المستثمرون في قطاع الرعاية الصحية بمصر يشتكون من التعقيدات التشريعية وضعف العائد على الاستثمار بالقطاع الصحي
المستثمرون في قطاع الرعاية الصحية في مصر يطالبون بتشريعات لتحفيز الاستثمار: تعتبر التعقيدات التشريعية أحد أكبر المعوقات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية في مصر، وفقا لما قاله مستثمرون ومسؤولون في القطاع، خلال ندوة عبر الإنترنت عقدتها أمس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال. وأشار نائب رئيس الوزراء الأسبق زياد بهاء الدين الذي أدار الندوة إلى الصعوبات التي يضعها الإطار التشريعي الحالي أمام الراغبين الاستثمار في هذا القطاع من غير الأطباء، مما يثني بعض المستثمرين عن خططهم في وقت ينبغي فيه أن تزداد جاذبية هذا القطاع.
هناك عقبة رئيسية أخرى، وهي ضعف الهوامش الربحية، حسبما يرى سامر يسه، رئيس قطاع الاستثمار المباشر في المجموعة المالية هيرميس. وأشار يسه إلى أن مستثمري القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية بشكل عام يستهدفون تحقيق عائد على الاستثمار قدره 20%، في حين يبلغ العائد في مصر حوالي 18%، وهو ما يثني البعض عن تكبد مخاطر القيام باستثمارات جديدة. وكان مقدمو الرعاية الصحية الخاصة في مصر قد اشتكوا الشهر الماضي من أن نظام التسعير الإلزامي الذي وضعته وزارة الصحة لعلاج حالات "كوفيد-19" في المستشفيات الخاصة سيؤدي إلى تكبدها خسائر. ووافقت الوزارة بعد ذلك على زيادة التسعيرة الجبرية بنسبة 20%.
الوباء تسبب في تغيير أولويات الاستثمار بما في ذلك الاتجاه نحو تقديم الخدمات الطبية عن بعد، حسبما صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات كليوباترا أحمد عز الدين. وأشار عز الدين إلى أن هذا التحول يستلزم أكثر من مجرد التواصل مع الطبيب بشكل افتراضي، وقال عز الدين إن العلاج عن بعد هو أمر شديد الأهمية، وإن إدارة البيانات الضخمة والمكالمات عبر الفيديو والاستشارات عن بعد أصبحت هي عنوان اللعبة.
لا داع للتخوف من الاندماجات داخل القطاع: دعا المشاركون الحكومة لتشجيع دمج الشركات في قطاع الرعاية الصحية لفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات الخاصة بالقطاع. وقال رئيس قطاع الاستثمار في سامكريت سامح جبرة إن هناك تخوفا من ظهور تكتلات في القطاع الصحي … علينا أن نشجع الدمج والاستثمار المباشر وعدم التخوف من استحواذ تلك التكتلات على عدد من الأسرة، مشيرا إلى أن عدد الأسرة بالمستشفيات الخاصة قليل مقارنة بإجمالي عددها في البلاد.
الموجة الثانية من تفشي جائحة "كوفيد-19" أمر مؤكد، لكننا أصبحنا أفضل استعدادا لمواجهتها، بالنظر إلى التحسينات الكبيرة التي شهدتها البنية التحتية لقطاع الصحة في البلاد على مدى الأشهر الأربعة الماضية وهي الآن مجهزة للتعامل مع حالات الإصابة، وفقا لما قاله عز الدين. وأشار أيضا إلى أن مستشار الرئيس للشوون الصحية محمد عوض تاج الدين ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة حسام حسني كانا قد ألمحا إلى أن الموجة الثانية من الوباء ستكون أقل ضراوة.