روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): أحمد شلبي الرئيس التنفيذي لشركة "تطوير مصر"
أحمد شلبي الرئيس التنفيذي لشركة "تطوير مصر": روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر للتطوير العقاري.
اسمي أحمد شلبي وأنا الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر وأستاذ الهندسة المعمارية والتنمية الحضارية في جامعة القاهرة. وأتبادل الأدوار بين المنصبين، فكوني أستاذا يعني مشاركتي في الأبحاث وتطورات المجال وهو ما يساعدني للغاية في عملي بـ "تطوير مصر". وكوني رئيسا للشركة سريعة النمو، فيمكنني أن أمنح طلابي نظرة قيمة على خبرات أرض الواقع من السوق.
وفي جامعة القاهرة انتقلنا للتعليم عن بعد في مارس 2020، فقمنا بتحويل كل تعاملاتنا لتطبيقي زووم وبلاكبورد. وفي سبتمبر انتقلنا للنظام المدمج الذي يتضمن 50% من التعليم داخل الجامعة. ويعد التعليم عن بعد صعبا لطلبة الهندسة المعمارية التي تحتاج لمراجعات مستمرة للمشروعات بشكل شخصي. حاولنا التوازن بين المحاضرات والتعليق على الرسوم الهندسية وقتها ولكننا عدنا الآن للتعليم عن بعد.
لدى شركة "تطوير مصر" ثقافة من ريادة الأعمال والتكيف، فكنا من المحظوظين بتأسيس منصة متكاملة لربط كل أوراقنا وطلبات الشراء وبيانات الموارد البشرية وموافقات الإدارة في مكان واحد. لذلك كان من السهل الانتقال لنظام العمل من المنزل مع بدء الجائحة في مارس 2020، وسمحنا لموظفينا بالعمل بشكل كامل من المنزل إذا لم يتأثر سير العمليات. وفي المواقع وداخل مكاتب المبيعات التي تطلب وجود الموظفين، اتخذنا إجراءات احترازية بينها قياس درجات الحرارة للعاملين والزوار وتعقيم المواقع كل ساعة وإلحاق الأطباء وسيارات الإسعاف بها.
ونتسم الآن بقدر من المرونة، فنشجع على العمل من المنزل والقدوم للمكتب في حالة الضرورة فقط، ولكن لدى رئيس كل قسم سلطة تحديد عدد الموظفين المتواجدين في المكتب بناء على المهام الموكلة له. وعلى الأرجح، فنحن نعمل بطاقة استيعابية 50% فقط بالمكاتب في جميع الأوقات، ونجري اجتماعاتنا على زووم لتجنب الازدحام.
أعتقد أن نظام العمل من المنزل سيستمر، ومنحتنا تلك التجربة أدوات جديدة وتقنيات ستحسن مننا في المستقبل. وغالبا ستستمر أيضا اجتماعاتنا مع شركائنا الدوليين عبر زووم. وعلى الرغم من أننا نفتقد التواصل الشخصي، اكتشفنا أن الاستمرار في التواصل إلكترونيا أكثر كفاءة وتوفيرا للوقت والتكاليف مع إنجاز نفس الأعمال.
وشهدنا أيضا زيادة في الإنتاجية أثناء فترة الإغلاق، فاجتماعات زووم تكون أكثر تركيزا بشكل عام، كما يسمح لنا النظام الجديد بمزيد من التوازن بين العمل والحياة الشخصية والمزيد من الإنتاجية. فعلى الرغم من كل تحديات عام 2020، تمكنا من تحقيق كل المستهدفات، وهو ما يظهر ارتفاع إنتاجية الجميع.
ومنحنا "كوفيد-19" فرصة لمراجعة أسلوب حياتنا، فالحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية هو أساسي للحفاظ على التركيز، وأقول ذلك وأنا مدمن للعمل. علينا أن نستقطع الوقت لعائلاتنا وعلينا أن نقضي وقتا ممتعا، كما أن الالتزام والروتين مهمان للغاية. ومن المفيد أن نخصص لأنفسنا مكانا محددا كما أنه من المهم دائما أن نظل على تواصل مع فريقنا.
حياتي بشكل عام متسقة ومنظمة، فأستيقظ في 7 صباحا وأبدأ يومي بعد 30 أو 40 دقيقة من تمارين الإحماء والجري على المشاية في المنزل، التي أقرأ خلالها إنتربرايز والأخبار اليومية. بعد ذلك استعد للفطور مع زوجتي وبناتي الاثنين، حبيبة ومليكة، في حوالي 8 صباحا، وهو الجزء الأهم من يومي. بعد الإفطار مباشرة أبدأ اجتماعاتي اليومية في 9:30 صباحا. وأسكن على بعد حوالي ساعة من المكتب، وفي حالة عملي من المنزل أقضي تلك الساعة مع عائلتي. وتستمر الاجتماعات بشكل متواصل حتى 5 أو 6 مساء.
كشخص محب للحياة الاجتماعية افتقد التواصل البشري في المكتب. وقد يعود ذلك لخلفيتي كأستاذ جامعي معتاد على التواصل بشكل روتيني مع مجموعات كبيرة من الأشخاص، ولكنني أحاول ألا يؤثر ذلك على قراراتي في الشركة حيث نضع صحة الناس في المقدمة.
أوازن في بقية اليوم بين العائلة وكرة القدم والأفلام. استمتع بمساعدة بناتي في واجباتهم الدراسية في المساء خاصة في مادة الرياضيات مع ابنتي حبيبة ذات 16 عاما والنشاطات المدرسية لابنتي مليكة ذات 6 سنوات. إلى جانب ذلك فأنا من كبار مشجعي النادي الأهلي وليفربول، أي فريق يرتدي قميصا أحمر. لذلك أحاول أن أشاهد المباريات قدر المستطاع للتخفيف من الضغوطات والفصل عن يوم العمل.
أحب فيلم "بريف هارت"، وهو بين الأفلام التي يمكنني مشاهدتها كل يوم. ويظهر الفيلم كيف تكون القيادة الجيدة وكيف يمكنها أن تغير من حياة الناس. وبالنسبة للتلفزيون أحب مسلسل "فريندز"، وهو مضحك وعابر للأجيال، كما تحبه ابنتاي ونشاهده سويا يوم الجمعة.
استمعت بقراءة كتاب "استراتيجية المحيط الأزرق" لدبليو تشان كيم ورينيه موبورني، والذي أهداني إياه صديق عزيز في 2008. ويقدم الكتاب حلولا مبتكرة لتحديات السوق وكيفية بناء عقلية رائد أعمال.