تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد يضعف تعافي أسواق الأسهم

التوترات الجديدة بين الصين وأمريكا قد يضعف تعافي أسواق الأسهم: من شأن تصاعد المزيد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين أن يضعف من تعافي أسواق الأسهم، إذ يمكن لحالة عدم اليقين المتواصلة أن تؤثر سلبا على أداء أسواق الأسهم العالمية خلال الشهر الحالي، حيث يخشى المستثمرون من احتمال تجدد النزاع بين واشنطن وبكين، مما يمكن أن يزيد من تعقيد آفاق الاقتصاد العالمي، وفقا لمقال للرأي كتبه جوستين كوريجان ونشرته وكالة بلومبرج. وأشار كوريجان إلى ارتفاع أسواق الأسهم العالمية خلال الجزء الأكبر من شهر أبريل مدفوعة بسيل حزم التحفيز العالمية، فضلا عن تزايد الآمال بحدوث تعافي اقتصادي سريع، حيث سجلت الأسهم الأمريكية أفضل أداء شهري لها منذ عام 1987. وقال كوريجان إن ثمة مؤشرات ظهرت في الأول من مايو الجاري على تراجع الأسواق العالمية مجددا بعد صدور تحذيرات بشأن تراجع الأرباح الفصلية للشركات، إلى جانب تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين بشأن سياساتها التجارية وتشكيكه في طريقة تعامل بكين مع تفشي وباء كورونا. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.8% مع إغلاق يوم الجمعة الماضية، في حين ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية، وارتفع أيضا مؤشر بلومبرج للدولار للمرة الأولى في ستة أيام.
موجة التقلبات تلك تواصلت في أسواق الشرق الأوسط خلال تداولات أمس، حيث أنهت السوق السعودية التداولات بانخفاض قدره 7.4% عقب إعلان وزير المالية محمد الجدعان أول أمس إن السعودية ستتخذ إجراءات صارمة ومؤلمة للتعامل مع آثار فيروس كورونا، ومن بينها تخفيض مصروفات الميزانية بشدة. وسجل مؤشرا سوقي أبو ظبي ودبي أيضا خسائر تراوحت ما بين 3 و4%. وانخفض أيضا مؤشر البورصة المصرية بنسبة 3.4% خلال جلسة أمس مدفوعة بعمليات البيع المكثف من جانب المستثمرين الأجانب. ويرى كوريجان أن تلك التراجعات تعد مؤشرا على ما يمكن للأسواق العالمية أن تشهده في الفترة المقبلة.
وكالعادة تزيد عمليات البيع خلال شهر مايو هي إلى حد كبير في الأسواق الناشئة. وحتى إن لم يكن هناك وباء عالمي، وحدوث أزمة اقتصادية، وتفاقم الصراع بين الولايات المتحدة والصين، فإن الأسواق الناشئة تشهد كما هو معتاد عمليات بيع مكثف للأسهم والعملات والسندات في شهر مايو. وأشار تقرير نشرته وكالة بلومبرج إلى أن فئات الأصول الثلاثة تراجعت في شهر مايو خلال العشر سنوات الماضية. ومع إضافة احتمالية تجدد التوترات بين واشنطن وبكين إلى مجموعة المشكلات التي تعاني منها بالفعل العديد من الدول الناشئة، فإن مخاطر حدوث المزيد من عدم الاستقرار في الأسواق الناشئة تصبح أكثر احتمالية. ونقلت بلومبرج عن إريك شتاين، المدير المشارك للدخل الثابت العالمي في شركة إيتون فانس، قوله: "من المتوقع أن يكون أكبر تطور جديد من شأنه أن يؤثر سلبا على الأسواق الناشئة هو تجدد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين". وأضاف شتاين أنه ما زالت حالة من السلبية تخيم على فئات الأصول، وذلك على الرغم من حجم حزم التحفيز المالية والنقدية غير المسبوقة التي ساعدت على تعافي الأصول في الأسواق الناشئة خلال الشهر الماضي.