ما الذي يجعل الاستثمار في البورصة مغريا للغاية خلال "كوفيد-19"؟
ما الذي يجعل الاستثمار في البورصة مغريا للغاية خلال "كوفيد-19"؟ رقم قياسي من المستثمرين، في الولايات المتحدة بالأساس، وفي بقية العالم أيضا، أصبحوا مؤمنين بإمكانية صعود منحنى أسواق الأسهم على شكل حرف V، أي أن الانهيار السريع لأسعار الأسهم الذي سببته جائحة "كوفيد-19" سيعقبه قفزة سريعة إلى الارتفاعات السابقة بمجرد انتهاء الجائحة. تلك الفرضية أدت إلى دخول عدد غير مسبوق من صغار المستثمرين إلى البورصة، وذلك على الرغم من النبرة التشاؤمية لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي صرح بأن التعافي الاقتصادي سيكون وبطيئا ومؤلما، إلى جانب تحذيرات عدد من بنوك الاستثمار الكبرى حول التقييمات التاريخية المبالغ فيها لكثير من الأسهم، وفق ما ذكره تقرير لمجلة نيويوركر. وبعيدا عن الجدل حول ما إذا كان هؤلاء المستثمرون في انتظار ثروة من سوق الأسهم، أم أن هذا الوضع ينذر بكارثة، لماذا المستثمرون الصغار تحديدا يدخلون السوق في هذا التوقيت؟
علماء الاقتصاد السلوكي لديهم بعض الإجابات: يخبرنا علم الاقتصاد السلوكي الذي يبحث في العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية وراء القرارات الاقتصادية بأنه بينما نستثمر جزئيا على أسس منطقية، فإن العواطف والانحيازات الشخصية تتدخل أيضا في خياراتنا الاستثمارية. في بعض الأحيان نقيم سعر السهم والعائد المتوقع منه، ولكن الفرضيات الأخرى غالبا ما تكون أكثر إقناعا لنا، ولها صدى لدينا أكثر من التقييم، حسبما يقول الاقتصاد الأمريكي الحائز على جائزة نوبل روبرت شيلر. قد يكون الأمر ببساطة أن الناس حاليا لديهم متسع كبير من الوقت، وهؤلاء الذين يحبون المقامرة يجدون التداول في الأسهم بديلا مناسبا لكازينوهات القمار والرهانات الرياضية التي توقفت ضمن ما توقف بسبب الجائحة، حسبما يقول الاقتصادي السلوكي البارز ريتشارد تالر.