لا تلوموا الخفافيش ولا الميكروبات، فعاداتنا البيئية والاجتماعية هي ما يمهد الطريق أمام الأوبئة
لا تلوموا الخفافيش ولا الميكروبات، فعاداتنا البيئية والاجتماعية هي ما يمهد الطريق أمام الأوبئة. تكونت لدينا جميعا فكرة سائدة عن أن الميكروبات عبارة عن مجموعة من الغزاة يريدون احتلال أجسادنا، لكن الواقع يقول إن التغير المستمر في العادات البشرية هو ما يحول الميكروبات غير المؤذية إلى أوبئة عالمية مدمرة، وفق ما تؤكده الكاتبة والصحفية سونيا شاه في مقابلة مع Vox. وخلال سعينا المستمر للتطور، نقترب أكثر وأكثر من مخلوقات تحمل ميكروبات مثل الإيبولا أو فيروس كورونا الجديد وتتعايش معها دون أن تمرض (لأنها المكان الذي تطورت فيه)، مثل الخفافيش. وبالطبع أحد عيوب وسائل النقل التي تغطي العالم أن بإمكانها نقل مسببات الأمراض بسهولة من الأماكن النائية إلى المدن المزدحمة بالسكان. وهكذا، كلما قل التنوع البيولوجي بفعل التأثيرات البشرية على البيئة، تقل فعالية النظام الذي صنعته الطبيعة لإبطاء انتقال الأمراض من الحيوان للإنسان والعكس.
نحتاج إلى تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع البيئة، وإلا فإن "كوفيد-19" لن يكون سوى البداية: سواء أعجبك ذلك أم لا، ترتبط صحة الإنسان بصحة الحيوانات الأليفة والبرية التي تعيش في محيطه، وكذلك بالنظم البيئية بشكل عام كما تقول شاه. يجب أن يكون هناك تحول نموذجي بعيدا عن ما تسميه الكاتبة رهاب الميكروبات، أو فكرة غزو الجراثيم من الخارج. وفي ظل وجود احتمال بأن فيروس كورونا الجديد بدأ من سوق للحيوانات البرية في الصين، علينا إعادة التفكير في الطريقة التي ننتج بها غذاءنا من اللحوم أيضا، وفق ما تؤكد. هناك المزارع المزدحمة الملحقة بالمصانع، وهي أرض مثالية لتكاثر أنواع شديدة المقاومة للأدوية من مسببات الأمراض البكتيرية وإنفلونزا الطيور، وكلاهما يعمل له العلماء ألف حساب حتى من قبل ظهور "كوفيد-19".