روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) أيمن حقي الرئيس التنفيذي ومؤسس ذا تراي فاكتوري
أيمن حقي الرئيس التنفيذي ومؤسس ذا تراي فاكتوري: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أيمن حقي الرئيس التنفيذي ومؤسس ذا تراي فاكتوري.
اسمى أيمن حقي، وأنا أفخر بكوني زوج وأب لطفلة صغيرة جميلة. أنا مؤسس مجموعة ذا تراي فاكتوري، وهي شركة تتخذ من القاهرة مقرا لها متخصصة في تنظيم الأحداث الرياضية في جميع أنحاء مصر. لطالما كنت شغوفا بالرياضة وكبرت وأنا أمارس لعبة التنس وكرة الماء في وقت لاحق، وفزت ببطولة الدوري لنادي الجزيرة الرياضي، والذي أفخر حاليا بعملي فيه كأصغر عضو في مجلس إدارته.
وقادتني إصابة سيئة في الركبة منذ 10 سنوات إلى اكتشاف شغف جديد وهو رياضة الترياثلون وهي رياضة ثلاثية تجمع بين الجري وركوب الدراجة والسباحة. فكوني لاعبا سابقا لكرة الماء، وحماسي للرياضة بشكل عام، كان من الصعب مواجهة حقيقة أنني مضطر إلى التوقف عن الرياضة التلامسية وإيجاد بديل. كانت تجربتي الأولى مع الترياثلون في 2011 أثناء زيارتي إلى ترينيداد وتوباجو في مهمة عمل مع شركة بي بي التي كنت أعمل بها آنذاك. سباق واحد فقط ثم تحولت إلى مدمن للترياتلون.
قررت تشكيل فريق للترياتلون وسميته Train for Aim، وبدأت التدريب على السباقات مع مجموعة مع الرياضيين الهواة. كانت هذه الخطوة هي نواة عملي الحالي. توسعت المجموعة بسرعة وسافرنا إلى جميع أنحاء العالم للمشاركة في منافسات التحمل، وهو ما دفعني إلى التساؤل عن سبب افتقار مصر إلى سباقات التحمل الجيدة كهذه. وقررت في نهاية المطاف تنظيم أول سباق ثلاثي (ترياثلون) في الجونة في صيف عام 2014، أعقبه أول سباق ترياثلون في سهل حشيش في شتاء نفس العام. وهنا أدركت أنني بنيت شيئا مميزا وقررت ترك وظيفتي لتأسيس ذا تراي فاكتوري. وتمتلك ذا تراي فاكتوري اليوم فريق إدارة قوي وتنظم فعاليات رياضية ضخمة في مصر مثل "نصف ماراثون الأهرامات" ومهرجان سهل حشيش لرياضات التحمل وتاف مادر مصر Tough Mudder Egypt.
أنا مسؤول عن إدارة الفريق ونمو أعمال الشركة بصفتي الرئيس التنفيذي. أعمل بشكل وثيق مع فريق من 10 مديرين وموظفين لتطبيق المعايير الدولية في جميع السباقات الخاصة بنا وتنظيم أفضل فعاليات رياضية في مصر.
في الأيام العادية، أحاول الحصول على أكبر قسط ممكن النوم حتى توقظني ابنتي حوالي الساعة السابعة صباحا وة الثامنة لو كنت محظوظا. أقضي بعض الوقت مع عائلتي في الصباح، أتناول الفطور ونلعب معا ثم أوجه تركيزي إلى العمل وقضاء بضع ساعات على اللاب توب والتليفون في المنزل. وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا أقرأ نشرة إنتربرايز لمطالعة الأخبار. وفي الأيام التي أحتاج فيها إلى التركيز الكامل أتوجه إلى مكتبنا الشاغر حاليا لإنجاز أعمالي. في المساء، أستمتع بالركض أو ركوب الدراجة حول الزمالك مع الأصدقاء.
العمل من المنزل كان صعبا للغاية بالنسبة لي. فعادة لا يوجد لدي روتين صارم وأنا دائم الحركة كل يوم ما بين إدارة فعالياتنا أو البحث عن أماكن جديدة وحضور الاجتماعات.
من الواضح أن هناك الكثير من العوامل التي تتسبب في التشتيت في المنزل، ولأكون صريحا ليس من السهل التركيز على المهام لفترة طويلة من الوقت، لذلك أحاول بدلا من ذلك العمل في عدة فترات قصيرة خلال النهار أو أحاول أنا أجعل كل من في المنزل يخلدون إلى النوم مبكرا قدرا الإمكان كي أعمل في الليل.
وكشركة لتنظيم الفعاليات، كان من الصعب القيام بعملنا المعتاد أثناء فترة الإغلاق، لكننا أطلقنا سلسلة من السباقات الافتراضية تحت اسم ماراثون stay safe وأثبتت هذه السباقات شعبيتها واجتذبت مئات المشاركين. ففي السباقات الافتراضية، يشارك المتسابقون عن بعد باستخدام الهواتف الذكية أو الأدوات التي تسمح لنا نحن كمنظمين بتتبع المسافة التي يقطعونها ومستوى تقدمهم وعند انتهاء التحدي نقوم بإرسال ميدالية للفائز إلى نزله. وتضمنت العديد من سباقات ماراثون Stay safe اللاحقة مبادرات خيرية نفخر بها. وبالإضافة إلى سباقاتنا الافتراضية، تمكننا أيضا من تطوير وإطلاق فعاليات جديدة للمستقبل والتي نأمل تنظيمها على أرض الواقع مطلع أكتوبر المقبل.
أعتقد أن العمل من المكتب من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء لم ينته بعد، لكن يبدو أن الاتجاه العام يتحرك في مسار جديد. ربما أدرك الأشخاص أخيرا أن النجاح لا يتعلق بعدد الساعات التي يقضونها في العمل وإنما جودة العمل الذي يقدمونه. في المستقبل أعتقد أن الشركات ستعرض على الموظفين مزيجا جديدا يتسم بالمزيد من المرونة والمساءلة، مما يتيح لهم بتحقيق التوازن بين الحياة والعمل بأمان وبشكل مناسب، مع ضمان تحقيق المنجزات ومؤشرات الأداء الرئيسية.
لقد كنا محظوظين في ذا تراي فاكتوري لأننا كان لدينا بالفعل خبرة في تنظيم الفعاليات الافتراضية. فخلال شهر رمضان في السنوات السابقة، قمنا بتنظيم ماراثونات الجري الافتراضية، ولذلك تمكنا بسرعة من البناء على الفكرة بمجرد بدء الإغلاق بسبب "كوفيد-19".
مع امتلاكي لمزيد من الوقت، قررت توظيف المعرفة والخبرة في ريادة الأعمال التي بنيتها على مدار الخمس سنوات الماضية للمساهمة في مشروعين جديدين: لقد ساعدت في تأسيس تطبيق دكتور أونلاين، وهو عبارة عن تطبيق طبي جديد يوفر تجربة زيارة العيادات الافتراضية من خلال الهواتف الذكية، أسسه الدكتور محمود عبد الحكيم أحد شركائي في العمل. وشاركت أيضا في تأسيس ليلا أوليف أويل مع زوجتي دينا ترجم وشريك آخر هو سيف فوزي، لإنتاج زيت زيتون بكر معصور على البارد من مزارع عائلتي.
أنا في الواقع من كبار المعجبين ببودكاست إنتربرايز Making It، وبصفة عامة أحب قراءة ومشاهدة قصص النجاح والسير الذاتية، خاصة في مجال الرياضة لأنها حقا ملهمة بالنسبة لي. وخلال فترة الإغلاق، استمتعت بمشاهدة سلسلة الأفلام الوثائقية "الرقصة الأخيرة" The Last Dance عن نجم السلة الشهير مايكل جوردن. واستمتعت أيضا بقراءة Open الذي يتناول السيرة الذاتية لأسطورة التنس الأمريكي أندريه أجاسي، وShoe Dog الذي كتبه فيليب نايت، مؤسس شركة نايك.
أتوق شوقا للبدء في في تنظيم الفعاليات من جديد ولم شمل جميع المشاركين. قبل الإغلاق مباشرة، نظمنا أكبر حدث لنا حتى الان وهو سباق "نصف ماراثون الأهرامات" والذي حضره أكثر من 4000 مشارك من أكثر من 80 دولة، ونحن متحمسون للعودة إلى هناك والبناء على هذا النجاح الكبير.
أحد أهم الفعاليات التي كنا نتطلع إليها طوال العام كان النسخة العاشرة من مهرجان سهل حشيش لرياضات التحمل وهو حدث مهم بالنسبة لي شخصيا وللشركة ككل، ونتطلع لتنظيمه في الأشهر القليلة المقبلة.