هل يغير "كوفيد-19" طريقة الحياة في المدن؟ خبراء المجتمعات الحضرية يجيبون

هل يغير "كوفيد-19" طريقة الحياة في المدن؟ الإجابة باختصار: نعم، ستتغير الحياة في المدن لكن ربما ليس بالقدر الذي نتوقعه، وفق ما يشير إليه مقال نشرته مجلة فورين بوليسي. ويضم المقال توقعات 12 من الأساتذة البارزين وصانعي السياسات العامة ومخططي المدن والمفكرين، والذين يتفق معظمهم على أن استمرار تدابير التباعد الاجتماعي ومخاوف النظافة في البيئات كثيفة السكان قد يؤدي إلى تغيير السلوك على المدى القصير أو المتوسط.
لكن كثيرين منهم أيضا يؤكدون أهمية المرونة: على مدى التاريخ البشري، تغلبت الحضارة دوما على الأوبئة، وعادت المدن أقوى بعد انتشار الأمراض فيها، كما يؤكد البروفيسور ريتشارد فلوريدا. أما أستاذ التخطيط العمراني توماس كمبانيللا فيوضح أنه رغم احتمالات تغير أشكال المدن، فإن حاجة البشر إلى الاختلاط مع بعضهم دون خوف لن تتغير. لكن الاستثمار بكثافة في البنية التحتية للرعاية الصحية وتحسين الاستجابة للأمراض ضروري لمنع وقوع خسائر كارثية في سوق العمل، حتى لو صارت المدن أقل كثافة مع انتقال مزيد من الناس إلى الريف، كما يقول الأستاذان إدوارد جلايزر وريبيكا كاتز.
لدينا فرصة لتحسين المدن التي نعيش فيها، فالمدن "تعتبر أفضل مساحة لتجريب الابتكارات الجديدة" مثلما يقول الخبير الحضري روبرت موجا، ولدينا الآن فرصة لإعادة تشكيلها بما يحقق قدرا أكبر من المساواة والمرونة المناخية والاقتصاد الدائري. رجال الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة الذين يواجهون صعوبات مالية سيحتاجون إلى الدعم بصورة غير مسبوقة، لفتح مساحة للتجديد إلى جوار حاضنات الأعمال والمسرعات، مما يمنحنا فرصة لبناء مؤسسات أكثر قوة، وفق بروس كاتز الذي أسس مختبرا للابتكار الحضري. باختصار، الفرصة مواتية الآن لجعل مدننا أكثر أمانا وسهولة، خاصة بالنسبة للعاملين الأساسيين، وهو رأي جانيت صادق خان المديرة في بلومبرج أسوشيتس.