تطوير اللقاح
يترقب العالم بفارغ الصبر التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس "كوفيد-19"، فإلى أي مدى وصلنا في هذا الشأن؟ هناك أخبار جيدة وأخرى سيئة. الأخبار الجيدة هي أن العلماء يصلون الليل بالنهار لمحاولة تطوير لقاح، أما الأخبار السيئة فهي أن تطوير اللقاح عملية معقدة، وقد ننتظر طويلا قبل التوصل إلى علاج وتوصيله لجميع أنحاء العالم.
ألف باء اللقاح: ببساطة، يعمل اللقاح على تحفيز الجهاز المناعي للجسم عن طريق تعريضه لوسيط يشبه الفيروس المستهدف، وهو ما يدفع الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، وبالتالي يصير جاهزا لمواجهة الفيروس لو أصيب به لاحقا. هذا الوسيط الذي يشبه الفيروس يسمى "مُستضد"، ويمكن للعلماء أن يحصلوا عليه من سلالات الفيروس الأخرى.
كيف يعمل المستضد؟ يتكون المستضد من سلالة ضعيفة من الفيروس، بحيث يمكن لجهاز المناعة أن يتدرب على محاربتها دون أن يصاب الجسم بالمرض فعليا. ويحتوي المستضد أيضا على مادة مساعدة للقاح، تزيد من رد فعل الجهاز المناعي ضده.
إذًا، لماذا التلكؤ في صناعة اللقاح؟ أي لقاح جديد لا بد من تجربته على عدة مراحل. في البداية تجرى اختبارات على الحيوانات، وبعد ذلك يمر اللقاح بـ 3 مراحل من الاختبارات السريرية على مرضى يتمتعون بصحة جيدة، وذلك قبل ترخيصه رسميا. وتستغرق هذه الخطوات في العادة ما بين 10 إلى 15 سنة، لكن خبير المناعة الأمريكي أنتوني فاوتشي يشير إلى إمكانية تجهيز اللقاح خلال عام ونصف (شاهد 1:34 دقيقة).
في الوقت الحالي، هناك 70 لقاحا تجريبيا ضد "كوفيد- 19" في مراحل مختلفة من التطوير، ثلاثة منها قيد الاختبارات السريرية بحسب منظمة الصحة العالمية (بي دي إف). وربما يكون أكثر هذه اللقاحات تميزا هو الذي تطوره شركة كانسينو بيولوجيكس في هونج كونج بالتعاون مع معهد بكين للتكنولوجيا الحيوية. وإلى جوار المؤسسات الطبية هناك شركات الأدوية الكبيرة مثل فايزر وإينوفيو وسانوفي، التي تسابق الزمن لإنتاج لقاح للفيروس، وجميعها في المراحل الأولى من تطويره.