الاقتصاد الرقمي قد يحول أفريقيا جذريا إذا استطاعت تحديث بنيتها التحتية
الاقتصاد الرقمي قد يحول أفريقيا جذريا إذا استطاعت تحديث بنيتها التحتية: على أفريقيا أن تطور من بنيتها التحتية الضعيفة إذا أرادت أن تستفيد من الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي يتيحها الاقتصاد الرقمي، حسبما كتب حافظ غانم، على موقع معهد بروكنجز الأمريكي. وينقل الكاتب عن بيانات البنك الدولي القول إن بإمكان أفريقيا رفع الناتج القومي الإجمالي لها بنسبة 2% سنويا إذا حققت هدف الاتحاد الأفريقي من توفير تغطية شاملة ورخيصة الثمن للإنترنت. ويضيف الكاتب أن الإنترنت السريع قد يزيد من فرصة التوظيف من 6.9% إلى 13.2%. ولكن تبقى نسبة استخدام الإنترنت في القارة ضعيفة للغاية، إذ تقف عند 39.6% مقارنة بالمتوسط الدولي وهو 62.7%. وفي المتوسط تنفق الدول الأفريقية 1.1% من ناتجها القومي الإجمالي فقط على الاستثمار الرقمي، فيما ترتفع تلك النسبة في الاقتصاديات المتقدمة إلى 3.2%. ومع ذلك سجلت أفريقيا أكبر نسبة من تزايد مستخدمي الإنترنت، فوصلوا إلى 523 مليون شخص من 4.5 مليون فقط خلال 20 عاما.
يجب دعم القطاع الخاص للعب دور في تطوير البنية التحتية الرقمية في أفريقيا. أطلق الاتحاد الأفريقي، بدعم من البنك الدولي مبادرة ديجيتال مونشوت التي تهدف إلى رفع نسبة استخدام الإنترنت في القارة. ويقول غانم إن إنجاح المبادرة يستوجب تشكيل سياسات ومؤسسات لتطبيقها لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في المجال، والتي قد تحقق نصف تكلفتها التي تقدر بـ 80 إلى 100 مليار دولار خلال 10 سنوات. وتتضمن المبادرة 5 عناصر أساسية هي الاستثمار في البنية التحتية الرقمية مع التركيز على القطاع الخاص والاستثمار في القوة العاملة الخبيرة بالاستخدامات الرقمية والاستثمار في المنصات الرقمية التي يطورها القطاعين العام والخاص. كما تتضمن المبادرة الاستثمار في الخدمات الرقمية لتحقيق الشمول المالي وتشجيع رواد الأعمال في المجال الرقمي.
ومصر في طريقها لحصد ثمار إمكانياتها. ففي 2016 سجلت نسبة استخدام الإنترنت في مصر 41.3%، طبقا لإندكس موندي. ويقول نائب رئيس البنك الدولي للبنية التحتية، مختار ديوب، إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شكل العام الماضي 3.1% من إجمالي الناتج القومي المصري وتهدف الحكومة إلى مضاعفته إلى 6% بحلول 2025، وذلك في مقابلة لديوب مع بيزنس توداي إيجيبت في مارس 2019. وحصلت مصر على قرض من البنك الدولي بقيمة مليار دولار أمريكي في عام 2018، بهدف دعم البلاد في تطوير بنية تحتية ومنصات رقمية، وتحديدا من خلال بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع التكامل بين التكنولوجيا الرقمية والقطاعات الأخرى مثل النقل والطاقة. ويقول ديوب إن لدى مصر دورا مهما لتلعبه من أجل إنجاح مبادرة ديجيتال مونشوت، بصفتها إحدى أكثر الدول الأفريقية تأثيرا وسكانا.