"كوفيد-19" يهبط بالاستثمار الأجنبي المباشر عالميا بمقدار النصف
الاستثمار الأجنبي المباشر يتراجع عالميا بنسبة 49% على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2020، إذ تسببت عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم والمخاوف من الكساد في تباطؤ الاستثمار عبر الحدود، حسبما قالت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في أحدث تقاريرها (بي دي إف). وأثر فيروس "كوفيد-19" في كل أشكال الاستثمار الأجنبي المباشر، فانخفضت قيمة الاستثمارات التأسيسية بنسبة 37%، واتفاقيات التمويل الجديدة بنسبة 25%، وعمليات الاندماج والاستحواذ بنسبة 15%.
عودة العالم الأول إلى 1994: عانت الاقتصادات المتقدمة من أكبر انخفاض، إذ انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 75% ليصل إلى 98 مليار دولار، وهو مستوى شوهد آخر مرة في عام 1994. وشهدت قيم الاندماج والاستحواذ في الدول المتقدمة انخفاضا بنسبة 21%، لكن ما خفف من أثر ذلك كان استمرار الدمج والاستحواذ في الصناعات الرقمية. وشهدت إيطاليا والولايات المتحدة وهولندا وسويسرا انخفاضا حادا بشكل خاص.
الصين تثبت قدرتها على الصمود: كان أداء الاقتصادات النامية أفضل قليلا، ولم تشهد سوى تراجعا بنسبة 16% في الاستثمار، بينما انخفضت التدفقات إلى الصين بنسبة 4% فقط. وتراجعت الاقتصادات الآسيوية بنسبة 12% فقط في الاستثمار الأجنبي المباشر، فيما انخفض الاستثمار في الاقتصادات الأفريقية بنسبة 28%، وشهدت أمريكا اللاتينية تراجعا في التدفقات الداخلة بنسبة 15%.
لا تتوقعوا تحسنا كبيرا في النصف الثاني من العام: رغم أن الاستثمار في الاقتصادات المتقدمة ربما يكون قد انتعش في الربع الثالث، فإن الأونكتاد متمسكة بتوقعاتها السابقة بشأن حدوث انخفاض بنسبة 30-40% في الاستثمار الأجنبي المباشر على مدار عام كامل. وهذا بالطبع سيعتمد على مسار الفيروس، وفعالية إجراءات التحفيز التي تضخها الحكومات لدعم الاقتصادات.