دليلك الشامل إلى مشروع تطوير منطقة الأهرامات
دليلك الشامل إلى مشروع تطوير منطقة الأهرامات: لطالما كانت السياحة ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، إذ تسهم بنحو 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر 19.3% من العملة الصعبة، وتوظف أكثر من 12.6% من إجمالي القوى العاملة، وفقا لهيئة التنمية السياحية. ولا يمكن للمرء أن يفكر حقا في السياحة في مصر دون أن يفكر في الأهرامات. ومع ذلك، فإن الصورة التي تتبادر إلى الذهن لا تكون رائعة دائما، إذ وجدت دراسة لوزارة السياحة في عام 2015 أن 58% من السائحين يعتبرون منطقة الأهرامات غير آمنة، بينما قال 70% إنها ليست نظيفة، وذكر 74% عدم وجود لافتات واضحة، بحسب موقع المونيتور. ومع كل هذا، قررت الحكومة إطلاق خطة ضخمة لإصلاح المنطقة بالكامل.
يعتبر التطوير الشامل لمنطقة هضبة الأهرامات عنصرا رئيسيا في استراتيجية إنعاش السياحة في مصر. وتتضمن الخطة كل شيء، من الطرق المؤدية للأهرامات إلى كل كشك صغير يبيع الهدايا التذكارية، حسبما قال مدير عام منطقة آثار الهرم أشرف محيي الدين لإنتربرايز. وفي الجزء الأول من سلسلتنا هذه، سنلقي نظرة على ما تضمنته الخطة وما يمكن أن ننتظره بمجرد اكتمال المشروع.
الهدف النهائي هو زيادة حركة السياحة إلى أكثر من 8 ملايين سائح سنويا. وتهدف مشروعات تطوير البنية التحتية في منطقة الأهرامات إلى جذب مليوني سائح في العام الأول من الافتتاح، ثم 5 ملايين سائح في غضون ثلاث سنوات. لكن محيي الدين يؤكد لإنتربرايز أن البنية التحتية مصممة لاستيعاب 8 ملايين سائح في المستقبل.
استقرت فكرة تطوير منطقة الأهرامات في أذهان وزراء السياحة على تعاقبهم، لكن رغم هذا لم يبدأ المشروع الحالي سوى في يناير 2009، وكان من المقرر الانتهاء منه في عام 2012، وفقا لخريطة المشروعات المصرية. توقف المشروع خلال الاضطرابات التي أعقبت ثورة 2011، قبل إعادة إحيائه مرة أخرى في عام 2018.
تشمل استراتيجية الجيزة 2030 خطة لتطوير هضبة الهرم، والمتحف المصري الكبير، ومتحف أبو الهول المفتوح، وشارع خوفو الذي سيمتد بطول 8 كيلومترات ويربط ميدان سفنكس في منطقة المهندسين بالأهرامات، جنبا إلى جنب مع مونوريل يغطي نفس المسافة. لكن المشروع لا يعتمد فقط على البناء وشق الطرق، بل يشمل تطوير منطقة نزلة السمان وتغيير اسمها إلى قرية أبو الهول، لضمان حياة كريمة لسكانها.
الوصول إلى المنطقة: إجراء تطويرات شاملة في وسائل النقل في المنطقة سيؤدي إلى تغيير تجربة زيارة الأهرامات بالكامل. لو وصلت إلى مصر بالطائرة، فمن المفترض أن تستغرق رحلتك من مطار سفنكس الدولي إلى الأهرامات 20 دقيقة بالسيارة. أما لو كنت من الشخصيات المهمة فينتظرك مهبط للطائرات المروحية بسعة 4 مروحيات، وفق محيي الدين. ويمكنك الاستمتاع بمنظر الأهرامات من على بعد 10 كيلومترات إذا سلكت طريق خوفو من المهندسين. وقريبا سنكون قادرين على ركوب المترو والنزول أمام مدخل هضبة الهرم الجديد، إذ من المفترض بدء العمل على الخط الرابع للمترو بنهاية العام الجاري، حسبما ذكرت جريدة المصري اليوم الشهر الماضي.
لا مزيد من الطوابير الطويلة: ستحتوي منطقة الزائرين، ومساحتها 4 كيلومتر مربع بجوار المدخل الرئيسي على طريق الفيوم، على 12 شباكا للتذاكر بينها اثنين لذوي الاحتياجات الخاصة و6 للأجانب و3 للطلاب. وسيحتوي مركز المعلومات على قاعة ذات 150 كرسي لتقديم شرح مختصر للزائرين. ومن المقرر إنشاء 18 بازارا للهدايا ومقهى صغير، إضافة لمطعم وعيادة طبية ودورات مياه، وفق ما ذكره وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار والمسؤول عن المشروع. وجرى طرح بعض تلك الخدمات على المستثمرين بالفعل، طبقا لموقع الهيئة العامة للاستثمار.
ومن المقرر أن تتاح أتوبيسات وسيارات كهربائية لنقل الزائرين كل 5 دقائق من المدخل، حيث عليهم أن يتركوا سياراتهم قبل الدخول، كما سيمنع ركوب الخيل والجمال داخل المنطقة الأثرية مع الاكتفاء بها في الحديقة الخارجية، بحسب أبو العلا، في تصريح لإنتربرايز.
وداخل المنطقة الأثرية، ستتيح شركة أوراسكوم للتنمية مصر خدمة الاتصال بالإنترنت مجانا للزوار وكتيبات إرشادية إضافة لتدشين تطبيق هاتفي. وستتاح خدمات خاصة لكبار السن لضمان راحتهم. وستوفر الشركة بعض الخدمات الأمنية بينما تتولى وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للآثار تأمين الموقع العام والزوار والمناطق الأثرية والآثار.
وسيتم تدريب الحرفيين والبائعين ومالكي الخيول والجمال والمصورين من قبل الشركة وتوفير أكشاك خاصة لهم في مناطق محددة لضمان جودة المنتجات والخدمة ومعقولية أسعارها، وكذلك عدم مضايقة الزائرين، بحسب أبو العلا.
والأسبوع المقبل سنتناول المزيد من التفاصيل عن كيفية تنفيذ ذلك المشروع المهم والتحديات التي تواجهه وكيفية التغلب عليها. كما سنتناول أيضا وضع المشروع الآن والموعد المتوقع لانتهائه.