روتيني للعمل من المنزل: محمد عبد الله الرئيس التنفيذي لفودافون مصر
محمد عبد الله الرئيس التنفيذي لفودافون مصر: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدئون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع محمد كامل عبد الله، الرئيس التنفيذي لفودافون مصر.
اسمي محمد كامل عبد الله، وعينت حديثا كرئيس تنفيذي لفودافون مصر. أنا أب لطفلين، وابنتي الصغرى، جنة، عمرها 17 عاما وابني، يوسف، عمره 12 عاما. وتعمل زوجتي سحر كمهندسة ديكور. وبعد 22 عاما من العمل في قطاع الاتصالات و10 أعوام في إحدى أفضل بيئات العمل في عالم الشركات، تشرفت بالانتقال لمنصب جديد في فودافون مصر.
أستيقظ الساعة 6:45 صباحا، أشرب فنجان القهوة الأول وأقرأ الأخبار في السرير. أذهب لصالة الألعاب الرياضية الساعة 7:30 صباحا وأتوجه للمكتب ما بين الساعة 9 و9:30 صباحا. أقوم بعقد الاجتماعات التي قد تطرح أسئلة كثيرة في وقت مبكر من اليوم ليتسنى لي قضاء وقت أطول للتفكير في وقت لاحق من الظهيرة. أخصص يوما واحدا للزيارات الخارجية ويوما واحدا للتحدث مع فرقنا.
تحولنا للعمل بشكل كامل من المنزل في مارس وعدنا بشكل جزئي للعمل في المكتب خلال أغسطس، وذلك ليوم واحد في الأسبوع وبحضور 20% فقط ثم ليومين في سبتمبر. وعلى كل موظف الحضور للمكتب ليومين في الأسبوع أو 3 أيام إذا وافقت الإدارة العليا. حاليا نعمل بنسبة 40-50% من المنزل.
نحن نتحول من نظام العمل من المكتب التقليدي لنظام أكثر مرونة، فالعمل من المنزل لطيف جدا وهو أكثر كفاءة وهو ما شهدناه في ارتفاع الإنتاجية. وتظهر التقارير أن الموظفين يمضون وقتا أطول في العمل وفي القطاعات الاستراتيجية وكذلك في تنمية أنفسهم.
والجانب الثقافي في هذا التغيير كان تحديا إلى حد ما، فبعض الناس يودون العودة للتفاعل مباشرة مع زملائهم. ويعتمد نجاح شركتنا على تراكم الجهد العقلي لأفراد منظمتنا. ودون النظم الرقمية الصحيحة التي يمكنها أن تعوض من غياب التفاعل الجسدي، فلا يمكن أن أقول أن زمن العمل من المكتب قد انتهى.
أرى دوري هو بناء استراتيجية وخلق بيئة مناسبة لفرقنا للعمل معا بشكل جيد. ومن الأساسي التأكد من أن الجميع على خط واحد ومجهز بالدعم اللازم لتنفيذ خططنا.
وتطور قطاع الاتصالات بشكل قوي من كونه موفرا فقط لخدمات الاتصال الصوتي لموفر للبيانات ونظم الاتصال بشكل كامل. ويعد القطاع، وفودافون بشكل أخص، مسؤولا عن رقمنة المجتمعات. وهذا هو الهدف من عملنا، فنحن نحرص على تقديم أفضل جودة لمنتجات الاتصال.
يمكننا أن نلعب دورا ضخما في الشمول المالي والخدمات المالية، فقد بدأنا في الخدمات المالية منذ 10 سنوات مع إيان جراي، الأب الروحي لشركة فودافون مصر، لإثبات أن بإمكاننا النجاح هنا. تعاونا مع الحكومة لبناء بيئة الخدمات المالية ولدينا الآن 65% من المحافظ الرقمية في مصر و80% من المحافظ النشطة، وفقا لبيانات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
أكثر من 8 ملايين مواطن مصري يمتلكون محافظ فودافون كاش التي تنفذ ملايين المعاملات كل شهر. في بداية الجائحة، تعاونا مع الحكومة لتقديم إعانة عمل يومية لنحو 30 ألف شخص من خلال إحدى خدمات فودافون كاش التي أطلقناها حديثا. لا يزال السوق أمام الشمول المالي ضخما، ولا تزال الفرصة كبيرة أمام الاقتصاد للانتقال إلى الخدمات الرقمية. هناك خدمات مثل استلام المرتب على فودافون كاش أو مدفوعات التجار، وهي تمنح الناس وسيلة إضافية لتمويل منتجاتهم وتعطي الشركات الصغيرة والمتوسطة دفعة كبيرة وتساعد الاقتصاد على النمو.
أطلقنا مؤخرا "مركز التطبيقات"، وهو نظام جديد يسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة بالتحول إلى استخدام التكنولوجيا. هذا النظام مثلا يسمح لشركة صغيرة ليس لديها ما يكفي لتعيين قسم للموارد البشرية بالاشتراك في تطبيق يوفر لهم تلك الخدمة وبتكلفة أقل، وذلك عن طريق نموذج مصروفات جارية بسيط مدفوع في فاتورتك. ونستهدف توفير 60 تطبيقا على المركز بشكل مجاني لمدة ثلاثة أشهر كفترة تجريبية. هذا النظام سيغير طريقة عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
امتد تعاوننا مع الحكومة إلى مشروعات كبيرة للتحول الرقمي على مدى العام الماضي. والآن نعمل على تشغيل نظام التأمين الصحي الشامل في بورسعيد، وهو الدور الذي سنمارسه على مستوى بقية المحافظات لاحقا. وكذلك فازت فودافون مصر بأكبر اتفاقية سحابية للقطاع الخاص في مصر مع وزارة قطاع الأعمال، والتي تستضيف 60 جهة حكومية.
أعود من المكتب في نحو 7 مساء، وأحاول قضاء الوقت مع عائلتي أو أشاهد مباريات كرة القدم. هذا بالنسبة لأيام الأسبوع العادية، أما نهاية الأسبوع فتكون مخصصة للعائلة، فإما أن نزور أقرباءنا أو نخرج معا كعائلة.
أعتبر نفسي مشجعا متعصبا للأهلي وليفربول، لقد كان محمد صلاح مصدر إلهام حقيقي للجميع، وهو سفير فودافون، لذلك أستمتع حقا بمشاهدة كل مبارياته.
كل ثلاثة أشهر أحاول الانفصال عن العالم في إجازة نهاية أسبوع طويلة نسبيا، أحيانا أقضيها في المنزل، وأحيانا أخرى أسافر داخل مصر.
أقرأ هذه الأيام كتابا بعنوان "On Purpose" لجيم تانر، حول أهمية تحديد هدف مؤسستك بوضوح والتواصل معه. وأثق أنه من الضروري إشراك كل أفراد فريقك في العمل الذي تتولاه.
أفضل نصيحة تلقيتها كانت من إيان جراي: "لا تقلق بخصوص الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها".