روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري
محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، محسن سرحان (لينكد إن).
اسمي محسن سرحان، وأنا شخص تحركه القيمة، فكل ما أقوم به يحدده ما أضيفه من قيمة. ويعد ذلك هو المقياس الذي أقرر بناء عليه أي طريق سأسلك ولكم من الوقت.
أعمل كرئيس تنفيذي لبنك الطعام المصري، كما أسست مؤسسة "أثر" لتقييم المسؤولية الاجتماعية. بدأت عملي كرئيس تنفيذي لبنك الطعام قبل حوالي عام، وقبل أسبوعين فقط من تفشي جائحة "كوفيد-19".
استيقظ في 5:30 صباحا وأمارس التمارين الرياضية. كنت أمارس رياضة الجري الطويل، وأقوم بالتدريب حتى الساعة 7 صباحا في حالة كان لدي سباق مقبل. بعد ذلك أشرب القهوة واسترجع تعاملاتي من الناس في اليوم السابق. أحاول أن أبقي على ثقافة العمل الرحيمة المرتبطة بالناس في بنك الطعام، وألا تتحول بيئة العمل لشبيهة بالشركات.
اتوجه للمكتب في 8:30 صباحا، حيث أقسم عملي إلى فواصل مدتها 30 دقيقة تتضمن اجتماعات فردية مع مديري الأقسام الثمانية لمناقشة أهدافنا الاجتماعية والاستراتيجية والعملياتية.
على مستوى الإدارة عملنا من المكتب طوال العام الماضي، فيما تحول الموظفون للعمل من المنزل كلما أمكن لهم ذلك. ولم نتوقف عن تعبئة صناديق الطعام وإرسالها للمحتاجين أثناء الجائحة، فكان علينا التأكد من سلامة من نخدمهم وبقائهم في المنزل، وهو ما يعني ضرورة أن نستمر في عملياتنا. وقمنا بتقسيم العمل في منشآت التعبئة والتغليف، التي تضم 75 عاملا بدوام كامل و150 عاملا مؤقتا، على ورديات عدة، كما قمنا بتعهيد بعض الأعمال لمصانع أخرى بينها مصنعنا الجديد في مدينة بدر. وقمنا بتحويل بعض الموظفين في المكتب للعمل من المنزل كما اتبعنا النظام المزدوج ليتبادل الموظفين التواجد في المكتب.
وازداد حجم عملنا لثلاثة أضعاف مستويات ما قبل الجائحة، فقبلها كانت قاعدة بياناتنا تضم مليون أسرة قمنا بتقديم الخدمات لها. ومن بين تلك الأسر 130 ألفا لا تستطيع العمل لكسب الدخل وتعتمد علينا باستمرار للمساعدة الشهرية. وأثناء الجائحة ازداد عدد الأسر إلى 5 ملايين بينهم عمال باليومية وأصحاب المحال الصغيرة ممن توقف دخلهم فجأة. وعندما أطلقنا بوابة المساعدة الإلكترونية عبر موقع سيلزفورس، تلقينا 350 ألف طلب في 5 أيام.
قمنا بإقرار استراتيجيتنا الأولى ومؤشر الجوع الخاص بنا في فبراير الماضي، وهي الخطة المعتمدة على التأثير الأولى من نوعها لأي منظمة عمل مدني في مصر. وقمنا بإنشاء المؤشر كنموذج كمي يحسب مؤشرات الأداء الأساسية لتقييم تقدمنا في 4 من مشروعاتنا المستهدفة. ففي مبادرة الأمن الغذائي نقوم بتقديم المساعدة للأسر غير القادرة على الحفاظ على دخل ثابت وفي حاجة لمساعدة مستمرة. وفي منصة الوقاية، نركز على مكافحة الأمراض المتعلقة بسوء التغذية للأطفال خلال فترة حمل الأم وحتى عمر 5 سنوات. وفي برنامج التمكين، نقوم بضم الأشخاص في سلاسل الإمداد كمنتجين وموزعين. أما "إيليفيت"، وهي ذراعنا الجديدة للأبحاث والتطوير فتمكننا من تجربة نماذج مختلفة من تقديم الدعم. ونعمل في سبيل ذلك مع شركاء التنمية وبينهم مركز هارفارد للتنمية الدولية ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر ومعمل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمكافحة الفقر وعدد من خبراء الاقتصاد والإحصاء بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
يميل الناس إلى تقديم مزيد من العطاء في أوقات الأزمات، وهو ما نشهده باستمرار في مصر. ويعني ذلك أن قدراتنا تنمو وكذلك التزامنا بالعمل على مستويات أعلى. وجاء نحو 40% من تمويلات حملة مواجهة تداعيات الجائحة من تبرعات القطاع الخاص.
إذا أردت أن تغير من حياة الناس يجب أن تقيس مدى تأثير عملك، فمن الأخطاء الشائعة في قطاع التنمية أن نعتقد أن التأثير يقع بمجرد إنجاز الخدمة. والحقيقة أن لدينا معلومات قليلة، وهو ما يدفعنا لجمع الكثير من المعلومات مستقبلا وإجراء اختبارات عشوائية للتعرف على من يحتاجون مساعدتنا.
أحب القراءة قبل ساعة من نومي في 10 مساء، وتتركز قراءاتي هذه الأيام على التنمية. أقرأ حاليا كتاب "الخير كأفضل ما يكون" لوليام ماكاسكيل. ويتناول الكتاب أهمية النوايا الطيبة، ولكنها لا تكفي، بل أحيانا تضر إذا لم يجر مراجعتها بعناية. ومن الكتب التي أرشحها أيضا "قياس ما يهم" لجون دوير، والذي يتناول تطور نظام التقييم المتوازن لاستراتيجية جديدة لوضع أهداف تسمى الأهداف والنتائج الرئيسية.
أؤمن بمبدأ يسمى منحنى الأداء تحت الضغط، ويعنى بذلك أن الحجم المناسب من الضغط يظهر ما مدى إمكانيات الشخص. فالكثير من الضغط قد يقتلك والقليل جدا منه قد يفقدك فرصة إدراك حقيقة إمكانياتك.
في كثير من النواحي لا أشعر أن عملي هو عمل حقيقي. استغرق الأمر عاما منذ بداية عملي في قطاع التنمية لأتكيف معه وتوقفت عن النظر إليه كعمل. والشغف هو دافعي الحقيقي، وأؤمن بأن على الناس أن يلتزموا بكل من ثقافة الخدمة وقضية محددة للتفوق فيما يفعلون.