فودافون العالمية تتفق على بيع وحدتها بمصر لـ "الاتصالات السعودية" مقابل 2.39 مليار دولار
فودافون العالمية توقع مذكرة تفاهم لبيع وحدتها بمصر لـ "الاتصالات السعودية" مقابل 2.39 مليار دولار: وقعت مجموعة فودافون العالمية أمس مذكرة تفاهم غير ملزمة مع شركة الاتصالات السعودية (STC)، تمهد للأخيرة شراء حصة فودافون العالمية البالغة 55% في فودافون مصر بقيمة 2.39 مليار دولار. وجرى تحديد سعر البيع طبقا للتقييم الكامل لشركة فودافون مصر بقيمة 4.35 مليار دولار، على أن يحدد المقابل المالي النهائي عند التوقيع على الاتفاقيات النهائية، وفقا لبيانين منفصلين من فودافون والاتصالات السعودية. ومن المنتظر أن تكون الصفقة هي الأكبر قيمة في تاريخ الاستحواذات بالسوق المصرية. وتمنح الصفقة حال إتمامها شركة الاتصالات السعودية حصة سوقية تبلغ 42% في سوق الاتصالات المحلية تمثل نحو 44 مليون مشترك، وهو ما سيخدم طموحات الشركة السعودية في التوسع إقليميا.
وحتى الآن لا نية لتغيير العلامة التجارية لفودافون في مصر: اسم فودافون سيبقى كما هو على هاتفك، وكل اتفاقيات فودافون مصر للتجوال ستظل سارية دون تغيير. وفريق الإدارة في مصر أيضا، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للشركة ألكسندر فرومان كورتيل، سيتابع عمله في الشركة دون تغيير.
الخطوات التالية: ويستلزم إتمام الاتفاق موافقة مجلس إدارة كلا الشركتين. وتسرى مذكرة التفاهم لمدة 75 يوما، سيجري خلالها إتمام التفاصيل الخاصة بالاستحواذ المحتمل والذي من شأنه أن يؤدي إلى توسع شركة STC خارج السوق السعودية والتي تمثل بالنسبة لها حاليا نحو 90% من إيراداتها. وقالت فودافون إنها تتوقع الانتهاء من الصفقة في يونيو بعد الحصول على الموافقات التنظيمية.
حصة المصرية للاتصالات لا تزال كما هي، والشركة تدرس "كافة البدائل المتاحة": ومن جانبها، أصدرت الشركة المصرية للاتصالات والتي تساهم بنسبة 45% تقريبا في فودافون مصر، بيانا إلى البورصة المصرية قالت فيه إنها اجتمعت مع ممثلي مجموعة فودافون العالمية يوم الثلاثاء، والذين أكدوا على الالتزام بجميع حقوق الشركة المصرية للاتصالات وفقا لاتفاقية المساهمين المبرمة بين مساهمي فودافون مصر. وأكد المصرية للاتصالات أنها تتابع عن كثب إجراءات عملية الاستحواذ المزمع، لدراسة كافة البدائل المتاحة أمامها للتعامل مع استثماراتها في شركة فودافون مصر. ولم توضح الشركة في بيانها ماهية تلك البدائل، لكنها أكدت خلال الأيام القليلة الماضية أنها لن تبيع حصتها في فودافون مصر.
وقفز سهم المصرية للاتصالات نحو 10% أمس بعد توقيع الاتفاق المبدئي بين فودافون العالمية والاتصالات السعودية، ليغلق سعر السهم عند مستوى 11.22 جنيه للسهم، وفق بيانات البورصة المصرية. وفي المقابل، خسرت أسهم شركة الاتصالات السعودية حوالي 1% من قيمتها بنهاية تعاملات جلسة الأمس، كما تراجعت أسهم مجموعة فودافون العالمية في بورصة لندن بنحو 0.14%.
أجرت إنتربرايز مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة فودافون مصر ألكسندر فرومان كورتيل، والذي أوضح لنا ما تنطوي عليه الاتفاقية، وما هي الخطوات المقبلة للشركة في مصر. وفيما يلي مقتطفات من حوارنا معه:
إنتربرايز: ما هي أهم الرسائل التي تود توجيهها لمجتمع الأعمال في مصر هذا الصباح؟
فرومان كورتيل: نعتقد أن الصفقة خبر جيد للغاية لمصر لأن لدينا مستثمر أجنبي كبير مهتم بدخول السوق المصرية. إنهم مهتمون بدخول قطاع الاتصالات من خلال أكبر شركة في هذا القطاع بالبلاد. نعتقد أن ذلك تصويت جيد جدا بالثقة في مصر.
ومن المهم أيضا أن نعرف أن تلك الصفقة تشمل اتفاقا تجاريا سيبقي على العناصر الأساسية من فودافون في مصر. هذه اتفاقية شراكة السوق الخاصة بنا، وسيكون لها أثر ملموس، لأن علامتنا التجارية ستبقى كما هي دون أي تغيير. لقد دخلنا في اتفاقية شراكة سوق لمدة 5 سنوات، وهناك إمكانية لتجديدها إذا كانت تلك رغبة كلا الطرفين.
أعتقد أن هناك إدراك واضح بأن علامة فودافون مصر تعيش في قلوب المصريين. هناك مطالبة حقيقية بوجود العلامة التجارية، ومجموعة فودافون العالمية سعيدة للغاية لثقتها في الحفاظ على مكانة علامتها التجارية في مصر.
كفريق إدارة، نحن جميعا ملتزمون بالعمل مع المساهم الجديد من أجل استقرار الأعمال، وملتزمون للغاية أيضا بثقافة الشركة. وفي النهاية، ما يميز فودافون مصر حقا هو الأشخاص والثقافة لدينا، وهو ما يجعلنا مختلفين عن منافسينا في السوق. هذا، إلى جانب التزام الإدارة بالاستمرار مع مساهم جديد، هو الخلطة السرية لفودافون مصر.
بالنسبة لعملائنا، نريدهم أن يعرفوا أننا نحقق الاستقرار اليوم، ولكن أيضا الاستمرارية والابتكار غدا. من خلال اتفاقية شراكة السوق، نحن نجلب الابتكارات التكنولوجية من مجموعة فودافون إلى مصر. ويشمل هذا منصتنا لإنترنت الأشياء، إلى جانب تطبيق أحدث الابتكارات في شبكتنا.
إنتربرايز: إذا جرى تطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس هنا، هل ستكون فودافون جزءا من ذلك؟
فرومان كورتيل: أعتقد أنه ما زال من المبكر جدا تطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس في مصر، بالنظر إلى أن 25% فقط من المصريين يستخدمون خدمات الجيل الرابع. وربما تستغرب تلك النسبة لأن 100% ممن حولك يستخدمون الجيل الرابع، ولكن الحقيقة الأوسع أن نسبة المستخدمين هي فقط 25%. ومع الأخذ في الاعتبار تلك الإحصائية، فإننا نعتقد أن من المفيد أكثر بكثير بالنسبة للبلاد أن تستثمر في إطلاق المزيد من ترددات الجيل الرابع للجميع، كي يستفيد منها الشعب بأكمله، بدلا من المضي قدما في إدخال تكنولوجيا جديدة لنطاق محدود. تطبيق تكنولوجيا الجيل الرابع كان حقا تحديا بالنسبة لنا؛ تكنولوجيا الجيلين الثاني والثالث ما زالتا أوسع انتشارا بين المصريين، وذلك على الرغم من تراجع أسعار خدمات الجيل الرابع، ولكن تلك مسألة تسير في مسارها الطبيعي.
إنتربرايز: كيف جاء هذا الاتفاق؟
فرومان كورتيل: مجموعة فودافون متواجدة في مصر منذ 22 عاما، وبنجاح. المجموعة متواجدة في العديد من الأسواق حول العالم، وتلك الخطوة هي جزء من استراتيجية لتخفيف المحفظة الجغرافية للمجموعة.
إنتربرايز: مؤخرا قمتم ببيع أعمالكم في نيوزيلندا، أيضا تخارجتم من مساهماتكم؟
فرومان كورتيل: لقد بعنا تشاينا موبايل في 2010، وتخارجنا أيضا من فرنسا في 2010، ومن الولايات المتحدة في عام 2013 من خلال البيع لفيرايزون. ومؤخرا تخارجنا من نيوزيلندا. وأيضا خرجنا من مالطا منذ فترة وجيزة. الرؤية وراء ذلك مباشرة للغاية: تهدف إلى خلق قيادتين واضحتين في أوروبا وفي جنوب الصحراء الأفريقية.
من هذا المنظور، وبينما تبقى مصر نشاطا رائعا للمجموعة، فإنها مختلفة بعض الشيء عن محفظة المجموعة من الناحية الجغرافية. ويظل معدل نمو الأعمال في مصر ضمن الأعلى بين كل أسواق فودافون، ومليئة بالإمكانات الرقمية. إنها أرض الفرص.
رسالتنا إلى المساهمين دائما هي أن هناك المزيد من الإمكانات الكامنة، لذلك استثمر في مصر وستحصل على عائد أكبر، لأن من الممكن حقا تنمية الأعمال سريعا هنا. ولذلك قررت المجموعة، مع كل التمويلات الموجهة إلى أوروبا، حيث نستثمر في الجيل الخامس، أن الأفضل للشركة في مصر أن تواصل النمو خارج المجموعة. ولا ترغب مجموعة فودافون أن تكون في موقف يعطل وتيرة النمو التي نسعى إليها في مصر.
والآن نحن هنا، مع مساهم آخر نعتقد أنه يستطيع تمويلنا بالشكل السليم ويدفعنا للنمو بوتيرة أسرع. وهذا بصدق لأن الاتجاه الصعودي للأعمال واضح للغاية، ورغم أن القرار صعب للغاية خاصة عندما يكون النشاط عظيم وهناك ارتباط كبير بالبلد.
إنتربرايز: من يقدم الاستشارات في الصفقة؟
فرومان كورتيل: لم نعين أحدا بعد، ولكن الجميع يرغب في المشاركة. سنعين المستشارين الأسبوع المقبل.
إنتربرايز: حسنا، ما هي الإجراءات الآن؟ ما هي الخطوة المقبلة؟
فرومان كورتيل: بادرت شركة الاتصالات السعودية بتقديم عرض لمجموعة فودافون قبل شهرين. حاولت الشركة السعودية قبل زمن بعيد أيضا شراء حصة فودافون في مصر، ولكن التوقيت مناسب الآن لأنه يتطابق مع الاستراتيجية التي وضعها الرئيس التنفيذي للمجموعة نك ريد، والذي جرى تعيينه قبل 15 شهرا، وقرر أن نخفف للغاية محفظتنا الجغرافية.
شركة الاتصالات السعودية شريك جيد بالنسبة لنا لعدة أسباب. أولا وقبل أي شيء إنها ستواصل ضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر، وهو أمر مهم للغاية للقطاع الخاص. وثانيا، يمكن أن نرى، أن شركة الاتصالات السعودية هي مؤسسة ممولة بشكل جيد تماما. فعليا لديها صفر من الديون، مقارنة بفودافون التي لديها مستويات مديونية عالية حاليا. ولذلك فإن الاتصالات السعودية ستكون قادرة على تمويل خطة نمونا. وأخيرا، الاتصالات السعودية لديها رؤية واضحة للغاية بشأن قيادة القطاع إقليميا. حاليا، تتواجد الشركة في خمسة بلدان، ولكن لديها هدف لأن تصبح المشغل الرئيسي للاتصالات في الشرق الأوسط.
إنتربرايز: إذَا، لم تكن هناك منافسة على الصفقة؟
فرومان كورتيل: هذا صحيح.
إنتربرايز: هل كان هناك أي خطة سابقة لبحث خيارات أخرى، كالطرح في البورصة مثلا؟
فرومان كورتيل: لا. الأمر جاء بشكل كبير كمبادرة من الشركة السعودية وتناسب الأمر مع طموحاتنا.