مصر تتخلف عن بقية العالم في تمثيل النساء بمجالس إدارة الشركات
مصر تتخلف عن بقية العالم في تمثيل النساء بمجالس إدارة الشركات، وفقا لدراسة أعدتها مؤسسة التمويل الدولية. وأظهرت الدراسة التي تضمنت مسحا شمل 2139 شركة، أن أكثر من 50% من مجالس إدارة تلك الشركات لا يوجد بها أي تمثيل نسائي، و25% لديها امرأة واحدة في مجلس الإدارة، في حين أن 3% فقط من الشركات لديها 4 سيدات أو أكثر في مقاعد الإدارة. وتبدأ المشكلة إلى حد كبير بالسياق الثقافي، الذي يشجع النساء على منح الأولوية لدورهن كربات منزل. وتقول الدراسة إن تلك الطبقية الجندرية تتغذى على نفسها، وتسهم في انعدام الثقة بالنفس بين السيدات، وفي ترددهن بشأن مواصلة المسارات الوظيفية التي تؤدي إلى تولي مسؤوليات على مستوى مجالس الإدارة.
ما الذي تضيفه النساء إلى إدارة الشركات؟ كما هو المنتظر من أي شكل من أشكال التنوع، فإن وجود النساء في مراكز القيادة بالشركات الخاصة يساعد على طرح وجهات نظر مختلفة في عملية صناعة القرار. وعلى سبيل المثال، تشير الدراسة إلى أن الشركات التي لديها تمثيل نسائي جيد بمجالس إدارتها لا تميل على الأرجح إلى الاستدانة لتمويل عمليات التشغيل أو التوسع. وبالتالي فإن تلك الشركات تكون في مكانة أفضل لسداد التزاماتها تجاه المساهمين أو المقرضين مقارنة بالشركات التي تتكون مجالس إدارتها من الرجال فقط.
الأرقام تتحدث عن نفسها: الشركات الخاصة التي لديها تمثيل نسائي بمجلس الإدارة تحقق أداء أفضل في كل معايير الربحية مقارنة بمجالس إدارة الشركات التي لا تضم نساء. وبالمقارنة فإن مجالس الإدارة ذات التمثيل النسائي تتمتع بمعدل ربحية أعلى بنسبة 8%، كما تتفوق أيضا من حيث العائد على المساهمين والأصول والمبيعات. وتشير الدراسة إلى أن العلاقة بين التمثيل النسائي بمجالس الإدارة والربحية ليست بنفس القوة في الشركات العامة، ولكنها تبقى صحيحة.
ما الحل؟ تحتاج مصر إلى إقرار وتطبيق قواعد لحوكمة الشركات مصممة خصيصا لإزالة الحواجز التي تعيق دخول النساء إلى سوق العمل والتدرج المهني، حسبما تقول مؤسسة التمويل الدولية. وتقترح الدراسة أيضا تشجيع المبادرات الذاتية للشركات، والتي تشمل وضع أهداف للتوظيف تراعي التنوع، والإفصاح للمجتمع عن التقدم في تحقيق تلك الأهداف. وهناك حاجة إلى إلقاء مزيد من الضوء على السيدات اللاتي يتولين القيادة، وهو ما يمكن أن يبعث برسالة عامة قوية وواضحة حول قدرات النساء، إذ أن التعتيم حول النماذج النسائية القيادية يرسخ لفكرة أن مصر ليست بها سيدات في مجتمع الأعمال.
جولدمان ساكس يضع التنوع في مجلس الإدارة كشرط لتقديم استشارات الاكتتابات العامة: التوجه العالمي لتمكين المزيد من النساء من أجل الوصول إلى مقاعد القيادة بالشركات يجد تأييدا أيضا من مؤسسات عالمية كبرى، مثل بنك استثمار جولدمان ساكس والذي أعلن يوم الخميس الماضي أنه لن يقدم الاستشارات في الاكتتابات العامة الأولية للشركات إلا إذا كان لديها أي شكل من أشكال التنوع في مجلس الإدارة. وهو ما سيطبقه البنك على تعاملاته مع جميع الشركات في أوروبا وأمريكا الشمالية، وفق ما ذكره موقع أكسيوس. ووفقا للرئيس التنفيذي للبنك فإن نحو 60 شركة من التي جرى طرحها في أسواق الأسهم خلال العامين الماضيين ليس بها أي شكل من أشكال التنوع في مجالس إدارتها، على الرغم من الدراسات التي تشير إلى أن التنوع في القيادة يحقق لتلك الشركات أداء أفضل.