من أسفل سطح الأرض وتتركها لتتبخر في شمس الصحراء. ويعتقد البعض أن صحراء أتاكاما، الواقعة شمال البلاد والمعروفة بـ"مثلث الليثيوم" تأوي نصف احتياطات العالم، ولهذا السبب تستهدفها الشركات التي تعمل في أنشطة التعدين على نطاق واسع.
لكن السكان المحليون والباحثون في شؤون البيئة يخشون من أن تؤدي هذه العمليات إلى تلوث احتياطات المياه الجوفية التي تقع فوق احتياطات المحاليل الملحية، ما سيسرع من تصحّر المنطقة والقضاء على النباتات والحيوانات.
لكن المخاوف مختلفة في أوروبا: في البرتغال، الدولة التي تصنف نفسها باعتبارها محطة الليثيوم في القارة، يوجد الليثيوم في احتياطات الطين والصخور، ويجب استخراجه من سفوح التلال. لكن هذا أثار ردود أفعال غاضبة من المجتمعات المحلية التي لا تتحمس كثيرا بشأن تجريف الريف.
تبرر الشركات بأن النتيجة تستحق الثمن، خاصة إذ كان هذا يعني خفض انبعاثات الكربون: وتزعم شركة سافانا في عرضها هنا (بي دي إف) والتي تستعد لافتتاح منجم في البرتغال، أن عملياتها الأولية التي استغرقت إحدى عشر عاما من شأنها منع انبعاث 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بفضل بطاريات مصنوعة من الليثيوم. ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي للشركة، ديفيد آرتشر إن المسألة لا تحتاج إلى التفكير طويلا خاصة إذا كانت أنشطتها التعدينية ستساعد في خفض انبعاثات وسائل المواصلات وبالتالي تقليل مخاطر التغير المناخي.
لكن هل تمثل إعادة تدوير الليثيوم حلا؟ يتوقع محللون زيادة صناعة إعادة تدوير الليثيوم حول العالم 12 ضعفا لتصل لأكثر من 18 مليار دولار بحلول عام 2030، ويتسابق عدد من الشركات لتطوير تقنية تسهل هذه العملية، بسبب طبيعة المعدن المائلة للانفجار.