من ينافس قناة السويس؟
قررت هيئة قناة السويس تخفيض رسوم العبور لناقلات النفط العملاقة التي تسافر بين شمال أوروبا وجنوب شرق آسيا بنسبة 48%، وذلك في محاولة للحفاظ على مكانة القناة باعتبارها ممرا حيويا للنقل البحري، طبقا لصحيفة المال. وبدأت الهيئة في تطبيق التخفيض مطلع الشهر الجاري وحتى 31 مايو من العام المقبل.
المنافسون الرئيسيون لقناة السويس:
1. العلاقة بين الإمارات وإسرائيل: أشار نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس السابق محفوظ طه إلى أن القرار لا علاقة له بخط أنابيب النفط المقترح بين إسرائيل والإمارات، والذي جاء بعد اتفاق التطبيع المبرم بين البلدين في وقت سابق من العام الحالي. وأوضح طه أن التخفيضات التي أقرتها الهيئة جاءت بهدف جعل القناة أكثر تنافسية، وأنه لم يُتخذ مع وضع خط الأنابيب في الاعتبار. ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يكون المشروع بمثابة قناة رئيسية بين أوروبا وآسيا، ويمكن أن يقلل عائدات الحكومة المصرية من قناة السويس بشكل كبير، لأنه سيقلل من اعتماد أوروبا والشرق الأوسط على قناة السويس في إمدادات الطاقة.
هذا المشروع يمكن أن يحظى بدعم أمريكي، إذ تضغط واشنطن من أجل إيجاد مسارات عبور جديدة للنفط والغاز في الشرق الأوسط وتقليل الاعتماد على مضيق هرمز قبالة السواحل الإيرانية، حسب ما صرح به وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت لشبكة سي إن بي سي. وقدم برويليت، الذي من المتوقع أن يعين الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بديلا له خلال 4 أسابيع، مقترحا بنقل البترول والغاز عبر إسرائيل لكنه لم يستبعد مصر تماما من الخطة. وقال برويليت إنه "لو تمكنا من نقل الغاز الطبيعي إلى سواحل مصر أو إسرائيل، سيمكننا بعد ذلك نقله عبر البحر المتوسط، بدلا من المرور عبر نقاط الاختناق المعتادة الأخرى"، في إشارة إلى أن مصر يمكن أن تكون بوابة مهمة لصادرات الغاز الطبيعي إلى الغرب.
2. روسيا: تعمل موسكو حاليا على جذب السفن التجارية للمرور عبر مياه المحيط المتجمد الشمالي بدلا من قناة السويس. الخبر الجيد هنا أن روسيا لا تتوقع جذب السفن إلى المسار الخاص بها على مدار العام حتى نهاية العقد الحالي، لكنها ربما تعرض تغطية تكاليف التأمين الإضافية لشركات الشحن البحري. أما الخبر السيئ فهو أن المسار الذي تقدمه روسيا أقصر بنحو 3 آلاف ميل بحري مقارنة بقناة السويس. وفي حين أنه ما زال غير قابل للعبور على مدار العام بأكمله، فإننا لن نتفاجأ لو ساعد تغير المناخ موسكو على تسريع خططها.
عائدات قناة السويس ارتفعت منذ بداية العام الجاري بنسبة 8% على أساس سنوي لتحقق 5.72 مليار دولار، طبقا لتصريحات رئيس الهيئة أسامة ربيع الأسبوع الماضي. ولم تتغير عائدات القناة كثيرا خلال العام المالي 2020/2019 رغم انخفاضها في البداية بسبب الجائحة، إذ سجلت 5.72 مليار دولار مقابل 5.75 مليار دولار في العام المالي السابق، بينما تراجعت بنسبة 9.6% خلال مايو على أساس سنوي، بسبب تراجع حركة التجارة عالميا مع تفشي وباء "كوفيد-19".