الشركات الآسيوية تقود العودة إلى أسواق الدين العالمية
الشركات الآسيوية تقود العودة إلى أسواق الدين العالمية، وفق ما ذكرته بلومبرج في تقرير لها. وسجلت مبيعات الشركات من السندات الدولارية، لا سيما من قبل الدائنين الآسيويين، ارتفاعات جديدة في مايو بعد أن تأكد المستثمرون من تجاوز ذروة تفشي جائحة "كوفيد-19". وربما لا يزال الوضع مختلفا مع الأسواق الناشئة في أوروبا وبقية العالم، إلا أن المؤشرات الآسيوية تؤكد أن النشاط الاقتصادي عاد من جديد وعاد معه نشاط أسواق الدين.
وبعيدا عن آسيا، لا تزال أسواق الديون الدولارية في بقية دول العالم "مترددة" بشكل أكبر. ويعود هذا إلى سبق تضرر اقتصادات الدول الآسيوية من تفشي المرض، وبالتالي سبق عودتها للفتح قبل الأسواق الأخرى. ورغم ذلك، لا يزال بعض المستثمرين يشترون ديونا ذات عوائد مرتفعة، حتى في أمريكا اللاتينية التي لم تصل بعض دولها إلى ذروة تفشي الوباء بعد. وباعت شركة بتروبراس البرازيلية الحكومية سندات بقيمة 3.25 مليار دولار في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن السوق ستشهد مزيدا من شركات الاقتراض ذات التصنيف المتدنية قريبا.
هذا التفاؤل يمكن أن ينعكس على سوق الديون السيادية الخطرة كذلك، حسبما تشير بلومبرج، مستشهدة بنجاح مصر في بيع سندات دولية بقيمة 5 مليارات دولار الشهر الماضي. ويتوقع أن تحذو عدة دول أخرى حذو مصر، ومنها جنوب أفريقيا والبرازيل وأوكرانيا، إذا استمرت الرغبة في المخاطرة في الزيادة.
لكننا لم نعد إلى الوضع الطبيعي بعد: لا يزال المستثمرون في حالة ترقب بسبب استمرار تفشي الجائحة وزيادة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفق ما كتبه تريو فام، محلل استراتيجيات الائتمان في الأسواق الناشئة لدى مجموعة آي إن جي الهولندية، في تدوينة على موقع الشركة. وأضاف فام أن "الأمر لن يكون بنفس السهولة التي واجهتها مصر، التي استحقت تقدير المستثمرين … نعتقد أن المستثمرين سيتعاملون بانتقائية عالية عندما يتعلق الأمر بالسندات من الدرجة غير الاستثمارية".