روتيني الصباحي: ماريا لورا سانشيز بويرتا، قائدة برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية في مصر
ماريا لورا سانشيز بويرتا، قائدة برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية في مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع ماريا لورا سانشيز بويرتا قائدة برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية في مصر.
اسمي ماريا لورا سانشيز بويرتا وأنا مديرة برنامج التنمية البشرية للبنك الدولي في مصر. وأنا أعمل مع الفرق المسؤولة عن الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في مصر واليمن وجيبوتي لتطوير أجندة التنمية البشرية. ولدت ونشأت في الأرجنتين ثم انتقلت للولايات المتحدة عام 2000 للحصول على شهادة الدكتوراه في اقتصاديات العمل في جامعة كورنيل ثم حصلت على وظيفة أحلامي بالبنك الدولي في واشنطن، حيث عشت هناك حتى انتقالي للقاهرة عام 2018. وأنا أرملة وأم لطفلين هما جوليان، 10 سنوات، وكلارا، 8 سنوات، اللذان لا يمنحاني وقتا للراحة أبدا.
أنا بشكل عام شخصية صباحية وأبدأ يومي في 6:30 صباحا بمسابقة صغيرة مع ابنتي لاختبار من سيكون جاهزا أولا. ثم نجلس للإفطار مع ابني الذي يتولى دور منسق الأغاني التي نستمع إليها عبر سبوتيفاي. بعد ذلك أوصلهما للمدرسة ثم أذهب للعمل. وأثناء رحلتي الصباحية للعمل، ومدتها 45 دقيقة، أقرأ نشرة إنتربرايز وأرد على الرسائل الإلكترونية الواردة ليلا من واشنطن.
أجد أن عملي مرضيا لأنني أتفاعل مع العديد من الناس من وزراء متحمسين لأعمالهم وشركاء للتنمية وفرق الدول المختلفة. وكل يوم يختلف عن الآخر، فأقابل نظرائي وشركاء التنمية وأتابع مع الفرق العاملة في الدول الثلاث ومع الزملاء في المقر الرئيسي بشكل مستمر. وأكثر ما يعطيني طاقة هو عندما أسدي النصائح للموظفين الجدد سواء بشكل شخصي أو عبر التليفون.
بعد انتهاء وقت العمل أقوم بممارسة الرياضة في مقابل الوقت الذي أقضيه في السيارة، ولقد جريت مؤخرا سباق 10 آلاف متر حول الأهرامات وأمارس أيضا التنس وكرة السلة مع أطفالي. ومنذ عمر 15 وأنا أسجل يومياتي باستمرار قبل الخلود للنوم، وهو ما شجعني على كتابة سيرتي الشخصية عن رحلة عائلتي مع إصابة زوجي بالسرطان.
أنا أحب المشهد الفني في القاهرة، وأنا عضوة في جمعية "أصدقاء الأوبرا" وحضرت مؤخرا العرض الموسيقى الرائع للثلاثي "ديز إكيليبر". ولكني استمتعت للغاية بعرض "بيتر بان" الموسيقي في مدرسة كايرو أمريكان كولدج والتي أدت فيها ابنتي دورا. كما استمتع بحوارات "تيد" واستمع فيها للموضوعات المتعلقة بالمهارات العاطفية والاجتماعية. وأرى أن حوارات أنجلا داكوورث عن كتابها "جريت" رائعة.
يستهدف البنك الدولي إنهاء الفقر المدقع ومواجهة تحديات التنمية في القرن الحادي والعشرين من خلال مزيج من التمويل والمعرفة والالتزام طويل الأجل. وندعم قطاعات التنمية البشرية الثلاثة في مصر، وهي الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية. ففي مجال الصحة، يهدف مشروعنا إلى تحسين جودة الرعاية الصحية الأساسية والثانوية، وخدمات تنظيم الأسرة، ودعم الوقاية من فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" والسيطرة عليه.
خلال وقت قياسي بلغ 9 أشهر، أتممنا فحص 52 مليون مواطن للكشف عن التهاب الكبد الوبائي سي والأمراض غير السارية. أما الدعم الذي يقدمه البنك لإصلاح التعليم في مصر فيمكن تلخيصه في تحسين نوعية التعليم والتعلم، وهو المجال الذي تتطلع الحكومة إلى تطويره باستخدام التكنولوجيا. وندعم كذلك برنامج "تكافل وكرامة"، الذي يغطي 9 ملايين من المواطنين الأكثر فقرا في مصر ويشجعهم على إبقاء أطفالهم في المدارس ويزودهم بالرعاية الصحية اللازمة.
توفير فرص العمل الجيدة هو العمود الفقري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والطريق الأقصر لمحاربة الفقر. ومع التغيرات السكانية المتوقعة، تحتاج مصر إلى توفير نحو 6 ملايين وظيفة جديدة بين عامي 2019 و2030، فقط كي تحافظ على معدلات التوظيف ثابتة. ولتوفير فرص عمل مناسبة، لا بد من اتباع أسلوب متعدد الأبعاد يشمل توفير بيئة العمل المستقرة والتي يمكن التنبؤ بتغيراتها، واللوائح المناسبة لسوق العمل، والمهارات المطلوبة في القوى العاملة، بالإضافة إلى البرامج المصممة بشكل جيد لإدارة المخاطر.
دون الشمول لن يكون النمو الاقتصادي مستداما، والمرأة هي أهم موارد مصر غير المستغلة. في ما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية والفرص، احتلت مصر المرتبة 140 من أصل 153 دولة في مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، بينما تبلغ نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة المصرية حاليا نحو 23%.
أفضل نصيحة تلقيتها كانت من والديّ، وآمل أن أنقلها يوما إلى أبنائي، وتقول إن "الشيئين الوحيدين اللذين تتحكم فيهما بالكامل في حياتك هما سلوكك وجهدك".