الدول المجاورة لليبيا تجتمع في الجزائر لبحث تعزيز الهدنة
الدول المجاورة لليبيا تجتمع في الجزائر لبحث تعزيز الهدنة: شارك وزير الخارجية سامح شكري، ممثلا عن مصر، في اجتماعات دول جوار ليبيا التي عقدت يوم الخميس الماضي بالجزائر، إلى جانب ممثلين عن دول جوار ليبيا وهي تونس والتشاد والنيجر والسودان ومالي، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وفق ما ذكرته رويترز. وتهدف القمة إلى تعزيز الهدنة التي جرى الاتفاق عليها بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس برئاسة فايز السراج، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، قوله إنه يأمل أن يؤدي الاجتماع إلى تدعيم الهدنة الهشة في ليبيا والمساعدة في تلافي اتساع نطاق النفوذ الأجنبي فيها. وأثار تصاعد الصراع في ليبيا مخاوف دول الجوار من أن يؤدي إلى اتساع نشاط الجماعات المسلحة في دول منطقة الساحل والصحراء مما قد يخلق أزمة لاجئين جديدة.
مصر تتهم تركيا بالتسبب في "ارتباك" ليبيا: واتهم شكري في كلمته بالقمة تركيا بالتسبب في "ارتباك ليبيا بعد قرارها بإرسال مقاتلين لأراضيها" مشيرا، بحسب صحيفة الشروق، إلى ما قال إنها "جماعات إرهابية مدعومة بجماعات من سوريا". ودعا شكري إلى الالتزام بنتائج مؤتمر برلين الذي انعقد يوم الأحد الماضي، والذي تعهدت فيه 12 دولة مشاركة بإنهاء الصراع الدائر بالوكالة في أحدث حلقات الحرب الأهلية في البلاد. واتفقت كل من حكومة الوفاق الوطني وقوات الجيش الوطني الليبي على مواصلة المفاوضات بينهم. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في كلمة يوم الجمعة إن العسكريين الأتراك الذين أرسلوا إلى ليبيا يقومون بدعم وتدريب القوات الموالية لحكومة السراج. وأرسلت تركيا فريقا للتدريب إلى ليبيا في إطار اتفاق للتعاون العسكري العام الماضي. وأضاف أردوغان، وفقا لرويترز، "لن نترك السراج وحده. نحن عازمون على تقديم كل الدعم الممكن في هذه النقطة".
ويكاد إنتاج ليبيا من النفط يتوقف بسبب الصراع، إذ حذرت المؤسسة الوطنية للنفط الأسبوع الماضي من هبوط إنتاج البلاد إلى 72 ألف برميل يوميا من 1.2 مليون برميل قبل أن تغلق القوات الموالية لحفتر عددا من الموانئ والحقول في شرق وجنوب البلاد. وتقول رويترز إن إيرادات النفط هي المصدر الوحيد الممكن أخذه بعين الاعتبار لدخل ليبيا من الدولار، إذ بلغت إيراداته 22.5 مليار دولار في 2019. وقد يؤدي الحصار لحرمان حكومة الوفاق الوطني من مصدر أساسي للدخل. ويتوقع المحللون أن يكون توقف النفط الليبي قصير الأجل، كما لم يؤثر بقوة على أسعاره عالميا، لكنه قد يكون له أثرا سلبيا بالغا على الاقتصاد الليبي ومستويات المعيشة هناك.
ويرتبط الصراع بأكمله بنزاع حول الثروات الطبيعية في شرق المتوسط، بحسب مقال رأي نشرته بلومبرج، والذي يشير إلى الاتفاقية البحرية التي وقعتها تركيا مع ليبيا لتقسيم مناطق غنية بالغاز الطبيعي، مما أخل بموازين القوى في منطقة شرق المتوسط. وردت مصر على إعلان أردوغان عن نيته بدء منح تراخيص التنقيب بناء على الاتفاقية الجديدة بتحذير من تداعيات أي إجراءات تنتهك حقوق دول شرق المتوسط وسيادتها على مواردها، و"تهدد أمن واستقرار المنطقة".