إنتربرايز تشرح: تجارة الفائدة
إنتربرايز تشرح: تجارة الفائدة: استعادت تجارة الفائدة التي تعد واحدة من أهم الاستثمارات مرتفعة العوائد للمستثمرين الأجانب وكذلك وأحد أهم مكونات الاحتياطيات الأجنبية، نشاطها التي كانت عليه قبل جائحة "كوفيد-19". وأظهرت تجارة الفائدة مرونة في مواجهة التداعيات الاقتصادية لوباء "كوفيد-19"، وتمكنت من الارتداد خلال أشهر الصيف ما ساعد مصر في استعادة مكانتها كوجهة استثمارية مفضلة لمستثمري المحافظ الأجنبية.
ولكن ما هي تجارة الفائدة؟ المسألة شديدة البساطة. تجارة الفائدة هي عملية يقوم فيها مستثمرو المحافظ المالية بشراء أدوات مالية بعملات ذات سعر فائدة منخفض مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو الين الياباني، ثم استثمار هذه الأموال في شراء أدوات مالية بعملات ذات سعر فائدة مرتفع. ويجني المستثمرون أرباحهم من فارق سعر الفائدة عوائد كبيرة شريطة استقرار أسعار الصرف.
يبدو الأمر بسيطا من الناحية النظرية. في الواقع تنطوي عمليات تجارة الفائدة على مخاطر بالغة. فالأمور تزداد تعقيدا حينما تضع في الحسبان تقلبات سعر الصرف والتي يمكن أن تعزز مكاسبك أو تدفعك للخسارة. على سبيل المثال، ربما يختار المستثمر الاستفادة من فرق السعر بين الدولار الأمريكي بمعدل فائدة 0.25% مقابل الجنيه بفائدة 8.75% لتحقيق ربح 8.5% من سعر الصرف البالغ 15 جنيها لكل دولار. سيقوم المستثمر أولا بشراء 1000 دولار مثلا وتحويلها إلى 15 ألف جنيه مصري، أملا في تحقيق عائد قدره 8.5%. وربما تظل الأمور جيدة في حال استقرار سعر الصرف وأسعار الفائدة. لكن نادرا ما تظل أسعار الصرف مستقرة إذ تتحرك صعودا وهبوطا بشكل يومي. فإذا هبط الدولار بنسبة 10% أمام الجنيه المصري، سيكون بإمكانك شراء المزيد من الدولارات بالـ 15 ألف جنيه، وهو ما سيرفع عوائدك. أما إذا تراجعت قيمة الجنيه، فسيمكنك شراء كمية أقل من العملة الأمريكية التي بحوزتك من قبل، وهو ما سيؤدي إلى خسارة العملية.
مصر تعود مجددا كواحدة من أفضل الأسواق لتجارة الفائدة عالميا: قبل تفشي جائحة "كوفيد-19" في فبراير الماضي كانت مصر السوق الأفضل عالميا لتجارة الفائدة مع ثبات أسعار الفائدة. وبلغت مكاسب الجنيه حينها بعد عام من الصعود المتواصل نحو 13% أمام الدولار منذ بداية عام 2019. لكن نزوح استثمارات المحافظ الأجنبية في خضم الموجة البيعية التي ضربت الأسواق الناشئة مع تفشي الوباء في مارس وأبريل عصفت بكل هذه المكاسب، لكن سرعان من تبدلت الأمور لصالح مصر مجددا. وظل الجنيه مستقرا وساهمت حزم التحفيز التي أعلنها الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في زيادة شهية المستثمرين على الاستثمارات ذات العوائد المرتفعة في الأسواق الناشئة. وفي يونيو ويوليو عاودت حيازات الأجانب في أذون الخزانة المصرية الارتفاع للشهر الثاني على التوالي بعد تراجع لمدة أربعة أشهر، بفضل ارتفاع معدل الفائدة على أدوات الدين المحلية وانخفاض المخاطر نسبيا. وتعد تجارة الفائدة في مصر واحدة من الأكثر ربحية بين الأسواق الناشئة، مع تقديم أدوات الخزانة المصرية لنحو ضعف العائد المعدل للمخاطر.
للمزيد من المعلومات يمكنك الاستفادة من هذه الروابط:
- محاضرة عن تجارة الفائدة بقناة أكاديمية خان للمحاضرات الاقتصادية على يوتيوب
- بلومبرج وفايننشال تايمز
- لماذا يريد الجميع تداول الين؟
- حينما تخفق تجارة الفائدة