أحمد الألفي رئيس سواري فينتشرز و"الجريك كامبس" والمؤسس المشارك لفلات 6 لابز: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أحمد الألفي، رئيس سواري فينتشرز و"الجريك كامبس" والمؤسس المشارك لفلات 6 لابز.

اسمي أحمد الألفي وأنا رئيس سواري فينتشرز والحرم اليوناني بالجامعة الأمريكية والمؤسس المشارك لفلات 6 لابز. وتدعم شركاتنا الثلاث رواد الأعمال الأذكياء من صغار السن وتدعمهم للنجاح. قضيت معظم حياتي في الولايات المتحدة ولكن بعدما شاهدت الإمكانات الضخمة لمشهد الشركات التكنولوجية الناشئة في مصر التي يمكن أن تخلق حلولا محلية تصنع تأثيرا كبيرا، قررت أن أكون جزءا من ذلك وانتقلت للعيش في مصر في عام 2006.

أستيقظ مبكرا بين الخامسة والسادسة صباحا، أتصفح الرسائل من أبنائي المقيمين بالخارج، وأطالع الأخبار وأنتظر ورود نشرة إنتربرايز لبريدي الإلكتروني. قبل الذهاب للعمل أذهب إلى نادي الجزيرة للمشي أو لعب الجولف يوميا من ساعة لساعتين ثم أصل إلى المكتب ما بين 9:30 و10 صباحا. غالبا أمضي اليوم في سواري فينتشرز، وأذهب بعد الظهيرة يومين في الأسبوع إلى "الجريك كامبس"، وهو مركز للشركات الناشئة بمقر الحرم اليوناني بالجامعة الأمريكية بوسط القاهرة. هناك نحو 140 شركات تعمل من هناك، وسننشئ العديد من المواقع الجديدة في أنحاء مصر هذا العام.

أبرز محطات يومي هي محادثاتي مع زملائي في العمل، والذين يدفعونني يوميا للنظر إلى الأشياء بمنظور مختلف، وأطلع على العديد من الأفكار الرائعة التي يطرحها رواد الأعمال. والجانب الأسوأ في اليوم هو التعامل مع المشكلات التي تواجه الشركات الناشئة والعقبات البيروقراطية التي تواجهنا جميعا في مصر.

أحد أفضل المسلسلات التي تابعتها على التلفزيون مؤخرا هي "رحلة داخل عقل بيل"، وهي سلسلة من ثلاثة أجزاء من إنتاج نتفليكس عن بيل جيتس. وهو في رأيي، أكثر الشخصيات المبهرة في جيلي. وأنا معجب تحديدا بكيفية اختياره لكل خطوة اتخذها للتحول من شخص مهووس بالتكنولوجيا لقائد لشركة عظيمة وأغنى رجل في العالم، إلى التركيز فقط على حل أكثر المشكلات الملحة التي تواجه البشرية ومحاولة جعل العالم مكانا أفضل. هذا شيء أفكر فيه باستمرار: كيف يمكن أن أستغل الموارد المتوفرة لدي لتحسين العالم من حولي. إحدى محاولاتي كانت إنشاء "نفهم" وهي منصة تعليم على الإنترنت، تضم دروسا مجانية بالفيديو للمقررات الدراسية في المدارس العامة في مصر والسعودية وسوريا.

من أفضل الكتب التي قرأتها مؤخرا "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة إليف شفق. وهو كتاب عن جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي ورحلة الرومي من الصرامة إلى الروحانية. وأعتقد أن ذلك أفضل كتاب أرشح قراءته. أنه يتطرق إلى تلك الفكرة بأن لدينا جميعا فرصة للتطور والتحسن كبشر.

سواري فينتشرز هي شركة بمليار جنيه لرأس المال المخاطر تركز على مصر وتونس والمغرب. ونقوم بالاستثمار في الشركات التي لديها فريق ومنتج وعملاء وتحتاج لرأس مال من أجل النمو. ولأن رأس المال المخاطر هو المصدر الرئيسي للتمويل للشركات سريعة النمو، فالاستدانة ليست هي الاختيار الأكثر مناسبة لهم. وهذه الشركات تنمو بسرعة ولا تتحمل مخاطر الاقتراض. وتمكنهم شركتنا من تحمل تلك المخاطر.

وتأتي المرحلة التي تتدخل فيها فلات 6 لابز في وقت مبكر أكثر من سواري فينتشرز. فهي تتولى تدريب وتمويل وإرشاد رواد الأعمال ومساعدتهم على إطلاق خطتهم. ولدى فلات 6 لابز قسم فرعي يسمى ستارت إيجيبت وهي تمنح تدريبات عامة على ريادة الأعمال للأشخاص في أنحاء مصر ممكن يبحثون عن حلول مبتكرة للمشكلات الاجتماعية.

ولا نقوم فقط بإعطاء المال للناس، فنحن نرى استثماراتنا كعلاقات طويلة الأجل تتضمن دعما ماليا وإرشادا ضروريا للمزيد من الابتكار ولاتخاذ المخاطر. ويعتقد الناس أننا نستحوذ على الشركات وإدارتها ولكن الأمر أشبه بالزواج الذي نعمل من خلاله على العمل مع الشركات كنوع من الدعم.

وتعد التكنولوجيا هي القوة الأكثر تغييرا في مجالنا، وأعتقد أن 2020 سيكون عاما خارقا للتكنولوجيا في مصر وسوف ترون منتجات وخدمات رائعة ستنافس على المستوى العالمي. والتكنولوجيا المالية على وجه الخصوص هي مجال واعد لصغار رواد الأعمال بفضل درجة الدعم الحكومي. وتعد تلك التكنولوجيا هي أحد أسرع الأشياء التي تصل لقطاع عريض من المجتمع وأعتقد أنه يجب التعامل معها كجزء من البنية التحتية مثل الألياف الضوئية والطرق السريعة، لأن تلك الأشياء الثلاثة تسهل ممارسة الأعمال.

جيلي ترك العديد من المشكلات للجيل الجديد، ولكني واثق في قدرة وابتكار الشباب على حل العديد من تلك المشكلات. دورنا في دعمهم ينبغي أن يكون من خلال تمكينهم لفعل ذلك، وصياغة مسارات اقتصادية جديدة أمامهم، بدلا من توجيههم نحو "مسار وظيفي مستقر". يجب علينا أن نشجع ونمكن الجيل الجديد كي يقوم بالمخاطرة.

أفضل نصيحة للأعمال تلقيتها من والدي، الذي علمني أن القيادة امتياز، وعليك أن تكون جديرا بالأشخاص الذين تقودهم. ونصيحة أخرى أقدمها كثيرا للناس هي أن التفاؤل اختيار نتخذه كل صباح.