تقلب الأسواق الأمريكية يقترب من مستويات قياسية والأسهم تسجل أكبر خسائر يومية منذ 1987
تقلب الأسواق الأمريكية يقترب من مستويات قياسية والأسهم تسجل أكبر خسائر يومية منذ 1987: تواصلت أمس التقلبات الشديدة في أسواق الأسهم الأمريكية، وعكست المؤشرات الرئيسية المكاسب التي كانت حققتها الجمعة الماضية، وهي المكاسب الأكبر منذ 2008، لتسجل أكبر خسائر يومية لها أمس منذ 1987. وخسر مؤشر داو جونز 3 آلاف نقطة (أي 13%) ليغلق عند أدنى مستوى له في عامين، كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12% ليفقد المكاسب التي كان حققها خلال 2019، بما يمثل تراجعا بنسبة 30% عن أعلى مستوى له خلال فبراير.
مؤشر التقلب "فيكس"، والذي يعرف أيضا بـ "مؤشر الخوف"، أغلق مرتفعا عند مستوى قياسي قدره 82.69 أمس، وذلك بعد أن ارتفع إلى 83.6 خلال التداول، وهو المستوى الذي يقل بنقاط قليلة عن المستوى القياسي الذي وصله خلال الأزمة الالية في أكتوبر 2008. وقال ستيف سوسنيك، كبير المحللين الاستراتيجيين في مؤسسة إنترأكتيف بروكرز إنه في عام 2008 كان من المعلوم أن النظام المصرفي بصدد الانهيار ولكن لم يكن من المعلوم الطريقة التي سيتبعها، أما في الوقت الحالي بكل شيء ينهار وتمتد أثار ذلك الانهيار إلى ما بعد ذلك، وهو ما يجعل من الحالة الثانية الأسوأ.
حالة الهلع في الأسواق بدأت مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن قراره المفاجئ بخفض أسعار الفائدة 100 نقطة أساس لحماية الاقتصاد الأمريكي من فيروس كورونا، ففي غضون ساعات من ذلك القرار تراجعت العقود الآجلة الأمريكية لأدنى مستوياتها في مؤشر على حالة من التقلب الوشيك. وانخفض أيضا مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 8% عقب جرس افتتاح الجلسة، مما دعا إدارة البورصة إلى وقف التداول لمدة 15 دقيقة. وأشار الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان، والذي يعمل أيضا مستشارا اقتصاديا لدى شركة أليانز، إلى حالات متباينة من الارتياح والحزن التي قوبل بها القرار وكيف أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هي المسؤولة عن حالة الفوضى التي شهدتها الأسواق.
ويواصل الاحتياطي الفيدرالي ضخ مليارات الدولارات في محاولة لتحقيق الاستقرار بسوق إعادة الشراء، وأعلن أمس عن ضخ 500 مليار دولار في سوق إعادة الشراء، أو سوق الريبو، بعد أن فشلت خطته الطارئة بقيمة 1.5 تريليون دولار الأسبوع الماضي في حل أزمة السيولة المتنامية في إقراض الإنتربنك.
الأسهم الأوروبية لم تكن أوفر حظا، لا سيما مع اتخاذ كل من إيطاليا وإسبانيا المزيد من الإجراءات لغلق المدن وفرض حظر التجول على نطاق واسع للحد من انتشار الفيروس، وأغلق مؤشر IBEX الإسباني بنسبة 8%، كما تراجع مؤشر FTSE MIB الإيطالي بنسبة 6.1%. وهبط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 5.75%، كما انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 5.31% وانخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 4.61%.