نظرة على هذه الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية.. وكيف حقق "كوفيد-19" تكافؤ الفرص؟
ضع عينك على هذه الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية.. وكيف حقق "كوفيد-19" تكافؤ الفرص: مع انتشار الوباء، وصلت تمويلات رأس المال المخاطر في مجال التكنولوجيا الصحية عالميا إلى رقم قياسي بلغ 14.8 مليار دولار خلال عام 2020، بحسب التقرير الصادر عن ميركوم كابيتال جروب. ورغم أن مستويات التمويل هذه لم تنعكس على مصر بشكل مباشر، إذ يرصد متتبع إنتربرايز 6 استثمارات فقط في مجال التكنولوجيا الصحية خلال العام، فإن تزايد الحاجة إلى التكنولوجيا الصحية في أثناء الوباء ساعد على حدوث طفرات نمو كبيرة بالعديد من الشركات الناشئة في مصر.
نتابع هنا الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية التي زاد نموها حتى صارت قادرة على التوسع خارج مصر، بمساعدة من جولات الاستثمار التي حصلت عليها مؤخرا. وبالنظر إلى الاحترازات والقيود التي فرضها وجود "كوفيد-19" وكذلك استمرار المرضى في الاعتماد على أدويتهم المعتادة، فإن ذلك خلق احتياجا جديدا في السوق وأرغمها على اللجوء إلى الحلول التكنولوجية الناشئة، والتي كانت مرنة بما يكفي للتكيف مع الظروف.
التطور في توصيل الأدوية للمنازل: تخبرنا دعاء عارف مؤسسة منصة شفاء لتوصيل أدوية أن متوسط حجم سلة الأدوية الشهرية للفرد لديهم كان في حدود 750 جنيها، لكنه ارتفع مع الجائحة إلى 1700 جنيه خلال أسبوعين من الإصابة، و1400 جنيه لمدة ثلاثة أشهر بعد الشفاء. ولهذا السبب يركز عدد من الشركات الناشئة في القطاع على تحسين تجربة العملاء في التعامل مع الصيدليات.
توصل "شفاء" الأدوية لعملائها من أقرب صيدلية إليهم، بينما تحصل اشتراكا شهريا نظير توصيل الدواء بصورة دورية إلى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو لديهم وصفات طبية متكررة. وتعرض المنصة هذا العام خصما قدره 25% من سعر طلبات الأدوية المعبأة تلقائيا لديها والبالغ عددها 38 ألفا في الشهر. في المجمل، تخدم "شفاء" 190 ألف عميل عن طريق أكثر من 900 صيدلية.
هناك أيضا أكثر من 1.8 مليون شخص في أنحاء العالم يستخدمون المميزات المجانية التي توفرها المنصة، مثل التذكير بجرعات الدواء، والصيدلي الافتراضي، ودليل الأدوية. وتستخدم "شفاء" التمويل الدولاري ذي السبعة أرقام الذي حصلت عليه العام الماضي ضمن جولة أولية لتحسين تجربة عملائها والتوسع في دول أخرى، بالإضافة إلى بناء التكنولوجيا التي تساعدهم في تحديد الفجوات في إمدادات الأدوية ومعرفة احتياجات العملاء بناء على المنطقة.
هناك أيضا منصة يداوي لتوصيل الأدوية، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التأمين ولديها أداة إلكترونية للوصفات الطبية. ونجحت الشركة الناشئة بالتعاون مع شركائها في الوصول إلى مليوني مستخدم وتوصيل عدد من الطلبات تجاوز ستة أرقام.
"في بداية الموجة الأولى من الوباء، زاد معدل نمو الطلبات لدينا خمسة أضعاف، ويرجع ذلك أساسا إلى اعتمادنا على نحو 15-20 من وحدات إدارة المخزون التي كان معظم الأشخاص يبحثون عنها. إلا أن هذه المعدلات عادت إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى بعد بضعة أشهر"، وفق ما صرح به مؤسس "يداوي" كريم خشبة لإنتربرايز.
نجحت منصة يداوي في جمع تمويل بقيمة مليون دولار حتى الآن، ودخلت في شراكة مع أكثر من ألفي صيدلية في جميع أنحاء البلاد. وتتطلع الشركة هذا العام إلى التوسع إقليميا، فضلا عن توسيع نطاق الشراكة مع مؤسسات التأمين.
معالجة النقص في نصيب الفرد من أخصائي الأشعة: تعاني معظم الدول من انخفاض شديد في نسبة أخصائي الأشعة. وفي مصر، لا يوجد سوى ألفي أخصائي فقط يخدمون جميع السكان، وفقا لما ذكره عمرو أبو دريع مؤسس شركة رولوجي. وتعتبر رولوجي منصة تربط مقدمي الرعاية الصحية والمستشفيات بأخصائي الأشعة، وتطابق الحالات بناء على الخبرة والتوافر. وتجري المنصة مطابقة تلقائية بين نتائج الأشعة والأخصائيين، وتقدم تشخيصا في غضون 24 ساعة من الفحص، وهو ما قد يستغرق نحو ثلاثة أسابيع في الظروف العادية.
وتواجه الشركات الناشئة بشكل عام نقصا في عدد شركاء القطاع الخاص ممن قد يدخلون نظمها التكنولوجية ضمن أعمالها، وهو ما يساعد "كوفيد-19" على تخفيفه. وينطبق الأمر على القطاع الصحي، ويقول أبو دريع لإنتربرايز "كان التحدي الأكبر سابقا للشركات الناشئة هو إقناع الأطباء والمؤسسات بتبني وإدخال تكنولوجياتها في عملياتهم اليومية، لكن "كوفيد-19" أجبر الجميع على التكيف". ويضيف أن المستثمرين أصبحوا أكثر اهتماما بحلول الرعاية الصحية التي تقدمها الشركات إلى المرضى مباشرة.
وتركز شركة رولوجي، التي نجحت في جمع 860 ألف دولار كتمويل في سبتمبر الماضي، في التوسع خارج مصر، وتحديدا في أفريقيا ودول الخليج. وتضم المنصة حاليا نحو 52 طبيبا، وتقوم 113 مستشفى باستخدام المنصة، من بينها 10 مستشفيات خارج مصر في دول مثل السعودية وكينيا والكونغو والمالديف.
وكان أحد أكبر إنجازات رولوجي الاتفاق الذي أبرمته مع حكومة الكونغو والذي بموجبه ستقوم جميع مستشفيات البلاد باستخدام المنصة الخاصة بها خلال العام الجاري.
واستحدثت الشركة أيضا أداة لتتبع حالات "كوفيد-19" بشكل أوتوماتيكي ضمن نتائج الأشعة المقطعية. وتعمل الشركة على استحداث المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي لاستخدام 80 مليون صورة للأشعة السينية (إكس) مخزنة ضمن بياناتها لتوصيف الحالات مستقبلا.
تحظى الصحة النفسية أيضا باهتمام عدد من الشركات الناشئة: في حين أن الصحة البدنية أمر بالغ الأهمية، إلا أن بعض الشركات الناشئة تركز على الصحة العقلية بصفتها أحد أعمدة سلامة الصحة العامة للإنسان. ويمكن تطبيق شيزلونج مستخدميه من إيجاد أطباء نفسيين وحجز جلساتهم عن بعد، مع ضمان السرية التامة وعدم كشف هوياتهم.
نجح شيزلونج خلال 2020 في زيادة عدد مستخدميه وجلساته وإيراداته بثلاثة أضعاف. ولدى التطبيق حاليا 80 ألف مستخدم ونظم أكثر من 100 ألف جلسة منذ تأسيسه عام 2014، كما ينتمي مستخدموه إلى عدة بلدان. ويقول مؤسس التطبيق، أحمد أبو الحظ، "زاد الطلب من طرفي المرضى والأطباء معا بعد أن أبقتهم الجائحة في المنازل"، وهو ما دفع بـ "شيزلونج" كبديل. ويضيف أن "كوفيد-19" أبرز الحاجة الحيوية لأدوات تشخيص تضمن صحة المرضى.
وتمكن التطبيق من جمع استثمارات جديدة العام الماضي لم يفصح عن قيمتها، ويعد حاليا لجولة تمويلية أولى. ويخطط التطبيق للتوسع في دول الخليج العربي العام الجاري وتقديم منتجات جديدة تتضمن الجلسات الجماعية.
العلاج عن بعد دون حدود: تجمع منصة دوكسبرت هيلث المرضى في الشرق الأوسط وأفريقيا بكبار الخبراء حول العالم. فمثلا، إذا أراد أحد المرضى الحصول على استشارة بشأن نتائج تحاليل أو أشعة، يمكن للمنصة أن تنظم له مقابلة بالفيديو مع طبيب في بريطانيا أو الولايات المتحدة أو أوروبا.
ورغم أن المنصة عمرها لا يتعدى عاما واحدا، لكنها تمكنت من زيادة قاعدة مستخدميها بثلاثة أضعاف في آخر 4 أشهر فقط، وتتطلع لزيادة مماثلة خلال العام المقبل. وتتعامل المنصة مع 100 خبير دولي في 40 تخصصا طبيا مختلفا.
وجمعت دوكسبرت هيلث في يناير الماضي تمويلا دولاريا من 6 أرقام بهدف التوسع في دول الخليج وإطلاق خدمات متخصصة في "كوفيد-19". ويقول مؤسس المنصة هشام مهنا، "دفع كوفيد-19 بتغييرات كثيرة في سلوك المستهلكين خلال العام الماضي وزاد من الحاجة للعلاج عن بعد بشكل عام، وهو ما ساعد دوكسبرت على النمو".
وهل يستمر نمو الطلب على تلك الشركات الناشئة خلال العام الجاري؟ مع استمرار الجائحة في التأثير على حياتنا، يتوقع أن يستمر زخم النمو بنسبة 10% شهريا، بحسب أبو الحظ. ويحتفظ خشبة برؤية أقل تفاؤلا، مشيرا إلى أن تلك القفزة في الطلب كانت مؤقتة بسبب حداثة تداعيات الفيروس. ويعتقد خشبة أنه بمرور الوقت سيعود الطلب لمستوياته العادية مرة أخرى. أما على صعيد العمل مع المستشفيات والشركات، يرى خشبة أن ثمة تحولا كبيرا في طريقة التفكير يمهد لمزيد من الصفقات.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- الطاقة الخضراء: بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرؤساء التنفيذيين لشركات ديمي لأعمال التكريك وميناء أنتويرب وشركة فلوكسي البلجيكية التعاون مع تحالف تلك الشركات للاستثمار في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر لتوليد الطاقة.
- النقل العام: من المتوقع أن تتقدم شركة بومباردييه الكندية إلى المناقصة التي تعتزم وزارة النقل طرحها لتطوير خط ترام الرمل بالإسكندرية.
- السيارات الكهربائية: تسعى شركة إنفينيتي مصر لإنشاء 300 نقطة جديدة لشحن السيارات بالكهرباء بحلول عام 2023، بتكلفة 300 مليون جنيه.
- الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: وزارة الاتصالات ستشترط توصيل الألياف الضوئية للحصول على التراخيص الخاصة ببناء العقارات الجديدة اعتبارا من أبريل المقبل.
- التحول نحو الغاز الطبيعي: تعتزم الحكومة تدشين 170 محطة جديدة لتموين السيارات بالغاز الطبيعي في الفترة ما بين منتصف مارس وحتى منتصف أبريل المقبل.
- إعادة إعمار العراق: تجري شركة حسن علام القابضة مفاوضات حاليا مع الحكومة العراقية لإنشاء محطة كهرباء بقدرة 500 ميجاوات هذا العام.
- تنمية الريف: تتوقع وزارة التخطيط الانتهاء من تطوير 375 قرية بنهاية العام، وذلك ضمن المشروع القومي لتطوير القرى المصرية (حياة كريمة) بتكلفة 500 مليار جنيه.