تصاعد حدة التوترات بشرق المتوسط مع إجراء تركيا لمسح سيزمي في منطقة متنازع عليها مع اليونان
تصاعد حدة التوترات بشرق المتوسط مع إجراء تركيا لمسح سيزمي في منطقة متنازع عليها مع اليونان: أرسلت تركيا أمس سفينة لإجراء مسح سيزمي بمنطقة شرق المتوسط، بعد أيام من الاتفاقية التي وقعتها مصر واليونان لترسيم الحدود البحرية بينهما وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للدولتين بتلك المنطقة المتنازع عليها. وأصدرت البحرية التركية إخطارا جاء فيه أن السفينة التركية أوروتش رئيس ستجري مسحا سيزميا في المنطقة المتنازع عليها مع اليونان بشرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما وصفته وزارة الخارجية اليونانية بالأنشطة الاستفزازية وغير القانونية، وفقا لرويترز.
التنازع بين تركيا واليونان على المناطق التي بها احتياطيات كبيرة للغاز الطبيعي كانت لفترة كبيرة وما زالت مصدرا للتوترات بينهما، إلا أن تلك التوترات زادت حدتها في الأشهر القليلة المقبلة بعد أن عززت أنقرة من جهودها للتنقيب عن الغاز. وقوبلت الأنشطة التركية في المياه القبرصية المتنازع عليها، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها تركيا مع ليبيا لإنشاء منطقة مشتركة بينهما، بالرفض من كل من مصر واليونان وقبرص، والتي أعلنت أيضا عن تبعية تلك المناطق البحرية إليها.
وأصبحت مصر الآن طرفا مباشرا في الصراع، إذ أشارت تقارير صحفية الأسبوع الماضي إلى أن المنطقة التي تقع داخل المنطقة الاقتصادية المشتركة بين مصر واليونان بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين تتقاطع مع المنطقة المتنازع عليها مع تركيا وليبيا، وذلك في محاولة لمنع أنقرة من زيادة نفوذها على احتياطي المنطقة. ويبدو أن التوترات قد خفت حدتها بعد أن تمكنت ألمانيا من إقناع تركيا بوقف عمليات المسح السيزمي والالتزام بالتفاوض مع اليونان، إلا أن أنقرة سرعان ما تخلت عن المسار الدبلوماسي بعد إعلان مصر واليونان عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما، لتعلن بعدها أنها ستواصل أعمال التنقيب عن الغاز وتنهي بذلك الآمال بشأن مواصلة المباحثات.
وفي خطوة تزيد من اشتعال الموقف، أعلنت تركيا عن البدء في تدريبات بحرية قبالة سواحل جزيرتين يونانيتين، وهو ما وصفته بلومبرج بأنه إجراء يعكس عدم استعداد أنقرة للتخلي عن مطامعها البحرية.
وسارع وزراء الخارجية في مصر واليونان وقبرص إلى إجراء اتصالات هاتفية لبحث آخر المستجدات بشرق المتوسط، وفقا لما جاء في تغريدة لوزارة الخارجية القبرصية، على موقع تويتر.
وقالت اليونان في البيان الصادر عن خارجيتها إنها لن تقبل أي ابتزاز، كما أنها ستدافع عن سيادتها وحقوقها السيادية. وطالبت اليونان تركيا بالتوقف الفوري عن أية أنشطة غير قانونية، والتي وصفتها بأنها تقوض السلام والأمن بالمنطقة.
ووضعت اليونان قواتها في حالة تأهب، إذ قال وزير الدولة اليوناني جورج جيرابتريتس، للتلفزيون الرسمي إن غالبية الأسطول اليوناني على أهبة الاستعداد في الوقت الحالي للتحرك في أي مهمة حيثما دعت الحاجة، وإنه سيجري تعزيز تلك القوات إذا لزم الأمر، وفقا لوكالة أنباء أسوشيتد برس.