أسوأ الحملات الإعلانية

لم يكن مسؤولو التسويق في تلك الشركات في وعيهم عندما أطلقوا تلك الحملات الإعلانية. وتعدت تلك الإعلانات الفشل ليتسم بعضها بالعنصرية من ناحية، والتمييز ضد النساء من ناحية أخرى ولم تراع بعضها الأزمات الثقافية والاجتماعية للمشاهدين لها حول العالم. ومن المذهل كيف استطاعت تلك الإعلانات أن تتعدى طور الأفكار لطور التنفيذ والعرض، لتضرب نموذجا عن الفشل في استطلاع الذوق العام.
كيندال جينر تتمكن من حل المشكلات الاجتماعية في الولايات المتحدة.. بعبوة واحدة من بيبسي. في عام 2017 سعت شركة بيبسي من خلال عارضة الأزياء كيندال جينير لتسجيل نقاط في عالم النشطاء السياسيين والاجتماعيين. وتقوم جينر في الإعلان بقيادة مجموعة من المتظاهرين بشكل ساذج عبر حاجز وضعته الشرطة وسط الطريق وتتمكن من النفاذ عبره بتقديم عبوة من بيبسي لأحد رجال الشرطة. ويبدو أن الإعلان كان يأمل في إعادة لقطة متظاهر ميدان تيانانمين في بكين الذي واجه بشجاعة دبابة سعت لفض مظاهرة مناهضة لحكومة الصين منذ حوالي 30 عاما. وحقق الإعلان ردود فعل سيئة من الجمهور الأمريكي الذي سخر من إمكانية أن تقضي رشفة واحدة من بيبسي على قضايا شائكة في الولايات المتحدة بينها عنف الشرطة والعنصرية وغيرها، وسرعان ما لجأت جينر وبيبسي للاعتذار عن الإعلان.
نحن في عام 2020.. ولا يزال بعض المعلنين لا يراعون الإيحاءات العنصرية عند الترويج لمنتجاتهم. هذا هو ما حدث لعملاق صناعة السيارات الألمانية، شركة فولكس فاجن، في الإعلان الذي ظهر على صفحتها على إنستجرام في مايو الماضي. ويظهر الإعلان يد بيضاء تقوم بحمل رجل أسود وإزاحته بعيدا عن السيارة الحديثة من طراز جولف. وجاء الإعلان وسط فترة حساسة فيما يتعلق بالتظاهر في الولايات المتحدة وحول العالم نصرة لحقوق ذوي البشرة السوداء في مواجهة عنف الشرطة. وأوضحت "فولكس فاجن" أن الإعلان أسيء فهمه في البداية، قبل أن تقرر سحبه من حساباتها في وقت لاحق تحت ضغوط.
وتكرر الأمر مع عملاق صناعة الجعة الهولندي، شركة هينيكين، والتي قامت بسحب إعلان آخر منذ عامين بسبب اتهامات بالعنصرية كان أبرزها من مغني الراب تشانس. ويظهر الإعلان عاملا في إحدى الحانات يمرر زجاجة من الجعة الشهيرة لسيدة من ذوي البشرة البيضاء مرورا بعدد من أصحاب البشرة السوداء ليختتم الإعلان بشعار "الأفتح أفضل".
إعلان تمييزي ضد النساء من "بروكتر أند جامبل": هذه المرة أعطت الشركة العالمية الأكبر لصناعة المنظفات إشارة سلبية للغاية في إعلان لها عام 2011. ونصح إعلان "مستر كلين"، وهو منظف تابع للشركة، السيدات بالعودة "للدور الأهم لهن" في عيد الأم مع صورة لسيدة تقوم بالتنظيف مع ابنتها ويصاحبها ابتسامة. وفي رد فعلها على الهجوم الذي وجه لها أطلقت الشركة حملة مضادة في 2017 بعنوان "نحب الرجال الذي يشاركون في التنظيف".