إنتربرايز تشرح: الصكوك
إنتربرايز تشرح: الصكوك: أعلنت شركة ثروة كابيتال الرائدة في مجال التمويل الاستهلاكي والتمويل المهيكل، مؤخرا إغلاق الإصدار الثاني لصكوك الشركات في مصر منذ طرح هذا النوع من أدوات الدين في البلاد. وبلغت قيمة الإصدار المتوافق مع الشريعة الإسلامية 2.5 مليار جنيه، مما يجعله الأكبر أيضا، متجاوزا قيمة طرح صكوك مجموعة طلعت مصطفى بقيمة ملياري جنيه في وقت سابق من هذا العام. ومنذ ذلك الحين، شهدت سوق الديون المزيد من النشاط، إذ يتطلع المزيد من الشركات إلى إصدار صكوك على غرار صكوك ثروة كابيتال وطلعت مصطفى، لا سيما مع قيام الهيئة العامة للرقابة المالية بالترويج لإصدارات الصكوك وتحفيزها، إذ تتوقع أن تتجاوز إصدارات الصكوك في مصر 10 مليارات جنيه بنهاية 2021.
لذا دعونا نلقي نظرة فاحصة على الصكوك وما تنطوي عليه. تعمل الصكوك كأداة دين، وهي تمثل ملكية مشتركة واستثمارا مشتركا في الأصول المدرة للنقد بدلا من كونها التزامات ديون بفوائد، وذلك لأن الشريعة الإسلامية بحسب الكثير من الفقهاء تعتبر الفوائد شكلا من أشكال الربا.
هل ما زالت الاختلافات بين الصكوك والسندات غير واضحة لكم؟ يتمثل عامل التمييز الرئيسي بين الصكوك والسندات في أن الصكوك تستند إلى أصل أساسي. ويولد هذا الأصل عائدا محددا على الاستثمار أو "دخل" بدلا من أن يولد "كوبون" أو فائدة "للمقرض". وينتج عن الصكوك علاقة استثمار مشترك يجري فيها تقاسم المخاطر وعدم تحويلها (كما هو الحال مع السندات التقليدية).
إلى جانب ذلك، تخضع الصكوك لمراقبة دقيقة من قبل علماء الدين، الذين يصدرون الفتاوى حول ما إذا كان الهيكل الخاص بالصكوك متوافق مع الشريعة الإسلامية أم لا، كما يتعين على مصدري الصكوك على الدوام الابتعاد عن الأصول المرتبطة بالسلع أو الممارسات المحظورة مثل التبغ والأسلحة والمشروبات الكحولية.
ومع هذا، هناك بعض أوجه التشابه بين الصكوك والسندات، فكلا الأداتين لهما آجال استحقاق محددة، وكلاهما غالبا ما يحصلان على تصنيفات ائتمانية، كما أن العديد من أنواع الصكوك قابلة للتداول بين حامليها.
عملية التصكيك: تتمثل الخطوة الأولى في أن يكون هناك "الملتزم" أو المنشئ أو المُصدر للصكوك، ويكون عادة شركات أو مؤسسات مالية أو دول سيادية تتطلع إلى جمع التمويل، ثم يكون هناك "المستثمر" أو حامل الصك الذي يحصل على ملكية جزئية في الأصل الأساسي مقابل إتاحة تلك الأموال. ويحصل المستثمرون في الصكوك على شهادات ائتمان من شركة صورية (أو شركة ذات غرض خاص) ينشأها الملتزم أو المصدر لغرض وحيد هو إصدار الصكوك.
ليست كل الصكوك متماثلة: يجري التمييز بين الصكوك حسب نوع الأصل أو نشاط الملتزم. وتتمثل هياكل الصكوك الشائعة في "الإجارة"، أو صكوك البيع وإعادة التأجير، و"المضاربة"، أو صكوك تمويل المشاريع، و"المرابحة" والتي تعمل بطريقة مشابه لتمويل التجارة، و"المشاركة" أو صكوك المشاريع المشتركة. وهناك أنواع أخرى من الصكوك مرتبطة بأنشطة معينة مثل "الاستزراع" والخاصة بتمويل الشركات الزراعية و"الاستصناع" والخاصة بتمويل الشركات الصناعية.
هل تعلمون؟ إن الصكوك تعود إلى القرن الأول الهجري تقريبا. وبحلول القرن السابع الهجري، أصدرت الدولة الأموية صكوكا لجنودها وموظفيها العموميين كمقابل لمجهوداتهم، وفقا لسلسلة محاضرات حول الصكوك أعدتها أكاديمية المعرفة (شاهد 9:34 دقيقة).
هل تريدون معرفة المزيد حول الصكوك (والتمويل الإسلامي)؟
- للمستثمرين: يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو القصير من إنتاج أمانة لصناديق الاستثمار (شاهد 3:52 دقيقة)، كما يمكنكم قراءة مقال حديث من صحيفة فايننشال تايمز.
- للطلاب والمهتمين: يمكنكم مطالعة سلسلة المحاضرات هذه من أكاديمية المعرفة عبر يوتيوب.
- لمزيد من الدراسة المتعمقة: نشر البنك الدولي تقريرا مفصلا في عام 2015 حول التمويل الإسلامي وأقسامه، كما يقدم موقع ستيرز بيزنس شرحا موجزا حول الصكوك.
- وكي تبقوا على اطلاع: يوجد بصحيفة فايننشال تايمز قسم إخباري عن التمويل الإسلامي، والذي يمكن للمشتركين إضافته إلى قوائمهم الإخبارية. كما أن موقعي أخبار التمويل الإسلامي ومؤسسة التمويل الإسلامي يمكنهما مساعدتكم في البقاء على اطلاع دائم.