مفاوضات سد النهضة "على صفيح ساخن" … وتزايد حدة التصريحات بين مصر وإثيوبيا
مفاوضات سد النهضة "على صفيح ساخن" … وتزايد حدة التصريحات بين مصر وإثيوبيا: أعربت وزارتا الخارجية والموارد المائية والري المصريتين، ، عن "بالغ الاستياء والرفض" للموقف الإثيوبي تجاه ملف سد النهضة، وذلك بعد أيام من المفاوضات التي عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي أخفقت في تحقيق تقدم نحو اتفاق نهائي بعد أن قررت إثيوبيا عدم إرسال الوفد الخاص بها للمشاركة فيها. وقالت الوزارتان إن البيان الصادر عن الجانب الإثيوبي اشتمل على العديد من المغالطات، وتشويه الحقائق، وتنصل إثيوبيا بشكل واضح من التزاماتها بموجب قواعد القانون الدولي. ورفضت إثيوبيا، والتي بررت عدم حضورها المفاوضات التي كانت مقررة يومي 27 و28 فبراير بالحاجة إلى مزيد من الوقت للتشاور، تصريحات وزارة الخزانة الأمريكية بشأن الوصول إلى اتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل السد، وقالت أديس أبابا إنها ستبدأ في ملء خزان السد وفق البنود المنصوص عليها في إعلان المبادئ الموقع في 2015. وكان من المتوقع الإعلان عن الاتفاق النهائي بين مصر وإثيوبيا والسودان خلال المفاوضات نهاية الأسبوع الماضي.
وجاء البيان الإثيوبي ردا على بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية والذي أشار إلى أن المفاوضات التي دامت لأربعة أشهر بين الدول الثلاث أثمرت عن اتفاق يعالج جميع القضايا العالقة بشكل متوازن ومنصف.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أكدت في بيان لها يوم السبت أن جميع أجهزة الدولة المصرية "ستستمر في إيلاء هذا الموضوع الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة". ووصفت تغيب إثيوبيا عن المفاوضات بـ "غير المبرر". وأشارت إلى أن مصر قامت بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق المطروح تأكيدا لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده، وقالت إنها تتطلع إلى أن تحذو كل من السودان وإثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بالاتفاق الذي وصفته بالعادل والمتوازن ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
وعلى الجانب الآخر، قال السفير الأمريكي السابق إلى إثيوبيا ديفيد شين إن واشنطن كانت متحيزة لصالح الجانب المصري. وقال شين، في منشور على مدونة له إن البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية اتصف بالغرابة لأنه اشتمل على تقدير لاستعداد مصر للتوقيع على الاتفاق الذي يأتي بوساطة أمريكية، وفي الوقت نفسه يحذر أديس أبابا من القيام بالاختبارات النهائية ومل السد قبل إبرام الاتفاق النهائي. وقال شين إن "الولايات المتحدة تبدو متحيزة لمصر"، وأضاف أنه ينبغي أن يعلن عن الاتفاق كي يعلم الجميع طبيعة المقترحات الأمريكية.
وأشارت تسريبات في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أنه ما زالت هناك نقاط خلافية رئيسية بين مصر وإثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، وأن الولايات المتحدة تضغط على الجانبين من أجل تقديم بعض التنازلات بشأن كمية المياه التي ستصل إلى دولتي المصب سنويا، وكيفية مراقبة تدفق المياه وحتى وضع تعريفات للجفاف الممتد.