هل تعرقل الصناديق غير النشطة مساعي الخروج من استثمارات الوقود الأحفوري؟

هل تعرقل الصناديق غير النشطة مساعي الخروج من استثمارات الوقود الأحفوري؟ هناك مؤشرات على أن النمو في الصناديق غير النشطة التي تتبع حركة السوق سيكون بمثابة حجر عثرة أمام الاتجاه للخروج من الاستثمارات في الوقود الأحفوري – وذلك على الرغم من الجهود المبذولة من كل من المدافعين عن البيئة وحتى مديري الأصول أنفسهم، وفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز. وقالت الصحيفة أيضا إن أكثر من 1100 مؤسسة تدير أصولا بقيمة تزيد عن 11 تريليون دولار أعلنت التزامها بخفض استثماراتها في الوقود الأحفوري اعتبارا من سبتمبر 2019، مقابل 180 مؤسسة تدير أصولا بنحو 52 مليار دولار في عام 2014. إلا أنه وعلى الرغم من هذه المكاسب الكبيرة، فإن النمو المتزايد بشدة في الاستثمار غير النشط يعني أن شركات الوقود الأحفوري ستواصل تلقيها لتدفقات استثمارية كبيرة، طالما أنها تحتفظ بمراكزها في المؤشرات الصحيحة.
مديرو الأصول يسارعون إلى التخارج من استثماراتهم في قطاع الوقود الأحفوري، ولكن شركات القطاع تجد طرقا لتقليل أثر ذلك الاتجاه على عملياتها: قالت شركة بلاك روك، أكبر مدير للأصول في العالم، الشهر الماضي إنها ستعيد صياغة استراتيجيتها الاستثمارية استجابة لأزمة المناخ، وتعهدت بالتخارج من استثمارات بقيمة 500 مليون دولار في شركات الفحم من صناديقها النشطة. ولكن إلى أن يقرر عملاء الشركة اختيار الصناديق التي تستبعد الوقود الأحفوري، فإن بلاك روك ستواصل امتلاكها لحصة كبيرة في كل شركة نفط كبرى، وفقا لما جاء في التقرير. وفي الوقت ذاته، نجد أن شركات الوقود الأحفوري مدركة تماما للمزايا التي يمكن أن تحققها من خلال الصناديق السلبية. وأشارت الصحيفة إلى أن شركة النفط إينكاما تمكنت من الإدراج في المؤشرات الأمريكية الكبرى عن طريق الانتقال من مدينة كالجاري الكندية إلى دنفر الأمريكية في الشهر الماضي، إلى جانب تغيير اسمها إلى "أفينيتي".
ولكن هل يمكن القيام بأي شيء لوقف هذا الاتجاه؟ أطلق صندوق التقاعد النيوزيلندي مبادرة في عام 2017 للعمل مع مؤسسة مورجان ستانلي لإنشاء مؤشرات مخصصة تحدد أوزان الشركات وفقا لأدائها من حيث خفض الانبعاثات الكربوني. من خلال هذه المبادرة، جرى نقل استثمارات بقيمة 610 ملايين دولار من شركات عالية الانبعاثات الكربونية إلى شركات بديلة منخفضة المخاطر. وقالت شركة إدارة الصناديق العالمية ستيت ستريت مؤخرا إن ذراعها المتخصصة في الاستثمار غير النشط والتي تبلغ قيمة أصولها 3.1 تريليون دولار ستبدأ التصويت ضد مجالس إدارات الشركات التي لا تفي بالمعايير المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. وقال مدير تمويل الطاقة في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي إنه حيثما توجهت ستيت ستريت، فإن مديري الصناديق الرئيسيين الآخرين سيتبعونها.
فما هو أداء أكثر صناديق المؤشرات المتداولة شعبية في مصر من منظور بيئي؟ ليس سيئا على الإطلاق. حصل صندوق المؤشرات المتداولة "فانيك فيكتورز إيجيبت" والذي تبلغ أصوله المتداولة نحو 31 مليون دولار، على درجة "أ" في موقع متخصص في الصناديق الخالية من الاستثمارات في الوقود الأحفوري، بنسبة تعرض صفر بالمائة.