اختتام مفاوضات سد النهضة في واشنطن دون الوصول إلى اتفاق نهائي
ختام مفاوضات سد النهضة: مصر توقع منفردة على الوثيقة الأمريكية في غياب إثيوبيا. قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن مصر وقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي صاغته الولايات المتحدة والبنك الدولي بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، مضيفة أن مصر تتطلع أن يحذو كل من السودان وإثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بهذا الاتفاق والإقدام على التوقيع عليه في أقرب وقت. وجاء البيان عقب مشاركة الوفد المصري في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 فبراير، في حين رفضت أديس أبابا إرسال وفدها إلى الاجتماع. ووقعت مصر منفردة على وثيقة اتفاق أعدها الجانب الأمريكي في الجولة السابقة من المفاوضات. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إثيوبيا طالبت الولايات المتحدة بمنحها المزيد من الوقت لإجراء المزيد من التشاور. ومن ناحية أخرى، حضر مسؤولون سودانيون الاجتماع، وعقدوا مباحثات ثنائية مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفين منوشين.
وأعربت مصر عن استعدادها التوقيع على الاتفاق النهائي، في حين أبدت إثيوبيا "تحفظات": أعرب أعضاء الوفد المصري الذي سافر للعاصمة الأمريكية لحضور المفاوضات التي كانت مقررة يومي الخميس والجمعة الماضيين عن استعدادهم للتوقيع على الاتفاق، وأشاروا إلى التزام حكومة مصر بالموافقة على صيغة الاتفاق المبدئي، وفقا لبيان وزارة الخزانة الأمريكية، والذي اكتفى بالقول إن الجانب الإثيوبي ما زال يجري مشاورات داخلية، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ودعا وزير الخزانة الأمريكي إثيوبيا إلى الامتناع عن "إحداث ضرر بالغ بدولتي المصب"، قائلا "إنه لا ينبغي لإثيوبيا إجراء التجربة النهائية وملء خزان السد دون إبرام اتفاق بين الدول الثلاث". وتعهد منوشين أن تواصل بلاده العمل مع الدول الثلاث إلى أن يتم التوقيع على الاتفاق النهائي بشأن سد النهضة.
ومن جانبها، عبرت إثيوبيا أمس عن خيبة أملها تجاه البيان الأمريكي، وقالت إنها مع ذلك "ملتزمة باستمرار اتصالاتها" مع مصر والسودان للتوصل لاتفاق على ملء وتشغيل السد.
وكانت مصر وإثيوبيا والسودان قد اتفقت على إبرام اتفاق نهائي بحلول نهاية فبراير الجاري، إلا أن الوصول لمثل هذا الاتفاق أصبح غير موثوق به حتى مع الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والبنك الدولي للوساطة بين الدول الثلاث. وأشارت تسريبات في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أنه ما زالت هناك نقاط خلافية رئيسية بين مصر وإثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، وأن الولايات المتحدة تضغط على الجانبين من أجل تقديم بعض التنازلات بشأن كمية المياه التي ستصل إلى دولتي المصب سنويا، وكيفية مراقبة تدفق المياه وحتى وضع تعريفات للجفاف الممتد. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد ألمح في وقت سابق إلى أن الاتفاق النهائي قد يستغرق شهورا، وقال الشهر الماضي إن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به للوصول لاتفاق مرضي لكافة الأطراف.