مستقبل الجامعات

سيغير "كوفيد-19" من شكل الجامعات الذي نعرفه، إذ أصبحت هناك حاجة ملحة لتسريع وتيرة التحول الرقمي الذي كان قد بدأ بالفعل ولكن بشكل متقطع وغير منظم. ووجدت الجامعات نفسها أمام عنصر المفاجأة الذي فرضه الواقع الجديد إلى جانب تحديات وعيوب نظام التعليم العالي، وفقا لمقال نشرته مجلة نايتشر. ويقول المقال إن مشهد الطلاب الجالسين في ساحات الحرم الجامعي أمام مباني الجامعة العريق قد يصبح شيئا من الماضي في ظل الجائحة.
وقد لا يشكل نظام التعليم عن بعد وفقط النموذج الأمثل للتجربة التعليمية الكاملة. ففي معظم الأحيان يكون جامدا ولا يستمر لفترة طويلة، فببساطة ليس من الجيد أن يقتصر الأمر على إرسال الدروس للطلاب، طبقا لنائب رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، سانجاي سارما. ويضيف أننا بالفعل في فترة تتسم بالقدرة غير المسبوقة على إتاحة المحتوى إلكترونيا، وزيادة ذلك لن يكون هو الحل بالضرورة.
ونحتاج مفاهيم جديدة عندما تستأنف الجامعات الدراسة في فصل الخريف المقبل، فهناك أمل في إتاحة تجربة "مختلفة جذريا"، طبقا لسارما. ويضيف أن التعليم يجب أن يكون "في الاتجاهين" موضحا أن المحاضرات عبر الفيديو وإتاحة المحتوى الدراسي إلكترونيا سيتوجان بالتواصل وجها لوجه بين الطلاب والأساتذة لضمان أن تكون التجربة "متبادلة".
ما الذي سيحمله المستقبل؟ على المدى الطويل قد تجد الجامعات نفسها تسرع في إدراك الواقع الذي بدأت معالمه تتضح بالفعل. وقد تغير بعض الجامعات المرموقة من اعتمادها على الطلاب الوافدين مع تراجع الدراسة في الخارج وتبدأ في الاعتماد على طلابها المحليين.
وقد يكون هذا هو الوقت لتأسيس نوع جديد من الجامعات. فيقول جمال الدين بنحيون، على موقع يونيفرستي وورلد نيوز، إن المشكلات التي سببتها الجائحة قد تشكل فرصة كبيرة "لدراسة إنشاء جامعة عالمية جديدة". وستشكل تلك الجامعة نموذجا للمستقبل وينتمي طلابها وأساتذتها لجميع بلدان العالم دون مراعاة للموقع الجغرافي.