روتيني الصباحي: سفير سنغافورة دومينيك جوه

دومينيك جوه، سفير سنغافورة في القاهرة: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع دومينيك جوه سفير دولة سنغافورة في القاهرة.
اسمي دومينيك جوه، وأنا سفير سنغافورة في القاهرة. انتقلت أنا وزوجتي شارون لمصر مؤخرا، في سبتمبر 2019. قبل ذلك عملت سفيرا في لاوس كما عملت ضمن البعثة الدبلوماسية إلى برلين وبون وشغلت مناصب أخرى.
في هذه الوظيفة يجب أن تكون قابلا للتكيف. بالنسبة للمغتربين والدبلوماسيين إذا لم يكن لديك تلك الصفة فسيكون من الصعب عليك الاستمتاع بهذا النوع من الحياة. أعتقد أنه من المثير للغاية أن أعيش في العديد من البلدان وأن أتعلم اللغات واتعرف على الثقافات المختلفة ، وهذه من ضمن الأسباب التي جعلتني راغبا في الانضمام لهذا المجال.
أحتاج إلى كوب قهوة كبير وقوي في الصباح لأشعر أن يومي قد بدأ بالفعل. لا أدقق في نوع القهوة التي أتناولها، فعادة ما أشرب ما هو موجود وطازج.
بالطبع أحرص على قراءة نشرة إنتربرايز في بريدي الإلكتروني في كل صباح كما أطلع على مواقع إخبارية أخرى بعضها محلي والآخر عالمي، مثل سي إن إن، وبي بي سي، ونيويورك تايمز، وفايننشال تايمز، والأهرام، وإيجبت توداي، وأيضا صحيفة ستريتس تايمز السنغافورية.
كانت مصر أولى البلدان العربية التي تعترف باستقلال سنغافورة عام 1965، وتنظر سنغافورة لمصر باعتبارها شريكا أساسيا في المنطقة بفضل موقعها الاستراتيجي، كما أنها مركز اقتصادي هام. والعلاقات بين البلدين ممتازة.
وسنغافورة هي رابع أكبر مستثمر أسيوي في مصر، ولدينا استثمارات هنا أكثر مما لدينا في اليابان أو كوريا الجنوبية. وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعي الخدمات اللوجستية وصناعة الأغذية، وكذلك بدأت شركات سنغافورية متخصصة في مجالات أخرى في استكشاف السوق المصرية. وقبل شهرين قامت مؤسسة "إنتربرايز سنغافورة"، الذراع التجاري والاستثماري لحكومتنا في الخارج، بتنظيم زيارة لوفد مكون من 9 شركات سنغافورية لمصر. وهذا الأسبوع لدينا زيارة لمجموعة من الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية.
ونعمل أيضا على تحسين السياحة بين البلدين. وقد انطلقت مؤخرا فكرة أحد المشروعات الاستثمارية السنغافورية في مصر بعد زيارة مالك الشركة للبلاد لقضاء عطلة. وكان المالك يعتقد أن الزيارة لن تتكرر، ولكنه شعر بالألفة في مصر وبدأ في استكشاف فرص القيام بأعمال فيها. وبعد شهور من ذلك أسس شركة مع شريك مصري.
تهتم مصر بالاستفادة من التجربة السنغافورية في مجالي الموانىء والتعليم. وأعجب الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته لسنغافورة عام 2015 بالميناء هناك، وأعتقد أنه دعا وزرائه لدراسة تجربتنا في إدارة وتطوير الموانئ. والتقيت مؤخرا أيضا بوزير التعليم الذي عبر عن اهتمامه بالتعرف على طريقة تدريس الرياضيات والعلوم في سنغافورة، لأننا لدينا تقييمات عالية في هذين المجالين.
ولدى سنغافورة أكثر من 250 طالبا يدرسون في جامعة الأزهر حاليا، وهذا الأمر مستمر منذ الستينات من القرن الماضي، ويقوم الملايو المسلمون في سنغافورة بإرسال مرشحيهم في وظائف الأئمة ومعلمي الدين للتدريب في الأزهر لأنه أهم جامعة للدراسات الإسلامية في العالم. وبالطبع تمتد إقامة بعد هؤلاء الطلبة لإجراء دراسات عليا أو لأسباب أخرى.
استمتعت مؤخرا بقراءة كتاب "هومو ديوس" ليوفال نوح هراري. إنه كتاب رائع حقا عن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل ويغير من الاقتصاد العالمي في المستقبل. كما أني أعيد مشاهدة مسلسل "شيرلوك" على نتفلكس، وهو مسلسل قوي ومشوق حقا.
أصبح المشهد الفني والثقافي في سنغافورة غنيا في وقتنا الحالي، فإلى جانب التسوق في شارع أوركارد ومارينا باي ساندز أعتقد أن هناك فرصة ليستمتع الجميع أيضا بالموسيقى الكلاسيكية والباليه والأوبرا والرقص الحديث ونوادي موسيقى الجاز. ولدينا مسرحيات موسيقية من برودواي وويست إند لفترات محدودة تقريبا كل عام. كما يجذب الطعام جانبا كبيرا من الزوار ولدينا محمية طبيعية في قلب الجزيرة حيث يمارس الزوار السير على الجبال ويستمتعون بالهواء النقي.
ونصيحتي للتأقلم مع بيئة جديدة هي التركيز على الإيجابيات وعدم الخوض فيما لا يمكن تغييره. ومن الصعب دائما مغادرة المكان بعد انتهاء مدة العمل في الوظيفة لأن المرء يكون قد تعلق بالناس هناك. ولكنه أيضا جزء من العمل ومرحلة يجب أن نمر جميعا بها. والجيد في هذا الأمر أن المرء يشكل شبكة رائعة من الأصدقاء حول العالم.