روتيني الصباحي مع محمد أبو النجا المؤسس المشارك ورئيس القطاع التجاري لشركة حالا
محمد أبو النجا المؤسس المشارك ورئيس القطاع التجاري لشركة حالا: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع محمد أبو النجا، المؤسس المشارك ورئيس القطاع التجاري لمؤسسة حالا، وهي شركة ناشئة لخدمات النقل الذكي تعمل في مصر والسودان وإثيوبيا.
أنا المؤسس المشارك ورئيس القطاع التجاري لشركة حالا. أعمل بشكل أساسي مع أقسام المبيعات وتطوير الأعمال والعمليات، وأقود فريقا من 7 أشخاص، وأرأس نحو 230 موظفا بشكل إجمالي. تشمل خدمات حالا 5 قطاعات أساسية: النقل التشاركي، ودفع الفواتير، وخدمات التوصيل لصالح المطاعم والشركات، والتوصيل من شخص لآخر، والتجارة (تمويل المنتجات).
أبدأ عملي في العاشرة صباحا بمكالمة مع كل عضو في فريقي مدتها ما بين 10-15 دقيقة. أما المكالمات التي تجمع قطاعات الشركة معا فتكون بين 12:30 و2:30، وفيها نحلل أداء قطاع مختلف كل يوم، بينما نخصص الثلاثاء لملاحظة كيف تعمل القطاعات الخمسة معا، وعادة ما أستريح بعد ذلك لمدة نصف ساعة. واعتبارا من الأسبوع الماضي، صرت أعود إلى المكتب في نحو الثالثة والنصف مساء، وأبقى هناك حتى السادسة.
خدماتنا تشجع المستهلكين أصلا على البقاء في منازلهم، لذلك سيكون من المستحيل أن نتوقف عن العمل. لكننا قللنا عملياتنا قدر الإمكان، فبدلا من وجود 315 شخصا في المكتب، صرنا نتأكد من ألا يضم الطابق الواحد أكثر من 35 موظفا. بالإضافة إلى تجهيز المبنى بمطهرات طبية لليدين، وإجراء فحوصات للحرارة، والتأكد من أن الجميع يرتدون الكمامات طوال الوقت ويحافظون على مسافة آمنة بينهم.
نتعامل مع التباعد الاجتماعي بطريقة جادة، وقد طبقت "حالا" إجراءات النظافة الشخصية والتطهير والعمل من المنزل قبل أن تفرض الحكومة حظر التجوال بأسابيع. لكن العمل من المنزل صعب للغاية، خاصة بالنسبة لفرق المبيعات التي تعتمد بشكل أساسي على تحقيق أهداف معينة من أجل الحصول على عمولات. المبيعات وتطوير الأعمال من الأقسام التي تحتاج حقا إلى العمل على الأرض ووجود بعض أشكال التفاعل الشخصي. أما أقسام الهندسة والتكنولوجيا وعلوم البيانات وذكاء الأعمال فتتكيف مع الوضع بصورة أسهل، لكننا نأمل أن يعود 30% من موظفينا إلى المكتب في غضون شهر.
بالنسبة لي، يعتبر العمل من المنزل تحديا شخصيا، فأنا إنسان يفضل الخروج ومقابلة أشخاص جدد والتحدث إليهم على البقاء في المنزل طوال الوقت. أنا بائع بطبيعتي، وأشعر أنني مقيد قليلا في الوقت الحالي، كما اكتشفت أني أمر بتقلبات أكثر حدة في إنتاجيتي.
التحكم في ضوضاء المنزل وكل المشتتات التي يضمها ليس أمرا سهلا، لكني أتأقلم مع الوضع. في البدء قررت عزل جزء من منزلي وتحويله إلى مكتب يضم جهاز الكمبيوتر الخاص بي وكل المستندات التي أحتاجها. واشتريت مؤخرا تطبيقا اسمه كريسب، يعمل على عزل ضوضاء المكالمة وتنقية صوت المتصل. وأستخدم تطبيق حالا لإنجاز المهام اليومية، وقد دفعت بعض الفواتير عن طريقه قبل يومين، وأعتمد عليه لتوصيل طلبات البقالة والصيدلية. أحاول استعمال خدماتنا كثيرا للتأكد من أنها تعمل بطريقة مناسبة.
وداخل الشركة، نشعر بتفاؤل تجاه المستقبل. بعض قطاعاتنا تأثرت أكثر من الأخرى بالأزمة الحالية. لكن خدمات التوصيل لصالح المطاعم والشركات، على سبيل المثال، تسجل أداء أفضل كثيرا بعد أزمة "كوفيد-19"، كما استطعنا إطلاق خدمات التوصيل من شخص لآخر خلال الأزمة. أعمل كثيرا على زيادة المبيعات – بيع خدمات جديدة للعملاء الحاليين – لأن من الصعب إبرام اتفاقيات جديدة في الوقت الحالي. الميزانيات معلقة الآن، وهو ما يجعل من الصعب الاتفاق مع العملاء على التزامات مالية جديدة. وبشكل عام يشعر الناس بصعوبة الأوقات الحالية وبحتاجون إلى الكثير من الدعم والطمأنينة.
ويساعدنا نظام التبليغ الإلكتروني الذي أطلقناه مؤخرا على الكشف عن أي عطل من عدمه. والنظام يقيس مؤشرات الأداء الرئيسية والأهداف وينبه تلقائيا في حالة عدم تحقيقها. ويوفر لنا ذلك بيانات أكثر عن عملياتنا وهو ما يعد قيما منذ تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
ما الذي أقوم به لنفسي خلال تلك الفترة؟ كنت أذهب لصالة الألعاب الرياضية ليلا، والآن أقوم بالتمرينات في المنزل لمدة 30 دقيقة قبل النوم.
أعدت مشاهدة مسلسل "هاوس أوف كاردز" الذي أعجبني للغاية عندما شاهدته لأول مرة وأعتقد أنه مناسب جدا سياسيا للفترة الحالية. ومن مسلسلات رمضان الكوميدية أشاهد "اللعبة" و"رجالة البيت". وعلى يوتيوب استفيد جدا بمشاهدة حلقات "ذا بريف وانز" التي تتناول حياة رواد الأعمال.
أحب أن أقرأ عن رائد أعمال مختلف كل أسبوع، وهذا الأسبوع أقرأ عن ريد هوفمان.
ساعدتني فترة عملي كمدير إقليمي في "كريم" على التحول للعمل من المنزل. وأصبح التواصل من خلال تطبيقات مثل زووم وسلاك من الأساسيات بسبب عملي في 4 دول في وقت واحد وهو ما جعل التحول لإدارة الفريق عن بعد أمرا سهلا.
أفتقد بشدة صلاة التراويح في رمضان كما أفتقد أيضا السفر. أريد أن أتناول الإفطار مع أفراد عائلتي من كبار السن دون الخوف من احتمالية أن أضرهم.