أخبار سارة في 2020: البيئة تتعافى
أدت الإغلاقات الناتجة عن انتشار "كوفيد-19" لخفض نسب تلوث الهواء. وطبقا لدراسة نشرتها دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، انخفضت مركزات تلوث الهواء، التي تسبب الربو وأمراض القلب والرئة وغيرها، بشكل كبير خلال الإغلاق المصاحب لـ "كوفيد-19"، خاصة بسبب انخفاض انبعاثات وسائل المواصلات. وتناولت الدراسة عينات من أكثر من 10 آلاف موقع في 34 دولة، وخلصت إلى انخفاض نسب ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 60% بينما انخفضت نسبة الجسيمات العالقة في الجو من سوائل ومواد صلبة بنسبة 31%. وعلى الرغم من أن الانخفاض كان مؤقتا إلا أنه يظهر كيف يمكن لتغييرات بسيطة في نمط الحياة أن تؤدي انخفاض سريع لنسب التلوث في المناطق الحضرية.
الصين أعلنت في 2020 التزامها بالوصول لـ "صفر كربون" بحلول عام 2060، وعلى الرغم من أن ذلك يعد وقتا طويلا، إلا أنه خبرا مهما، بحسب بي بي سي، لأن الصين تعتبر الملوث الأكبر بغاز ثاني أكسيد الكربون عالميا بنسبة 28% من الانبعاثات عالميا. إضافة لذلك تعد الصين المشتري والمستهلك الأكبر للوقود الحيوي، وهو ما يعني أن تلك الخطة ستؤثر على صناعة النفط بشدة وعلى القطاعات المتعلقة. وسيحدث ذلك بعد 10 سنوات فقط من وصول دول الاتحاد الأوروبي لـ "صفر كربون" المستهدفة عام 2050.
حتى عملاق النفط والغاز "بي بي" يخطط للتحول نحو طاقة أكثر استدامة، وتخفيض إنتاج الشركة من النفط والغاز بنسبة 40% خلال 10 سنوات المقبلة في إطار تحولها نحو شركة طاقة متكاملة، وفقا للمدير التنفيذي برنارد لوني في تصريح خلال سبتمبر الماضي. وتخطط الشركة لزيادة طاقتها الإنتاجية 20 ضعفا من خلال ضخ 5 مليار دولار سنويا لصالح مصادر الطاقة أقل إنتاجا لثاني أكسيد الكربون. وتعد تلك خطوة كبيرة مع تحول العالم بشكل أسرع لمصادر الطاقة المتجددة، خاصة من خلال منتجي الطاقة التقليديين مثل "بي بي". وفي 2020 تخطى حجم الطاقة الجديدة المولدة من الشمس والرياح على الطاقة التقليدية لأول مرة في التاريخ، إذ بلغت 45% مقابل المصادر الجديدة للطاقة التقليدية. وكان النسبة لا تتعدى 25% في 2010، وفقا لبلومبرج.
وفي عالم الحيوان، عاد نوع من الدلافين النادرة مجددا للبحر الأدرياتيكي بعدما كان يعتبر حيوانا منقرضا، بحسب موقع إنهابيتات. وكان قرارا خاطئا قد صدر في سبعينيات القرن الماضي بصيد الدلافين في البحر الأدرياتيكي لمنافستها البشر في الصيد، وهو ما أدى لاختفائها ووضعها ضمن قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض من قبل الأمم المتحدة. وعثر على 4 دلافين من نوع ديلفينوس ديلفيس النادر في المنطقة خلال 4 سنوات الماضية، وهو ما لا يعد عددا كبيرا ولكنه خطوة لاستعادة التنوع البيولوجي المهم لبحار العالم.
وكذلك عاد حيوان السينجي الصومالي للظهور، وهو بحجم الفأر الصغير ولكنه أقرب للفيل، بفضل أنفه الشبيه بالخرطوم. وشوهد الحيوان الصغير في جيبوتي هذا العام بعد اختفائه لمدة 50 عاما، وفقا لبي بي سي. وسيحظى علماء ومحبو الحيوانات بفرصة لدراسة الحيوان بشكل أفضل بفضل الاكتشاف.
وفي كينيا ارتفعت مواليد الفيلة إلى 170 مقابل 113 في 2018، وذلك في حديقة أمبوسيلي الوطنية، وفقا لإن بي آر. ويعد الفيل الأفريقي فصيلة معرضة للخطر بسبب اختفاء الغابات، التي تعد موطنها الطبيعي من ناحية، واستمرار الصيد غير الشرعي لها للحصول على العاج.
وبعد 150 عاما من الغياب عثر على أول دب بني في حديقة إنفرناديرو الوطنية في شمال غرب إسبانيا، وفقا للجارديان. ويبلغ عمر الدب ما بين 3 و5 أعوام، ويعتقد أن قادم من جنوب البلاد، وهو ما يشير إلى نجاح الجهود في إعادة الحديقة الوطنية لجذب فصائل الحيوانات التي غادرتها منذ عقود بفعل النشاط البشري.