أكبر الأخطاء العسكرية في التاريخ

أكبر الأخطاء الفادحة في التاريخ العسكري: ربما كان بعض الجنرالات العسكريين ليؤدون بشكل أفضل لو عملوا كمساعدين في المطبخ، وهناك آخرون تسلط عليهم الفخر وراودتهم الأوهام، مما أدى إلى أخطاء ضخمة في ساحات الحرب.
رحلة نابليون من موسكو: عرفه البعض بأنه الأضخم تأثيرا في القرن التاسع عشر بعد تجرؤه على غزو أوروبا الغربية، لكن كثيرين لا يتذكرون نابليون سوى بالقرار الذي اتخذه بغزو روسيا عام 1812، والذي يعد واحدا من أغبى القرارات في التاريخ العسكري. أودت تلك الحملة بحياة ما يقرب من مليون شخص، وانتهت بهزيمة نكراء للإمبراطور الفرنسي، وهو ما سيؤدي لاحقا إلى تنازله عن الحكم مجبرا بعد عامين.
لا شيء يوضح كارثة غزو روسيا أفضل من خريطة مينارد. لا، لم نعرض الخريطة لأننا نعشق الرسوم البيانية، فهذه الخريطة التي رسمها المهندس المدني تشارلز مينارد عام 1869، هي حقا واحدة من أفضل الرسومات البيانية على الإطلاق. تصور الخريطة مسار الجيش الفرنسي وحجمه واتجاهه، وجغرافيا الأرض والوقت ودرجة الحرارة، وذلك لمسافة تقارب ألفي كيلومتر من ليتوانيا إلى موسكو. وكما يظهر في الرسم البياني، كان نابليون فقد ما يزيد قليلا عن 75% من جيشه لدى وصوله إلى موسكو، فقط ليجد الروس وقد أحرقوا المدينة عن بكرة أبيها عملا بسياسة الأرض المحروقة. وفي ظل عدم وجود مدينة يستقر فيها، لم يكن أمام نابليون خيار سوى التراجع. وفي الأشهر التالية، تساقط أفراد جيشه ببطء أمام غارات الجنود القوزاق، ودرجات الحرارة الأقل من الصفر، ونقص الغذاء. ومن بين الحملة التي تحرك بها نابليون إلى روسيا والتي فاق قوامها 420 ألف فرد، لم ينج سوى نحو 10 آلاف فقط.
سقوط الروماني الغيور: قاد ماركوس ليسينيوس كراسوس، وهو جنرال يشار إليه غالبا بلقب "أغنى رجل في روما"، حملة كارثية على الإمبراطورية الفرثية (إيران القديمة)، مدفوعا برغبته في تحقيق مجد مماثل لمنافسيه يوليوس قيصر وبومبي العظيم. ومن البداية اتضحت عدم كفاءة كراسوس، إذ فقد عددا من السفن في طريقه إلى سوريا بسبب تصميمه على الإبحار عبر عاصفة. وساءت الأمور مرة أخرى بعد أن تسبب كراسوس في توتر العلاقات دون داع مع حليفه الأرمني، ثم قاد جيشه عبر صحراء بلاد ما بين النهرين متحديا نصيحة البقاء بجوار نهر الفرات. وبعد أيام اندحرت جحافل كراسوس أمام الفرثيين في معركة كارهاي، إذ قادهم جاسوس عربي مزدوج إلى فخ، وهناك تفوقت عليهم قوات الجنرال سورينا الأقل عددا. لقي كراسوس حتفه بطريقة مخزية، إذ قتله الفرثيون بعد أن أوهموه بنقله إلى معسكرهم لمناقشة شروط الاستسلام.
أمراء الحرب الصينيون يقضون على سلالة هان: انتهت أسرة هان، التي حكمت خلال واحدة من أكثر الفترات ازدهارا في تاريخ الصين لما يقرب من أربعة قرون، بصورة مذلة عام 208 بعد الميلاد، بفضل القرارات التي اتخذها أحد أمراء الحرب المسمى تساو تساو. كان تساو قائدا شماليا يحاول إعادة توحيد بلده الغارق في حرب أهلية، وقد شاهد سقوط عائلة هان بنفسه في معركة المنحدرات الحمراء. وبالنظر إلى التفوق العددي الكاسح لجيشه على قوات أمراء الحرب الجنوبيين، كان من المفترض أن تكون المعركة سهلة على تساو، لكن سلسلة من القرارات الغريبة قتلت فرصة الجنرال في توحيد الصين. انمحى الجزء الأكبر من جيشه بضربة واحدة، بعد أن قرر نقل جنود المشاة وسلاح الفرسان عن طريق السفن، رغم أنهم غير معروفين بقدرتهم على التعامل مع دوار البحر. وبعد أن أدرك خطأه، رأى تساو أن يربط سفنه معا لمساعدة قواته على التغلب على مرضهم، مما مكن جيش تحالف ليو باي وسون تشوان من تدمير الأسطول بأكمله باستخدام بضع سفن مشتعلة. لم يتعاف تساو من تلك الهزيمة أبدا، مما أدى إلى تفكك سلالة هان ونشأة الممالك الثلاث.