نتابع اليوم الثلاثاء 10 مارس 2020
انهيار البورصات العالمية أمس يدفع صحف المال العالمية لوصفه بـ “الاثنين الأسود”. وسجلت العديد من البورصات أكبر خسائرها اليومية منذ خضم الأزمة المالية العالمية في 2008، في حين أغلق المؤشر الرئيسي بالبورصة المصرية متراجعا 7.3%، بعد أن هبط بأكثر من 8% خلال الجلسة. وفي الوقت نفسه، انهارت أسعار النفط لتشهد أسوأ أيامها منذ احتل صدام حسين الكويت. وعرض موقع سي إن بي سي قائمة بالأرقام القياسية السلبية التي حققتها الأسواق أمس.
أما الأخبار الجيدة، عالميا: اليوم أفضل من أمس. حتى موعد إرسال النشرة تتباين مؤشرات الأسواق الآسيوية، أغلبها متراجع وإن كان الوضع غير كارثي. في حين تشير الأسواق المستقبلية إلى توقعات فتح الأسواق الأوروبية على أداء متباين، في حين قد ترتفع مؤشرات ناسداك وداو جونز وستاندرد أند بورز في بداية التعاملات هذا الصباح. وقلص النفط بعض خسائره، بعدما ارتفع خام برنت بنسبة 6.2% مسجلا 36.5 دولار للبرميل.
الأخبار الجيدة في مصر: صناع السياسات في مصر يحاولون توضيح الصورة. حاورت إنتربرايز أمس وزير المالية محمد معيط، ونائب وزير المالية أحمد كجوك. ومثل كل صناع السياسات حول العالم، قالا إن التأثيرات الكاملة لأزمة “كوفيد-19” على الاقتصاد لن تتضح قبل بعض الوقت، ولكن هناك بعض الصعاب التي ستواجهنا. يهدد انتشار الفيروس عالميا ومحليا قطاع السياحة في مصر، في حين قد يعاني المصنعون من اضطراب حركة التجارة وسلاسل التوريد، وربما يجدون صعوبة في توفير بعض مكونات الإنتاج وقطع الغيار وصعوبة في إيجاد البديل، في حين قد يواجه الموردون صعوبات في التوريد، في حين قد يسعى بعض المستثمرين في أسواق الأسهم والدين التخارج من مصر لتسوية خسائرهم في الأسواق العالمية.
لسنا بحاجة إلى طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، حسبما قال معيط، ومع ذلك فإن الحكومة في حوار مفتوح ومتواصل مع صندوق النقد والبنك الدولي. وسيعمل المسؤولون المصريون مع كلا المؤسستين للبحث عن حلول للتحديات التي قد تخلقها أزمة فيروس “كوفيد-19”. وأشار معيط إلى أن مصر لم تتخل عن خططها لتنويع الطروحات في أسواق الدين، قائلا إن السندات الخضراء، والصكوك والسندات المقومة بالجنيه (محليا ودوليا)، لا تزال على أجندة الوزارة. ولكن الأمر يتعلق دائما بالتوقيت المناسب للطرح.
الحكومة قد تقدم بعض الحوافز: قال معيط إن وزارته ستتخذ تدابير طارئة إذا لزم الأمر لتخفيف تأثيرات أزمة الفيروس على الاقتصاد المصري، مضيفا إلى أن زيادة الإنفاق العام أمر لا بد منه لضمان السلامة العامة وتحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين. وأكد معيط أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف الحكومة بوضع كامل الاستعداد للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية حال استمرار الازمة.
لا خوف من خروج الأجانب من استثمارات المحافظ المالية: قال مصدر مصرفي لإنتربرايز أن البلاد شهدت تدفقات خارجة من استثمارات الأجانب في المحافظ المالية بقيمة تتراوح بين ملياري إلى 2.5 مليار دولار على مدار الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع الماضية، في ظل بحث المستثمرين عن ملاذات استثمارية آمنة في ظل تقلبات الأسواق. من جانبه قال كجوك إن استثمارات الأجانب في أدوات الدين حاليا تبلغ 24 مليار دولار، مؤكدا أنه لا داع للقلق بشأن أي تخارجات، إذ أن أغلبها سببه تعويض خسائر في دول أخرى، وليس بالضرورة بسبب أوضاع محلية.
“المالية” قد تراجع مستهدفات الموازنة إذا استمرت الأزمة، وفقا لمعيط. ويبلغ مستهدف الحكومة للنمو الاقتصادي في العام المالي الحالي نحو 6%، و6.4% في العام المالي المقبل 2021/2020، في حين من المتوقع أن يتواصل الفائض الأولي بالموازنة عند 2% في العام المالي المقبل.
وستعيد الوزارة أيضا تقييم مستهدفها لخفض الدين العام في موازنة العام المالي المقبل إلى 79% من الناتج المحلي في ظل الوضع الراهن، وفقا لمعيط.
خفض أسعار البترول سلاح ذو حدين، إذ يشير معيط إلى أن الخفض يحمل أخبارا سارة للموازنة من جهة، ولكنه قد يضغط من جهة أخرى على تحويلات المصريين من الخارج، وكذلك إيرادات قناة السويس، ورسوم الطيران والمغادرة.
حقائق حول الكورونا: الطلب العالمي على الكمامات والمواد الداخلة في صناعتها يتزايد، ولكن خبراء الصحة ينصحون مجددا بعدم ارتداء الكمامات إلا إذا كنت مشتبها في إصابتك بأي أنواع الإنفلونزا ومضطر للخروج من المنزل، ويحذرون من أن هناك حاليا عجز في تلك الكمامات يواجه العاملين بالقطاع الصحي، وهم الأكثر احتياجا للكمامات لتعاملهم من المرضى.
وإذا أردت معرفة رأي أحد أهم خبراء الأوبئة الفيروسية في العالم، شاهد هذا الفيديو، حيث يتحدث الدكتور ريتشارد هاتشيت عن القدرة على محاصرة الفيروس إذا توفرت الإرادة والرؤية السلمية كما يحدث حاليا في سنغافورة وهونج كونج، وخطورة الوضع إذا حدث غير ذلك، مشيرا إلى تضاعف أعداد المصابين بألف ضعف في إيطاليا في خلال أسبوعين فقط. وشدد هاتشيت على المسؤولية المجتمعية للشباب الأصغر سنا (الذي يمثل الفيروس خطرا أقل عليهم) في عدم الاستهانة بالأمر، ومنع نشر الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة وأن هناك حالات مثل سفينة “دياموند برنسيس” تشير إلى أن الفيروس يصيب الأعمار السنية المختلفة بنفس المعدلات. ويؤكد هاتشيت أن “هذا هو أخطر وباء شهده في مسيرته المهنية”، وأن الوضع الحالي قد يكون بمثابة حرب عالمية ضد الفيروس (شاهد 19:52 دقيقة).
وأعلنت إيطاليا أمس فرض العزل الصحي الكامل في جميع أنحاء البلاد البالغ تعداد سكانها أكثر من 60 مليون نسمة. وقررت الحكومة الإيطالية حظر تنقل أي شخص في جميع أنحاء البلاد إلا للذهاب إلى العمل أو للطوارئ، مع منع كل التجمعات العامة، والفعاليات الرياضية، ومنها الدوري الإيطالي لكرة القدم الذي تقرر تأجيله لنحو شهر، وفقا لرويترز.
وتذكر أنه يمكن أن تكون حاملا للفيروس وبحالة “جيدة” نسبيا، وتتدهور حالتك سريعا، حسبما يقول علماء في تقرير نشرته بلومبرج، مشيرين إلى أن هناك نقطة تحول يصبح بعدها الفيروس قاتلا.
وبعيدا عن كورونا: الحكومة تعرض مشروع موازنة العام المالي الجديد 2021/2020 على الرئيس خلال أيام: التقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أمس الاثنين مع وزير المالية محمد معيط لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع موازنة العام المالي الجديد 2021/2020، والتي ينبغي عرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أيام، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء. وقال مدبولي إن مشروع الموازنة الجديدة سيتضمن “زيادة غير مسبوقة في الاستثمارات الحكومية”، وذلك للحفاظ على معدلات النمو المرتفعة التي تحققها الحكومة، مع ضخ مزيد من الاستثمارات في قطاعي الصحة والتعليم والإسكان الاجتماعي، ومواصلة تحفيز شبكات الحماية الاجتماعية. ونوه إلى أنه من المقرر أيضا زيادة الاستثمارات الموجهة للقرى، وذلك في إطار الجهود الحكومية لتوفير “حياة كريمة” لسكان الريف المصري.
وتصدر اليوم بيانات التضخم لشهر فبراير. كان معدل التضخم السنوي العام ارتفع للشهر الثالث على التوالي خلال يناير مسجلا 7.2% في المدن المصرية، مقارنة بـ 7.1% في ديسمبر.
نجاة رئيس الوزراء السوداني من محاولة اغتيال في الخرطوم: نجا رئيس الحكومة الانتقالية في السوداني عبد الله حمدوك من محاولة اغتيال عبر تفجير استهدف موكبه في حوالي التاسعة من صباح أمس، وفق وكالة الأنباء السودانية. وأضافت الوكالة نقلا عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء بخير وبصحة جيدة ويمارس مهامه.
من المتوقع أن تتعرض البلاد لحالة شديدة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية اعتبارا من الخميس المقبل وحتى السبت، وفق ما قالته الهيئة العامة للأرصاد الجوية في بيان لها أمس. ويتوقع خبراء الهيئة سقوط أمطار شديدة الغزارة على السواحل الشمالية والوجه البحري، تصل إلى حد السيول على سيناء ومدن خليج السويس ومناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر، مع نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء، وتصل إلى حد العاصفة على جنوب البلاد وسيناء. وتنخفض درجات الحرارة العظمى والصغرى في القاهرة يوم الجمعة إلى 17 و11 درجة مئوية على الترتيب.