لماذا تضاعف وول ستريت استثماراتها المالية في الصين رغم خطابات قطع العلاقات مع بكين؟
لماذا تضاعف وول ستريت استثماراتها المالية في الصين رغم خطابات قطع العلاقات مع بكين؟ في حين أن الولايات المتحدة والصين تتناطحان في التكنولوجيا والتجارة، فإن الأسماء الكبيرة في وول ستريت مثل جي بي مورجان وجولدمان ساكس تعمل على توسيع عملياتها في الصين. ويزيد تفاؤل شركات التمويل الأمريكية بشأن الصين، التي لديها أكبر تجمع غير مستغل لرأس المال في العالم، منذ توقيع اتفاقية المرحلة الأولى التجارية، مما يوسع نطاق ما يُسمح للشركات الأمريكية بفعله. ويسمح التوقيع للشركات الأجنبية بإدارة أموال أي مستثمر وامتلاك حصة أغلبية في الشركات الصينية، بعدما لم يكن مسموحا لها في السابق سوى بإدارة أموال المستثمرين الأثرياء فقط وامتلاك حصص أقلية في الشركات المحلية، وهو ما يوضحه مقطع فيديو من وول ستريت جورنال (شاهد 05:16 دقيقة).
لكن الأمر ليس بهذه البساطة: يتعين على الشركات الأمريكية التنافس مع الشركات الصينية الموجودة أصلا في السوق والتي أظهرت هيمنتها في الأسواق العالمية. على سبيل المثال، تشكل أكبر 8 مؤسسات للأوراق المالية الصينية 40.3% من حصة السوق العالمية. وينبغي على الشركات الأمريكية أيضا الامتثال للقيود الصينية، مثل قانون الأمن السيبراني الجديد الذي يطالب الشركات الأجنبية بالاحتفاظ ببيانات العملاء داخل الصين، مما يجعلها عرضة للفحوصات الأمنية من الحكومة، وكذلك إجبارها على الموازنة بين مجموعة مختلفة من طرق حماية البيانات والقواعد للعملاء في أمريكا مقابل الصين، ناهيك بإمكانية الوقوع في مرمى النيران السياسية بين البلدين، كما كان الحال مع هواوي وتيك توك وبنك إتش إس بي سي.