الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 31 أغسطس 2020

الجدل حول شهادة الثانوية العامة البريطانية IGCSE يصل مصر .. وحالة غضب بين أولياء الأمور

الجدل حول شهادة الثانوية العامة البريطانية IGCSE يصل مصر .. وحالة غضب بين أولياء الأمور: تعرض نظام شهادة الثانوية العامة البريطانية IGCSE – ونظام اختبارات كامبردج الدولية CAIEلانتقادات حادة من أولياء الأمور في مصر والذين يشتكون من أن الخوارزمية التي استخدمت في البداية لحساب درجات الطلاب لهذا العام، بدلا من نظام الامتحانات، لم تكن سوى أداة عقاب أكاديمي للطلاب بعد أن أثبتت أنها غير دقيقة. وعقب موجة الغضب واسعة النطاق بين أولياء الأمور في بريطانيا، تخلت إلى حد كبير مؤسسة اختبارات كامبردج الدولية والجهات الأخرى المسؤولة عن امتحانات الثانوية العامة البريطانية، عن الخوارزميات الخاصة بها، في خطوة مثلت انعكاسا جذريا لسياساتها، لتختار بشكل أساسي استخدام نظام الدرجات التي يتوقعها المعلمون بدلا من ذلك.

تسبب هذا الأمر في التشكيك في مدى موثوقية درجات IGCSE بعد استخدام الخوارزمية ثم استبعادها – وأيضا من خلال استخدام الدرجات التي يتوقعها المعلمون أنفسهم. وأصدرت مؤسسة كامبردج ما يزيد عن 950 ألف نتيجة في 11 أغسطس لما يقرب من 4 آلاف مدرسة في 139 دولة، وفقا لموقع TES. وتقوم أكثر من 140 مدرسة في مصر بإعداد الطلاب من أجل خوض امتحانات IGCSE، وفقا للمجلس الثقافي البريطاني، والذي يتعاون مع جهات بريطانية في منح تلك الشهادات.

ما حدث هذا العام هو أن كامبردج ألغت امتحانات شهر يونيو في مارس الماضي بسبب فيروس "كوفيد-19". ومثل هذا الأمر مشكلة بشكل خاص لطلاب الصف الثاني عشر الذين يعتمدون على مقرر شهر يونيو 2020 لإجراء أو إعادة إجراء الامتحانات الخاصة بالالتحاق بالجامعة، وفقا لما قالته منار محمد، ولية أمر أحد الطلاب. وأوضح نائب مدير أحد المدارس الخاصة في مصر أنه طُلب من المدارس تقديم الدرجات المتوقعة، مدعومة بأدلة مثل أوراق الامتحانات السابقة أو مذكرات الطلاب أو أي أعمال أخرى أنجزت بالفعل. وتابع: "لقد أخذنا هذا الأمر على محمل الجد، وقدمنا الدرجات التي شعرنا أنها تمثل طلابنا بشكل عادل، في حين اكتفت بعض المدارس الأخرى بإرسال درجات مرتفعة ". ومن أجل توحيد معاييرها، قامت كامبردج – مثل بقية هيئات الامتحانات الأخرى البريطانية، والبكالوريا الدولية، ومؤسسة Ofqual التي تعد الهيئة التنظيمية للامتحانات في إنجلترا – بتطبيق الخوارزميات الخاصة بشهادة IGCSE والتي أدت إلى انخفاض معظم الدرجات التي يتوقعها المعلمون. ويشتكي أولياء الأمور والمعلمون من أن الخوارزمية أدت أيضا إلى حدوث اختلالات، إذ تلقى العديد من الطلاب في البداية نتائج مختلفة تماما عما يستحقونه، حسب قولهم.

فلماذا تتحمل كامبردج الجزء الأكبر من الانتقادات؟ كانت كامبردج أول من طور نظام اختبارات شهادة الثانوية العامة البريطانية. وعلى الرغم من أن مؤسستي OxfordAQA وPearson EdExcel تقدما هذه الشهادة أيضا، فإن الشهادة التي تقدمها كامبردج ما زالت الأكثر شعبية في مصر، وفقا لما قالته مصادر لنا. كما أن كامبردج تنشر نتائج اختبارات الثانوية العامة البريطانية قبل الآخرين، لذلك عدلت كل من مؤسسة أوكسفورد وبيرسون هذا العام آليات التقييم الخاصة بهما عقب الانتقادات التي تعرضت لها كامبردج.

كانت الخوارزمية سببا في حدوث مشكلات لأنها أصدرت درجات منخفضة للغاية. وعلى الصعيد العالمي، كان الطلاب المتفوقون يتوقعون أن يحصلوا على درجة ممتاز A ولكن الخوارزمية كانت في الغالب تمنحهم درجة جيد C أو مقبول D، وفقا لموقع TES. وقال نائب مدير المدرسة الخاصة إن حوالي 15 طالبا من أصل 170 طالبا خفضت الخوارزمية تقييماتهم بأكثر من درجتين، في حين كانت هناك تخفيضات أو زيادات طفيفة في درجات باقي الطلاب أو لم تشهد درجاتهم تغيير عن تلك التي توقعها المعلمون. وتابع: "ولكن لم يكن هناك نمط محدد، ولم يوجد هناك طريقة لمعرفة سبب خفض درجات الطلاب بهذه الطريقة".

واعتمدت الخوارزمية بشكل كبير على السجلات السابقة للمدارس والخاصة بشهادات IGCSE، إذ نظرت إلى الأعمال السابقة للطلاب، ولكنها استندت أيضا إلى نتائجهم المدرسية السابقة، مصنفة حسب المادة، وفقا للصحافة البريطانية. ويقول ماثيو توبليس، مدير مدرسة الألسن البريطانية، إنه حتى مدرسة الألسن، والتي لديها سجل حافل بنتائج IGCSE الممتازة، شهدت اختلالات في المواد الجديدة، والتي لم تكن بياناتها الأخرة على نحو مماثل من القوة. وتابع: "مشكلتي هي أننا رأينا أولادنا تخفض درجاتهم بثلاثة مستويات، لدرجة أن تلك الدرجات لم تكن معبرة بالمرة عن قدراتهم". وقال نيل روسكيلي، الرئيس التنفيذي لرابطة المدارس المستقلة في بريطانيا، "يبدو أن الخوارزمية تزيد النتائج داخل المادة الواحدة على أساس ما تعتقد أنه النمط التاريخي للمدرسة. ولهذا، فإذا توقعت إحدى المدارس درجات جيد جدا B وجيد C في مادة ما في مجموعة عام واحد، ولكن قبل ثلاث سنوات حصل شخص ما على U، فإن U سيجري تضمينها في الحسابات". ويمكن لهذا الأمر أن ينطبق على كلا الاتجاهين انخفاضا وارتفاعا. وقال: "لذلك ينتهي بك المطاف بهذه النتائج الغريبة."

الخوارزمية سيئة السمعة أصبحت إلى حد كبير غير مفعلة واستبدلت بنظام الدرجات التي يتوقعها المعلمون، ولكن حتى ذلك كانت له مشكلاته الخاصة به، بما في ذلك الاعتماد على "ميثاق الشرف". يرى كل من توبليس ونائب المدير أن غياب المساءلة والضغوط المفروضة للحصول على النتائج يمكن أن تدفع بعض المدارس إلى تضخيم الدرجات المتوقعة. وقالت إحدى أولياء الأمور إن مدرسة ابنها أمرت الطلاب باستخدام عينة الإجابات الخاصة بأوراق الامتحانات السابقة. ويقول روسكيلي إن بريطانيا تعتبر هذا الأمر ممارسة خاطئة، والمدرسة التي يثبت ارتكابها لذلك الأمر يمكن أن يسحب ترخيصها لتقديم شهادات IGCSE. وأشارت بعض المصادر إلى أن ليس كل طالب ملتحق بمدرسة في مصر للحصول على شهادة IGCSE يحضر الفصول الدراسية بانتظام، مما يجعل تقييم المعلمين أمرا صعبا.

كما أنه لم يكن هناك أي وسيلة خارجية للتحقق، فنظرا للظروف الاستثنائية التي شهدها عام 2020، من المحتمل أن ما بين 10 إلى 20% من المدارس لديها مجموعات أقوى أو أضعف من الطلاب الذين لا تتناسب نتائجهم مع الخوارزمية. ويرى روسكيلي أنه كان ينبغي على تلك المدارس أن تكون قادرة على أن تظهر لمؤسسة كامبردج الأدلة التي طلبتها في البداية، لتدعم توقعات الدرجات التي تباينت بشكل كبير عن الخوارزمية. وبدلا من ذلك، تقول عدة المدارس إن كامبردج لم تنظر حتى في الأدلة. ورفضت كامبردج التعليق على تلك المزاعم.

البعض يشعر أن كامبردج كافأت المدارس التي ضخمت الدرجات: يرى روسكيلي أن بعض المدارس التي منحت طلابها درجات واقعية، على أمل أن يكون لدى كامبردج معايير عادلة، قد خاب ظنها وعرضت طلابها للظلم، إذ لا يمكنها الاعتراض على الدرجات التي قامت هي بإصدارها، في حين أن المدارس الأخرى التي ضخمت الدرجات الخاصة بطلابها قد أفلتت بفعلتها.

العملية برمتها جعلت المعلمين وأولياء الأمور يشككون في نزاهة عمليات كامبردج، إذ أن حالة عدم اليقين بشأن العدالة في منح الدرجات جعلت قيمة شهادة IGCSE محل تساؤل، وتقول ولية الأمر منار محمد إنها لم تعد توصي بها، وإن هناك العديد الذين يشاركونها وجهة النظر هذه. وتوجد مجموعة على منصة فيسبوك، تحت اسم "الشهادة البريطانية تستغيث"، وتضم 11600 عضوا من أولياء الأمور، والذين تقدموا بتظلم ضد نظام اختبارات كامبردج الدولية وطالبوا بالوقوف في مظاهرة سلمية أمام المجلس الثقافي البريطاني.

يشعر أولياء الأمور أن القيمة التي تمنحها الشهادة البريطانية أصبحت غير مؤكدة، لا سيما بالنظر إلى التكلفة الخاصة بها، إذ قد يدفع أولياء الأمور ما بين 80 إلى 200 ألف جنيه كي يحصل أولادهم على شهادة الثانوية البريطانية، وهو ما يتحدد وفق المواد التي يدرسونها والمدرسة التي يلتحقون بها، وفقا لما قالته منار محمد.

كان يجب على مؤسسة كامبردج أن تجد طرقا أخرى لتقييم الطلاب، مثل إجراء الاختبارات عبر الإنترنت أو في الأماكن المفتوحة، كما فعلت الصين، وفقا لما قالته ولية الأمر. وأضافت "كان ينبغي عليهم أن ينظروا إلى السياق، وأن يسألوا كل دولة على حدة عما تفعله بأنظمتها الوطنية. إن اتباع نهج واحد لمختلف السياقات لم يفلح".

فلماذا لم تقدم كامبردج الاختبارات عبر الإنترنت؟ هذا هو السؤال المهم: لم تجب كامبردج مباشرة على هذا السؤال، ولكنها طلبت من المدارس قبل عدة أشهر أن تطلعها على مدى جاهزيتها لإجراء الاختبارات عبر الإنترنت، وفقا لما قاله توبليس، والذي يرى أنه في حال كانت هناك موجة ثانية من جائحة "كوفيد-19" وأجريت الاختبارات عبر الإنترنت كبديل لنهج هذا العام، فسيكون لديها مزايا محددة. وتابع: "لكنني سأكون قلقا بشأن الأمانة الأكاديمية، إذ يجب أن تكون التكنولوجيا خاصة للغاية".

أو عقد الامتحانات داخل المدارس مع اتباع الإجراءات الاحترازية، كما فعلت مصر بالنسبة للثانوية العامة، عندما أجريت الامتحانات. لنحو 670 ألف طالب من المدارس الحكومية والخاصة، و128 ألفا آخرين من المدارس الأزهرية في يونيو الماضي، وسط إجراءات مشددة للتباعد الاجتماعي والتعقيم. وبلغ معدل النجاح في امتحانات الثانوية العامة 81.5%، ولم يكن هناك أي دليل على أن الامتحانات أدت إلى المزيد من حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19". وترى منار أن النظام الحكومي في مصر أثبت أنه أكثر قوة ومرونة في تقييماته من اختبارات كامبردج الدولية.

وتظل هناك أسئلة مهمة بحاجة إلى إجابة، بما في ذلك ما إذا كان القبول بالجامعات سيتأثر بما حدث، وما إذا كان مستقبل نظام شهادة IGCSE بات الآن في خطر. وقال توبليس: "ما يقلقني هو ما يعنيه هذا بالنسبة للنظام في السنوات المقبلة، وللمقارنات مع مجموعات سابقة أو مستقبلية". ويرى كذلك أن نظام IGCSE ما زال بمثابة "معيار الذهب" للتعليم، ولكن هذا يثير التساؤل عما إذا كان النظام يفي بالغرض أم لا.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).