روتيني الصباحي (للعمل من المنزل): فرانسيس ريتشاردوني رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة
فرانسيس ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة الأسبق ورئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة: روتيني الصباحي (للعمل من المنزل) فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع فرانسيس ريتشاردوني، رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة حاليا وسفير الولايات المتحدة الأسبق في البلاد.
اسمي فرانسيس ريتشاردوني، وأنا رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة. وأنا شخص دائم الشعور بالسعادة بالمكان والزمان الذين أتواجد بهما، فبحكم عملي عملت بمصر سابقا ولدي اهتمام واسع بالمنطقة، وتقدير كبير للبلد وإمكانياتها الهائلة التي تتجلى لي في أهلها يوميا. وعلى الصعيد الشخصي أنا أب لبنتين بينهما خريجة من الجامعة الأمريكية في القاهرة وتعيش حاليا في الأردن، بينما تعيش الأخرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ووسط عائلتي، فأنا الأقل حصولا على شهادات تعليمية، فأنا حاصل على بكالوريوس بينما زوجتي وإحدى بناتي حصلا على الدكتوراة بينما حصلت الأخرى على الماجستير من الجامعة الأمريكية في القاهرة.
يبدأ يومي عادة في السابعة صباحا، ولكن يعتمد ذلك على موعد ذهابي للفراش لأنني مهتم حاليا بالحصول على عدد سبع ساعات كاملة من النوم. ومع الأحداث الجارية بدأت أهتم أكثر بالصحة البدنية. أبدأ الصباح بنظرة خاطفة على البريد الإلكتروني ولكنني لا أسمح لنفسي بالانخراط في هذه الدوامة من الرسائل، ثم أقوم بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل، عادة أمارس المشي السريع يوميا لمسافة بين 3 و6 كيلومترات. بعد ذلك أتناول إفطارا خفيفا وبعض القهوة مع بداية اليوم.
ونشرة إنتربرايز هي واحدة من الرسائل التي أقرأها مبكرا في اليوم. ويعلم فريقي للعمل أني أقوم بتمرير الأخبار والفيديوهات الواردة بنشرة إنتربرايز والتي تهم أنواع مختلفة من الناس. وعندما عملت كسفير للولايات المتحدة في مصر خلال مستهل الألفية الثالثة كان لدينا نظام داخلي لمتابعة أهم الأخبار ووسائل الإعلام المحلية، وهو ما تقوم به إنتربرايز اليوم بدرجة أعلى من الرصد.
وبعد انتهائي من الرسائل الإلكترونية يمتلئ يومي بالاجتماعات. وأقوم بمعظمها حاليا عبر تطبيق زووم وكل فترة أجتمع بشكل شخصي مع فريقي في الجامعة وهو مكان مناسب جدا للاجتماع مع الاحتفاظ بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية. ولدينا العديد من المساحات المفتوحة بحرم الجامعة ولدينا قاعات مؤتمرات مصممة للاجتماعات الكبيرة، ويمكن إجراء الاجتماعات الصغيرة بها حاليا لضمان التباعد الاجتماعي. وتنصب الكثير من حواراتنا الآن على الاستعداد لما سنفعله في المرحلة المقبلة، فنحن قمنا بتدريس الفصل الدراسي الربيع الماضي عبر الإنترنت، بعد 5 أو 6 أسابيع من التدريس داخل الجامعة، وندرس حاليا تكرار التجربة في الفصل الدراسي بالخريف المقبل. ولا نعلم تحديدا هل سيكون هناك تعامل جسدي خلال الفصل الدراسي من عدمه أو إلى أي درجة.
وعلى الرغم من تقديرنا للتقدم التكنولوجي إلا أن هناك الكثير مما يشمله التفاعل الحقيقي والتلقائي الذي يمنحه التواجد الجسدي في نفس المكان مع آخرين. كما أنني مشتاق للكم الكبير من الأنشطة الطلابية التي أبقت على حيوية ونشاط الحرم الجامعي يوميا. ومنحني تواجد "واتسون هاوس"، وهو مقر إقامة الرئيس، داخل الحرم الجامعي فرصة المشاركة في الأنشطة الطلابية وبينها أنشطة خيرية وحفلات الزفاف للأيتام والتنظيم المؤتمرات وجلسات النقاش والحفلات الموسيقية. ومنحني ذلك فرصة التفاعل والحديث مع الطلاب.
هناك العديد من الكتب على قائمة ما أنوي قراءته، والعديد منها تدور حول مصر والقاهرة، وهي وسيلة مفضلة لي للتعلم بشأنها. وآخر إضافة لتلك القائمة كتاب "أولاد الناس" للأستاذة في قسم اللغويات التطبيقية في الجامعة، ريم بسيوني. أستطيع قراءة العربية ولكن أبذل مجهودا أكبر وأستعين بالمعجم بعض الأوقات. ومن بين كتبي المفضلة "العاقل" و"الإنسان الإله" ليوفال نوح هراري، إضافة لكتاب مئوية الجامعة الأمريكية في القاهرة، الذي يحوي قصصا قصيرة وشيقة عن تاريخ الجامعة.
ومع عودة الحياة لطبيعتها أكثر ما أتطلع إليه هو التفاعل الشخصي مع البشر إضافة للطيران لأستطيع مقابلة ابنتي في الأردن وبقية الأسرة في الولايات المتحدة.