مفاوضات سد النهضة تصل إلى طريق مسدود مجددا
مصر وإثيوبيا تحملان السودان مسؤولية فشل مفاوضات سد النهضة مرة أخرى: فشل الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا أمس الأحد ضمن جولة جديدة من المفاوضات التي تهدف إلى الوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة، في تحقيق أي تقدم حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية بسبب إصرار الخرطوم على ضرورة تكليف الخبراء المُعينين من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية. وفي المقابل تحفظت مصر وإثيوبيا على هذا الطرح، تأكيدا على ملكية الدول الثلاث للعملية التفاوضية وللحفاظ على حقها في صياغة نصوص وأحكام اتفاق ملء وتشغيل السد، وفق البيان. ورغم تمسك السودان بدور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، إلا أنه أبدى رفضه لمقترح الاتحاد بعقد اجتماع ثنائي مع الخبراء الأفارقة، ومطالبته بضرورة تحديد مرجعية واضحة لدور الخبراء، وفق ما نقله موقع مصراوي عن بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية.
وجهة النظر السودانية تقوم على أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية (سونا) "لا يمكن الاستمرار في هذه الدائرة المفرغة من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية". تعتزم إثيوبيا الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو المقبل بمقدار 13.5 مليار متر مكعب بغض النظر عن التوصل لاتفاق أو عدمه، وفق ما ذكره عباس بناء على خطاب وزير الري الإثيوبي للاتحاد الأفريقي ومصر والسودان. ونقلت صحيفة الشروق عن مصادر سودانية لم تكشف عن هويتها أن أديس أبابا تتبنى سياسات مراوغة من أجل إنجاز المرحلة الأولى والاستعداد للملء الثاني لخزان السد فى شهر يوليو المقبل.
وأعربت الخرطوم عن مخاوفها مما يمثله سد النهضة من تهديد مباشر لخزانها الروصيرص والذى تبلغ سعته التخزينية أقل من 10% من سعة سد النهضة إذا تم الملء والتشغيل دون اتفاق وتبادل يومى للبيانات، وفق ما ذكره عباس. ومن جانبها، تعهدت إثيوبيا بتلبية مخاوف السودان بشأن سلامة سد النهضة، بحسب بيان الخارجية الإثيوبية.