بعد 3 أشهر على تطبيقه.. هل نجح نظام التعليم المدمج؟
بعد 3 أشهر على تطبيقه.. هل نجح نظام التعليم المدمج؟ بعد أن أجرينا استطلاعا في يونيو الماضي عن نظام التعليم عن بعد في يونيو الماضي، نريد الآن أن نتناول مدى نجاح نظام التعليم المدمج الذي يمزج التعليم في الفصل والتعليم عن بعد. وقال 69% من المستطلعة آراؤهم إن هذا النظام ينطوي على المزيج من التعليم في الفصل وعن بعد بينما قال 24% إنه مبني على التناوب بين التعليم في الفصل لمدة أسبوع وعن بعد في الأسبوع اللاحق. وقال 30% آخرون إنه يعتمد على تقسيم الطلاب ما بين التعليم عن بعد والتعليم في الفصول في أيام محددة كل الأسبوع.
وهل يعد نظام التعليم المدمج تطويرا لنظام التعليم عن بعد؟ بشكل عام، أجل، ولكن ليس بشكل قاطع. يرى 79% أن نظام التعليم المدمج يفيد في مساعدة الطلاب على تحصيل المعرفة ولكن 2% فقط قالوا إنه مفيد للغاية، فيما قال 52% إنه مفيد إلى حد ما و24% قالوا إنه مفيد. وعلى الجانب الآخر قال 21% إنه ليس مفيدا على الإطلاق. وقال أحد أولياء الأمور "إن التعليم المدمج هو أفضل الخيارات السيئة.. إذا كان الاختيار بين التعليم عن بعد بشكل كامل والمدمج، سأختار المدمج ولكن إذا وضع النظام المدمج أمام التعليم في الفصل، سأختار الأخير".
وانقسمت الآراء حول فائدة نظام التعليم المدمج بالنسبة لدرجات الطالب، فقال 44% إنه مفيد بينما قال 45% إنه غير مفيد مقابل 11% لم يحددوا رأيهم.
وقال 67% إنهم يفضلون نظام التعليم المدمج عن التعليم الإلكتروني بالكامل، الذي يمنح درجة عالية من المرونة، بحسب بعض المستطلعة آراؤهم. وعندما تركز المدارس على التعليم عن بعد فقط يكون هناك اتساق أكبر وتركيز على الجودة التي قد يفتقدها النظام المدمج، وفقا لعدد من أولياء الأمور. ولكن بالنسبة لمعظم أولياء الأمور يعد وجود فرصة للتفاعل وجها لوجه في النظام المدمج ميزة كبيرة، فيقول أحدهم "أبنائي في المرحلة الابتدائية والدراسة عن بعد عصيبة للغاية، فالتعليم المدمج سيكون أفضل دائما".
وإذا اقتضت الحاجة، يقول 49% إنهم موافقون على استخدام نظام التعليم المدمج كما هو الآن العام الدراسي المقبل، فيما قال 34% إنه غير موافقين.
وبالتأكيد إذا استمرت إجراءات "كوفيد-19" العام المقبل، قال 52% إنهم يريدون استمرار نظام التعليم المدمج، فيما قال 17% إنهم يفضلون عودة نظام التعليم عن بعد بشكل كامل، و31% يريدون عودة أبنائهم للفصول بشكل كامل.
وكما هو حال التعليم عن بعد، فالتعليم المدمج يساعد بشكل جيد على تقديم محتوى المواد وتقييم الاختبارات، فيما يقول 31% و17% إنه يؤدي تلك المهام بشكل جيد. وبعكس التعليم عن بعد، أحرز التعليم المدمج تقييما جيدا في مهمة التواصل والتفاعل، فقال 24% إنه مؤثر في تلك المهمة، ولكنه ليس وسيلة جيدة لتسهيل العمل الجماعي أو تقييم تطور أداء الطالب.
وتعد صعوبة تحصيل المعلومات عبر منصات التعليم عن بعد التحدي الأكبر طبقا لـ 34% من الآراء. كما أفادت الآراء أن التحديات الأخرى تتضمن المشكلات التقنية ومخاوف السلامة داخل الفصول. كما أن درجة الاعتماد على منصات التعليم عن بعد تتفاوت بشكل كبير، فيقول 14% إنهم يشتكون من أعطال عديدة خلال اليوم الواحد ويقول 19% إنهم يشتكون من ذلك مرة واحدة يوميا و27% أسبوعيا و20% شهريا و20% لا يشتكون من أي أعطال.
ولا يساعد التعليم المدمج على التفاعل بشكل كاف. ويقول أحد أولياء الأمور "مدرسة ابنتي نظمت دروس تفاعلية عن بعد أكثر العام الماضي ولكنها الآن تكتفي بتقديم فيديوهات منخفضة الجودة. لا تستطيع ابنتي متابعة كل شيء، لذلك لجأنا للدروس الخصوصية". ويقول آخر "يحتاج الأطفال الصغار بشكل خاص لتفاعل بشري وعمل جماعي، وهو ما لا يقدمه التعليم عن بعد بشكل حقيقي".
وبالنسبة للعديد من الأطفال، يعد عدم وجود دعم تحديا كبيرا. ويقول 46% من أولياء الأمور إن نظام التعليم المدمج لا يساعد في تحفيز ودعم أبنائهم، مقابل 32% قالوا إنه يساعد على ذلك. ويقول 16% إن أبناءهم يشعرون بالعزلة وعدم الدعم، وقد يكون ذلك صفة أصيلة للتعليم عن بعد وهو ما لن تستطيع المدارس التغلب عليه بشكل كامل. ويقول أحد أولياء الأمور "ليس ذلك سببا بالضرورة لمنصة التعليم عن بعد التي نستخدمها، فهم يشعرون بالعزلة عن مدرسيهم وزملائهم عندما يكونوا منفصلين جسديا عنهم".
وبالنسبة لإجراءات السلامة داخل الفصول قال 64% إنهم يشعرون أن المدارس تحقق ذلك بشكل جيد، مقابل 21% لا يشعرون بذلك. وتحرص المدارس كثيرا على إجراءات السلامة، بحسب أحد أولياء الأمور، الذي يؤكد أنه لا يمكن تقديم المزيد في ذلك المجال.
وهناك مخاوف أخرى تتعلق بالتباعد الاجتماعي، فقال 27% إنهم يشعرون أن المدارس عليها أن تركز أكثر على التباعد بين التلاميذ وقال 23% إنه يجب إلغاء التجمعات في فترات الراحة. وإلى جانب ذلك يقول أولياء الأمور إنهم يريدون تطبيق القواعد الأساسية على الجميع. ويوضح أحدهم أنه يريد أن تطبق قواعد المدارس بشكل قوي لأن العديد من صغار السن لا يأخذون مسألة الوباء على محمل الجد. ويدعو آخر المدارس أن تؤكد على أولياء الأمور أهمية إجراءات السلامة.
ويقول أولياء الأمور أن حملهم لا يزال ثقيلا. فـ 68% منهم يؤكدون أنهم يتدخلون في عملية التعليم المدمج و32% يتدخلون بقوة و36% إلى حد ما. وقال 6% فقط إنهم لا يتدخلون إطلاقا. ويظل التعليم عن بعد حملا على أولياء الأمور خاصة العاملين منهم، وفقا لأحدهم. ويقول أحد المدرسين "أشعر بالأسف لأولياء الأمور لأنهم يقومون بالعديد من المهام في وقت واحد، وعلى الشركات أن تتفهم أن موظفيها لا يمكنهم العمل بشكل طبيعي إذا كان لديهم أطفالا يحتاجون رعاية".
لكن المعلمين بدورهم ألقي بهم إلى البحر دون تدريب، ولا يمكن لومهم تلقائيا على المشكلات المنهجية المتعلقة بالتعلم عن بعد والتعلم المدمج وسط مناخ عام من الإحباط، وفق المدرس ذاته، فنحن لم ننفذ نظام التعليم المدمج بحذافيره أصلا، لأن إدارات المدارس تعتقد أن التكلفة اللازمة لتدريب المعلمين وتنفيذ التكنولوجيا مرتفعة للغاية. وفي الوقت نفسه، لا تتحمل البنية التحتية للاتصالات في مصر العبء الملقى على عاتقها، كما يخبرنا المدرس: "اضطررت إلى إيقاف معظم الدروس عن بعد بسبب الانقطاعات المتكررة في الإنترنت، رغم تركيب أجهزة راوتر جيدة".
يشعر 30% من أولياء الأمور أن المدرسين استفادوا من نماذج التعلم المدمج لتنفيذ الواجبات والمشاريع المدرسية، بينما يعتقد 14% أنهم ينشئون بشكل فعال بيئة تدريس آمنة ومطمْئنة. تختلف الآراء حول مدى إجادتهم لشرح المحتوى، إذ قال 24% إنهم يؤدون عملا جيد، لكن 24٪% آخرين قالوا إن بإمكانهم أن يؤدون بشكل أفضل ويبتكرون طرقا ممتعة ومبتكرة للتعلم، بينما قال 35% إن بإمكانهم فعلا فعل المزيد، و11% قالوا إن بإمكانهم تقديم مزيد من الدعم للطلاب.
تظل معدلات الاندماج عبر الإنترنت منخفضة: الأطفال لديهم فترات انتباه قصيرة، ويفضلون الركض بدلا من الجلوس أمام الكمبيوتر للتعلم، كما يقول أحد أولياء الأمور. ويقول آخر إنهم بحاجة إلى التحدث مع المدرسين لوقت أطول. ويشعر 20% أن المدارس بحاجة إلى التحسن في ما يخص سبل البحث واكتساب المعرفة، إلى جانب خلق مساحات للمناقشة والأسئلة، وتحسين تجربة التعلم عبر الإنترنت.
في الواقع، انخفضت جودة التعليم عبر الإنترنت في بعض المدارس بسبب اعتمادها على نظام التعلم المدمج: بعض المدارس التي كانت حصصها عبر الإنترنت خلال الموجة الأولى من الوباء جيدة للغاية ومليئة بالتفاعل، تنظم الآن حصصا ذات محتوى منخفض الجودة، أو تقسم طلاب الفصل الواحد إلى قسمين أحدهما في المدرسة والآخر يتابع عبر الإنترنت، كما يخبرنا بعض أولياء الأمور، مشيرين إلى أن المدارس تشتت نفسها للغاية بما يؤثر سلبا على جودة التعليم.
أولياء الأمور يريدون مزيدا من التفاعل الشخصي، لكن بطرق آمنة: يقول 27% إنهم يريدون زيادة نسبة التعلم داخل الفصول، بينما يميل 17% إلى زيادة التفاعل عبر الإنترنت. كثيرون يرغبون في زيادة الأنشطة الخارجية، وكذلك زيادة الأنشطة التي تتضمن مجموعات أقل من الطلاب. قلة قليلة فقط يريدون المزيد من محاضرات الكمبيوتر أو الواجبات المتعلقة بالبحث عبر الإنترنت.
أبرز أخبار قطاع التعليم في أسبوع:
- الرئيس عبد الفتاح السيسي يصدر قرار بإنشاء أربع جامعات جديدة، وهي جامعة الصالحية الجديدة، وجامعة حورس، وجامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة فاروس، بحسب موقع مصراوي.
- وزارة التربية والتعليم تطلق منصة "حصص مصر" والتي ستوفر المناهج الدراسية عبر الإنترنت لطلاب المرحلة الثانوية، بحسب موقع اليوم السابع.
- سوديك وجمعية "تواصل" تفتتحان رسميا ثاني مدرسة مجتمعية في عزبة خير الله، والتي ستوفر التدريب المهني لنحو 500 طالبة وطالبة.