مسؤولو المدارس يعلقون على نتائج استطلاع إنتربرايز بشأن التعليم المدمج
مسؤلو المدارس يعلقون على نتائج استطلاع إنتربرايز بشأن التعليم المدمج: بدأت معظم المدارس الخاصة في تطبيق نظام التعليم المدمج، والذي يشمل التبادل بين التعليم عن بعد والتعليم داخل الفصول، قبل أن تقرر وزارة التعليم تحويل جميع الفصول إلى الإنترنت بسبب ارتفاع حالات الإصابة بـ "كوفيد-19" الشهر الماضي. وفي ديسمبر، أجرت إنتربرايز استطلاعا للرأى للطلاب وأولياء الأمور لبيان مدى نجاح نظام التعليم المدمج. وطبقا للاستطلاع، قال 67% من المشاركين إنهم يفضلون النظام المدمج عن التحول للتعليم عن بعد بشكل كامل بسبب وجود عامل التفاعل الشخصي. ويعتقد الكثيرون أن التفاعل بين المدرسين والطلاب يجب أن يزداد سواء كان عبر الإنترنت أو بشكل شخصي مع اتخاذ التدابير الاحترازية. وقامت إنتربرايز بنقل نتائج الاستطلاع لمسؤولي المدارس للتعرف على وجهة نظرهم.
ويتفق مسؤولو المدارس في أن التفاعل أكثر هو أفضل، ويعطون الأولوية في النظام المدمج للتفاعل من خلال إنشاء مجموعات وأنشطة جماعية للطلاب عبر المنصات الإلكترونية وتطبيق الإجراءات الاحترازية في حالة ممارستها بشكل شخصي في المدارس. ويدرك المسؤولون أهمية التفاعل الشخصي للطلاب.
ويقول مديرون للمدارس إن التعليم عن طريق البث المباشر أساسي لزيادة درجة التفاعل. ويوضح أحمد وهبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "جيمس مصر"، أن البث المباشر للدروس يمنح الطلاب الفرصة للتفاعل مع بعضهم البعض وتوجيه الأسئلة للمدرسين. ويقول عدد من المسؤولين الآخرين إن الدروس بالبث المباشر مفيدة أكثر من تكليف الطلاب بتنفيذ الواجبات بشكل مستقل.
وتساعد الدروس بالبث المباشر على تعزيز مشاركة الطلاب. ويقول مساعد مدير مدرسة شوتز، ماسيمو لاتيرزا، إن نسبة الحضور في الحصص عبر الإنترنت تخطت نسب الحضور في الفصل، مع إلزام الطلاب بتسجيل الحضور كجزء من النظام المدمج. ويضيف لاتيرزا أن أداء الطلاب لم يتأثر، بل تفوقت درجات امتحانات النقل خلال العام الماضي عن العامين السابقين.
كما تساعد دروس البث المباشر على الالتزام، طبقا للمدير التنفيذي لمدرسة الألسن، كريم روجرز. ويوضح روجرز أن تطبيق جدول متسق للدروس عبر الإنترنت يوفر الاستمرارية للطلاب وأولياء الأمور، فالطلاب يبدأون الدروس في الثامنة صباحا وهم يرتدون الزي الموحد. ويضيف "هم فعلا يقضون وقتا أطول أمام الشاشات ولكنهم يدركون ماذا ينتظرهم، كما يتفق أولياء الأمور أن ذلك طور من كفاءتنا".
ويجب أن يتضمن النظام نشاطات غير دراسية وأخرى جماعية لمواجهة الشعور بالوحدة والملل لدى الطلاب. ويقول 3% فقط من أولياء الأمور إن النظام المدمج يساعد على العمل الجماعي، ويشير العديد منهم إلى أن أطفالهم يشعرون بالانعزال وعدم الدعم. وتقوم العديد من المدارس بإطلاق واجبات جماعية ومسابقات رياضية وفنية لمواجهة ذلك. ويقول وهبي "يحب الطلاب العامل التنافسي ويدفعهم ذلك للحديث مع بعضهم البعض"، موضحا أن مدرسة الألسن أضافت نشاطات الموسيقى والتمثيل والفنون والتربية الرياضية لتنويع البرامج التعليمية.
ولكن يتباين نجاح برنامج التعليم المدمج بحسب الفئة العمرية، فالاستطلاع يظهر انقسام أولياء الأمور بنسبة 50% بشأن مدى فاعلية النظام للسنة الدراسية لأبنائهم. ويقول مدير المدرسة الأمريكية الدولية، كابونو سيوتي، "أعتقد أن هناك تفاوتا كبيرا في ما يعلنه أولياء الأمور بناء على سنتهم الدراسية".
وبالنسبة للطلاب الأكبر سنا، يعد النظام وسيلة جيدة للحصول على محتوى الدروس. ويوضح سيوتي "أصبحنا أفضل كثيرا في كيفية إيصال المحتوى لطلاب المرحلة الثانوية، لنخصص أوقات التفاعل الشخصي لأمور أخرى".
ولا يزال الحمل ثقيلا على أولياء الأمور. وطبقا لسيوتي، هناك 3 مشكلات رئيسية، هي أن التعليم المدمج يمنع أولياء الأمور من إلحاق أبنائهم بأماكن تتولى رعايتهم، وأن أولياء الأمور ليسوا خبراء في التدريس بالضرورة، وبالنسبة للأطفال الأصغر سنا، فالتعليم يعتمد على اكتساب المهارات وليس المحتوى. ويوضح أن "علم تعليم الأطفال القراءة، مثل التعرف على الصوتيات والأصوات المختلطة، لا يمكن نقلها عبر الإنترنت".
إذا، فالتفاعل الشخصي مع الأطفال الصغار لا غنى عنه، بشرط أن يكون آمنا. ويوضح روجرز "إذا حصلنا على الضوء الأخضر لاستئناف نظام التعليم المدمج وقمنا باستدعاء الأطفال للمدارس، بحضور 50% مثلا، ستكون الأولوية لحضور طلاب المرحلة الابتدائية". ويتفق سيوتي في أن أولياء الأمور "عبروا بشكل واضح أن الأولوية هي توفير الوقت للتفاعل بشكل شخصي قدر المستطاع".
وتظل الأولوية للسلامة والصحة، إذ عبر 64% من أولياء الأمور في استطلاع إنتربرايز عن رضاهم عن إجراءات السلامة في التعليم داخل الفصول. وقال 27% منهم إنهم يريدون المزيد من التباعد بين الطلاب. وطالب آخرون بإلغاء فترات الاستراحة والتركيز على رسائل التوعية ضد "كوفيد-19". ويقول المسؤولون إنهم مهتمين للغاية بتلك الطلبات. ويوضح وهبي أنه جرى تدريب المدرسين على تطبيق التباعد الاجتماعي داخل المدرسة. أما روجرز، فيقول إن أولياء أمور طلاب مدرسة الألسن ممن يعملون لدى منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية نظموا ندوات لتوعية الطلاب بخبراتهم في مكافحة الفيروس.
وارتفع الإنفاق لتعزيز السلامة والصحة في المدارس، وقامت مدرسة شوتز بتنفيذ العديد من الإنشاءات للاعتماد بشكل أكبر على المساحات المفتوحة وإنشاء عيادة طبية وتوفير اختبارات "كوفيد-19"، طبقا للاتيرزا. وقامت مدرسة الألسن بتعيين ممرضين وأطباء بدوام كامل، فيما اتفق جميع مسؤولي المدارس على زيادة الإنفاق على توفير المعدات الوقائية كالكمامات وواقيات الوجه.
ومع ذلك فمن المستحيل إنهاء الخطر بشكل كامل. سواء جرى تطبيق نظام التعليم المدمج أو في الفصول بشكل كامل، سيستمر الطلاب الأكبر سنا في مقابلة بعضهم البعض خارج المدرسة، بحسب لاتيرزا. وتحاول مدرسة شوتز تقصير فترات الاستراحة لتقليل تعرض الطلاب لبعضهم البعض ولكنها لا تستطيع التحكم في ما يفعلون خارج المدرسة.
ومن الصعب كذلك التحكم في اختلاط الطلاب ببعضهم البعض داخل المدرسة. فمع قيام المدارس بكل ما في وسعها لتقليل تعرض الطلاب ببعضهم البعض مع اعتبار محدودية الأماكن داخل المدارس، وحتى مع تطبيق نسبة الحضور 50% فقط، يقول سيوتي إن بعض الأماكن تشهد ازدحاما خلال فترات الذروة. ويوضح "لا نستطيع تكليف المدرسين بمراقبة الطلاب في الممرات إضافة لما نكلفهم به، كما لا نريد أن نحضر المزيد من العاملين لتنفيذ ذلك".
وبالنسبة للمدرسين، يتطلب النظام المدمج أن يؤدوا وظيفتين في آن واحد. ويدرك المسؤولون أن أولياء الأمور يريدون المزيد من التفاعل لأبنائهم في الدروس عبر الإنترنت ولكن يحتاج مدرسيهم للمزيد من الوقت للتحضير. ويتسائل سيوتي "إذا كنت تدرس الأطفال لثلاثة أيام في الفصل وليومين عبر الإنترنت، متى تستطيع أن تحضر الدرس بشكل جيد؟".
ومن بين الأساليب لإغناء المصادر توفير التدريب ومشاركة المعرفة. واشترت المدرسة الأمريكية الدولية برامج تمكن المدرسين من مشاركة تدريباتهم وبناء شبكة معلومات جماعية تتضمن معرفتهم ومصادرها، بحسب سيوتي.
وتتيح نظم الاتصال القوية إجراء التعديلات على النظام. ويوضح لاتيرزا "نسأل أولياء الأمور والطلاب بشكل مستمر أي من أنظمة التعليم أكثر تأثيرا وأي منصات أفضل لهم، كما نسألهم عن أي مشاكل يواجهونها وآرائهم بشأن الجدول، وبناء عليه نقوم بالتعديل".
وهناك إمكانية للتطور مع التزام المدارس بالتعلم من الممارسة. ويقول روجرز "من وجهة نظر ولي الأمر، هناك إمكانية للتحسن.. وبالنسبة للمدير أعتقد أن المدرسين يؤدون عملهم بشكل رائع واستفادوا كثيرا من التجارب السابقة". ويضيف أنه طالما استمر نظام التعليم المدمج أو عن بعد، فأن المدارس ستحسن من النظامين لضمان تقديم الخدمات التعليمية التي يستحقها الطلاب.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
- القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا) تتوسع في مجال إنشاء وإدارة الحضانات عبر الاستحواذ على حصة قدرها 51% في الشركة الناشئة إينوفيت للتعليم والمتخصصة في هذا المجال. وتستهدف سيرا افتتاح 25 حضانة في غضون 5 سنوات.
- استحوذت شركة أوليمبوس فيكتوري ومقرها موريشيوس على مدرسة الرواد العالمية في أول صفقة من نوعها في القطاع منذ قرار وزارة التعليم السماح بتملك الأجانب للمدارس الدولية والخاصة بمصر دون حد أقصى وإلغاء الحد الأقصى البالغ 20%.
- من المقرر أن تجرى امتحانات منتصف العام الدراسي في موعدها المقرر هذا الشهر بعد أن نفى وزير التربية والتعليم طارق شوقي وجود أي نية لدى وزارته لإلغاء الامتحانات أو تأجيلها.
- حكومة مدبولي تقر اتفاق الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتنفيذ مشروع التعاون الفني لدعم تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس المصرية.
- البنك الأهلي المصري يوافق على قرض بقيمة 400 مليون جنيه لصالح مؤسسة جلوبال الأكاديمية لإنشاء فرع لجامعة هيرتفوردشاير البريطانية بالعاصمة الإدارية الجديدة.